الرئيسية / سلايدر / نساء سوريات في غازي عينتاب يصنعن التغيير .. قصص نجاح لنساء سوريات يبتكرن مشاريع صغيرة في تركيا

نساء سوريات في غازي عينتاب يصنعن التغيير .. قصص نجاح لنساء سوريات يبتكرن مشاريع صغيرة في تركيا

مريم سريول

حققت النساء السوريات نجاحات عدة في تركيا، عبر مشاريع اقتصادية صغيرة في مجالات مختلفة، ومن بين هذه المشاريع البارزة، تبرز مشاريع اقتصادية صغيرة تحمل بصمة الإبداع والتميز. هذه المشاريع ليست مجرد وسيلة للعيش، بل تمثل قصة تحويل التحديات إلى فرص، وتحقيق النجاح والشهرة في بلدان اللجوء. في هذه المقالة، سنلقي نظرة على قصص بعض هذه النساء وكيف نجحن في بناء مشاريعهن وتحقيق النجاح في بيئة جديدة.

مشروع يم يم
“أنا فدوى، خالة أم ديمة، خالة يم يم هكذا يناديني الناس” بهذه الكلمات بدأت فدوة صاحبة مشروع الوجبات الشهيرة (يم يم) بالتعريف عن نفسها حيث ذكرت لنا أن مهنتها الأساسية هي معلمة مدرسة ولكن طالما كان لها ذوق خاص بإعداد الطعام والأصناف المختلفة ولا سيما أن تواجدها خارج سوريا كان باباً لتتعرف على أصناف وأنواع المأكولات من مختلف البلدان حيث تقول “كنت أعد الولائم لأصدقائي وجيراني لنتعرف على الأكلات المميزة في كل بلد بحكم أننا من جنسيات مختلفة ومن هنا بدأت قصتي، فكثيراً ما سمعت كلمات المديح والتشجيع والثناء ولكن لم يجول في خاطري يوماُ أن من هذه الولائم سينطلق مشروعي”.

وأشارت فدوى شو إلى أنه بعد خروجها من سوريا واستقرارها في تركيا كان التشجيع أكبر من محيطها وابنتها لتبدأ مشروعها في الطبخ فقامت بدراسة كاملة للمشروع والتجهيز ودراسة السوق والعمل على إنتاج وجبة مميزة وبتغليف مميز ومن هنا انطلق مشروع يم يم وتقول لموقع صدى الشام “بعد انطلاق مشروعي عملت على تلبية جميع الأذواق والرغبات وهذا ما يقتضيه الحال هنا في غازي عنتاب بسبب اختلاف الزبائن فهناك من حلب وآخر من الشام او حمص او اللاذقية، كما عملت منذ الانطلاقة وحتى الآن على الحفاظ على جودة الوجبات العالية بالإضافة للالتزام بمواعيد التوصيل لأضمن أن يحصل زبائني على تجربة طعام مميزة”.

وأكدت أيضاً أن من أهم العوامل التي ساهمت في الانتشار الكبير لمشروعها بالإضافة لما سابق هو مشاركتها بالمعارض المحلية التي أقيمت في غازي عنتاب فتقول “إن مشاركتي الأخيرة في المعرض لاحظت الإقبال الشديد من الزوار للمعرض عن نسخته السابقة وهذا ما حقق لنا انتشاراً أوسع”.

الريزن والأعمال اليدوية

تقول هدى وهي صاحبة مشروع ريزن في غازي عنتاب مختصة في اللوحات الصغيرة والكبيرة والساعات “بدأت مشروعي من خلال كورس لصناعة الريزن وانطلقت من خلال إنتاج القطع الصغيرة ثم انتقلت لتوسيع مشروعي خطوة بخطوة ضمن هذا المجال فيما كانت هناك تحديات كثيرة كون العمل بالريزن يحتاج صبر وحذر ودقة بالتعامل مع المواد إضافةً لضرورة توفر مكان خاص بالعمل وغلاء المواد المستخدمة سواء قوالب، أو مواد خام، أو ألوان، أو أجهزة خاصة”.

وأشارت ضمن حديثها لموقع صدى الشام أن وجود المعارض له أثر كبير على أصحاب المشاريع الصغيرة فتقول “بالنسبة لي بعد مشاركتي بمعرض دانتيل بغازي عنتاب حصلت انتشار وشهرة جيدة على المستوى المحلي مما انعكس ذلك على السوشيل ميديا وأيضا كذلك بعد مشاركتي بمعرض ورد على اختلاف المستهدفين في كلا المعرضين”.

فيما أكدت أن المشاركة في مثل هذه المعارض ليس بالأمر السهل فهو بحاجة إلى تحضير مسبق وجهد مضاعف، ولكن تنصح السيدات اللواتي يسعين إلى توسيع مشاريعهن إلى المشاركة بمثل هذه المعارض وأضافت نصيحة لكل السيدات اللاتي ترغبن في البدء بمشروعهن “قوي قلبك، خاطري فلأمر يحتاج مخاطرة وتضحية برأس المال ويحتاج صبر لتقدري تشوفي أثر مشروعك وحاولي التغلب على العقبات وحدة وحدة وتدربي تتعاملي مع الناس”.

صالون Rose

في حديث لنا مع المدام رنيم صاحبة مشروع روز للتجميل تقول “لم يكن هدفي افتتاح مركز تجميل للسوريين فقط، بل أردت من البداية افتتاح صالون يستقطب جميع الجنسيات في غازي عنتاب لذلك حرصت على تواجد بعض الموظفات اللاتي تجدن اللغة التركية وكما كان لنا أيضاً انتشار واسع بين العرب من جنسيات مختلفة بفضل الله”.

وأشارت إلى التحديات التي واجهتها في بداية مشروعها تتعلق بالترخيص واختيار مكان المركز والمواد والأجهزة فقالت ” أقترح وجود مكاتب مشابهة للمكاتب التي تقدم خدمات السياحة ولكنها تقدم خدمات واستشارات للمشاريع الصغيرة بما يخص ترخيص البلدية وشروط المكان والتسجيل بغرفة التجارة بالإضافة لترخيص المالية نظراً لصعوبة هذه الأمور، كما أني  تلقيت دعماُ استشارياً فقط من قبل منظمة سند والتي كانت تعمل على دعم المشاريع الصغيرة”.

وفي حديثها لموقع صدى الشام عن أهم ميزات مشروعها تقول “قمنا بتوفير خدمات تتميز بها فقط مراكز التجميل التركية وأيضا كوني كنت موظفة سابقاً وأعلم التحديات التي تمر بها الموظفات فقد تم تخصيص أيام العطلة لحجوزات الموظفات فقط وأهم ