صدى الشام _ مثنى الأحمد /
مثّل هذا الأسبوع عودة روح المنافسة إلى الدوري الإنجليزي بالرغم من استمرار مانشستر سيتي بحصد الفوز تلو الآخر، لكن صحوة اليونايتد وعودة الآرسنال إلى تحقيق النتائج الإيجابية جعلنا نعي أن “غوارديولا” وفريقه لن يكونوا في طريق مفتوح نحو معانقة اللقب. الأمر ذاته ينطبق على الدوري الإسباني الذي كان راضخاً تحت أقدام لاعبي ريال مدريد حتى جاء لاس بالماس وغير هذه المعادلة ولو بشكل نسبي. في إيطاليا وألمانيا، عانى المتصدران يوفنتوس والبايرن قبل أن تجبر خبرتهما الظروف للتحول نحو انتصارهما. وفي الوقت الذي يستمر فيه نيس بصنع المفاجأة، يواصل باريس سان جيرمان نتائجه المتذبذبة ليجد نفسه خارج الثلاثة الكبار.
الدوري الإنجليزي:
في مرحلة سوداء بالنسبة للمدربين الطليان، تجرع حامل لقب الدوري الإنجليزي الممتاز ليستر سيتي مرارة الخسارة خارج ملعبه للمرة الثالثة هذا الموسم، عندما سقط برباعية لهدف أمام مضيفه مانشستر يونايتد الذي تجاوز الأوقات الصعبة التي مر بها خلال الأسبوعين الفائتين، بعد عمل كبير قام به المدرب “جوزيه مورينيو” حين أشرك “خوان ماتا” مكان “واين روني” في مركزه المحبب كلاعب وسط حر، ومن خلفه “آندير هيريرا”، فكانت كل تمريرات خط الوسط منضبطة وواثقة ولها تأثيرها الإيجابي. ومشاركة “دالي بليند” في المركز الذي يبدع فيه كظهير أيسر عادت بالنفع كثيراً على الفريق وعلى قلبي الدفاع “بايلي” و”سمولينغ”.
جميع هذه الأمور كانت غائبة عن اليونايتد في المباريات الثلاث الماضية أمام مانشستر سيتي وفينورد وواتفورد، فحدثت الخسارة، ومع وضع هذه الأمور في نصابها الصحيح عاد زمن اليونايتد الجميل.
وفي قمة أخرى، اكتسح آرسنال مضيفه تشيلسي بثلاثية نظيفة في لقاء عرف تفوقاً واضحاً من “المدفعجية” التي كانت قادرة على إضافة أهداف أخرى في أكثر من فرصة.
ليس العيب أن تخطئ بل أن تكرر أخطاءك، وكونتي كرر أخطاءه التي ارتكبها أمام ليفربول حين دخل بمدافعين سمتهم البطء وسوء الخروج بالكرة من الخلف، كما أن خط وسطه كان منهاراً تماماً، مع وسط لم يقم بالأدوار المكلف بها، باستثناء “كانتي” الوحيد الذي يحاول التصدي للخصم، لكن اليد الواحدة لا تصفق.
وكان ليفربول في مهمة سهلة ولكنه أجاد التعامل معها بفضل الأداء المنضبط في الثلث الأخير من الميدان، وجاهزية اللاعبين ذهنياً، وانتصر بخمسة أهداف مقابل هدف واحد للضيوف بعد أيام من قهر تشيلسي في لندن.
في حين يواصل مانشستر سيتي عزفه المنفرد في جدول الترتيب بتحقيقه للفوز السادس على التوالي، وجاء هذه المرة على حساب سوانسي سيتي بثلاثة أهداف لهدف، ليحصد العلامة الكاملة بقيادة مدربه الجديد “بيب غوارديولا”.
الدوري الإسباني:
لم يتأثر برشلونة بغياب نجمه الأرجنتيني “ليونيل ميسي” المصاب، واكتسح مضيفه سبورتينغ خيخون بخماسية نظيفة بفضل العمل الكبير الذي قام به برشلونة في الأروقة. “رافينيا” أعطى إضافة هجومية جبارة لفريقه، حيث كان “توران” مهماً جداً في توازن الفريق في خط الوسط، فقد كان يوصل الكرة بشكل جيد للأمام (في الشوط الأول، كل تمريراته في ملعب الخصم كانت صحيحة)، وذلك علاوة على تراجعه للخلف من أجل المساعدة في استرجاع الكرة، فيما فتح الرواق أكثر من مرة أمام الظهير الفرنسي.
من جهته وقع ريال مدريد في فخ التعادل الثاني له على التوالي، وذلك بعدما اكتفى بالعودة من جزر الكناري بنقطة، بعدما انتهت مباراته مع لاس بالماس بهدفين في كل شبكة ليسقط الملكي في المحظور ويتقلص الفارق بينه وبين مطارديه الرئيسيين.
للمرة الثانية يواجه ريال مدريد فريقاً يجيد التمرير القصير وعدم فقدان الكرة بسهولة، وهذا الأمر بات يمثل مشكلة للريال خصوصاً مع الغياب المؤثر لـ “كاسيميرو” الذي يمكن وصفه بالجندي المجهول. رغم ذلك لم يكن الريال سيئاً في أغلب فترات المباراة، بل بالعكس كان في تحسن دفاعي ملحوظ في مسألة إغلاق المساحات وعدم السماح بخلق فرص كثيرة على مرماه باستمرار (باستثناء اللقطة التي جاء من خلاها هدف التعادل الثاني).
وواصل فريق أتلتيكو مدريد مطاردته للعملاقين الإسبانيين ريال مدريد وبرشلونة على صدارة ترتيب “الليغا”، بفوزه على ضيفه ديبورتيفو لاكورونيا بهدف وحيد كان كافياً لجلب النقاط الثلاثة.
الدوري الإيطالي:
عاش يوفنتوس 90 دقيقة صعبة، ومع ذلك خرج بالنقاط الكاملة من صقلية، لكن بأداء وعرض باهت للغاية خاصة من الناحية الهجومية. المباراة كانت صعبة بدنياً على اليوفي، وهذا أمر لم نعتد أن نراه في فريق “أليغري” الذي اضطر لتغيير خطة اللعب مع إصابة المدافع “روغاني” من 3-5-2 إلى 4-3-3. العلامة السوداء في أداء بطل إيطاليا هذا الموسم ككل وليس فقط بهذه المباراة، هي خط الوسط الذي يفتقد للتفاهم والفاعلية في التمرير بالثلث الأخير من الميدان. ويكفي ملاحظة أن هذا الخط صنع هدفين فقط من أصل 7 سجلها فريقه حتى الأن.
بينما واصل نابولي مطاردته ليوفنتوس وحقق فوزاً كاملاً بالأداء والنتيجة استقر على هدفين دون رد في شباك كييفو، حيث مازال “ساري” يؤكد مباراة تلو الأخرى أنه من المدربين الذين يجيدون التعامل مع مختلف الفرق وفي أصعب الظروف.
وعاد روما للنفق المظلم والنتائج السلبية بخسارته أمام تورينو بثلاثة أهداف لهدف. فريق العاصمة ما زال بعيداً عن الإقناع وعن منح جماهيره الثقة في قدرته على المنافسة الجادة على لقب الدوري، أو حتى مقاعد دوري الأبطال، فالفريق يقدم أداءً جيداً في بعض أوقات المباراة لكن في نفس المباراة نجد له دقائق سيئة للغاية.
وفي مواجهة انتهت دون أهداف ولا فرص كثيرة على المرمى، تعادل فيورنتينا أمام ضيفه الميلان الذي قد يكون نجح في تحقيق نتيجة إيجابية مقارنة بنتائجه على ملعب “أرتيمو فارنكي” في السنوات الأخيرة، كما حسم التعادل بهدف لمثله لقاء الإنتر مع ضيفه بولونيا.
الدوري الألماني:
نجح بايرن ميونيخ في العودة من نتيجة الخسارة بهدف إلى الفوز بثلاثية على ملعب “الآليانز أرينا” أمام فريق إنغولشتات، الذي ظهرت بعض عناصره الهجومية بصورة لائقة، وصنعوا كثيراً من الفرص على مرمى الحارس الألماني “مانويل نوير”. ومن جديد، ينجح خط وسط الفريق البافاري في فرض إيقاعه على الخصم، بفضل الإسباني الخبير “تشابي ألونسو” الذي كان ضابطاً لأداء وسط الميدان في ظل الصعوبات التي وجدها فريق أنشيلوتي بثلاثة لاعبين وسط أمام خمسة على الجانب الآخر. كما سجل ألونسو هدفاً كان في وقت حاسم ومهم، وهو الهدف الثاني من تسديدة دقيقة، ليُثبت نجم ليفربول السابق أنه عنصر لا غنى عنه في ميونيخ.
واستمر بروسيا دورتموند في مطاردة المتصدر بايرن ميونخ بعدما تمكن من تحقيق فوز آخر مبهر على ضيفه فرايبورغ بثلاثة أهداف لهدف، وكانت المباراة متكافئة إلى حد كبير بين الفريقين في شوطها الأول، حتى أن دورتموند انتظر حتى الدقيقة الأخيرة لافتتاح التسجيل عبر “أوباميانغ”، الذي احتفل بمباراته رقم 100 مع الفريق في “البوندسليغا”. لكن الخبر السيء في ليلة الغابوني الخاصة جاء بعد خروجه من الملعب مصاباً.
الدوري الفرنسي:
واصل نيس انطلاقته القوية في الدوري الفرنسي وتغلب على مضيفه نانسي بهدف وحيد، محققاً فوزه الخامس مقابل التعادل في مباراتين دون أن يتلقى أي هزيمة، ومتقدماً بصدارة الترتيب بفارق نقطة واحدة عن الوصيف موناكو الذي حقق فوزاً صعباً على ضيف ليل بهدفين لهدف. وحصل مرسيليا على أول 3 نقاط كاملة بعد تعثره في المباريات الثلاث السابقة بذات النتيجة.
بالمقابل، واصل باريس سان جيرمان نتائجه المتذبذبة وانقاد لخسارة جديدة، وهذه المرة أمام مضيفه تولوز بهدفين دون رد، لتعود الشكوك مجدداً حول قدرة المدرب “أوناي إيمري” في قيادة الفريق نحو الأمجاد التي تسعى إدارة النادي الباريسي للوصول إليها.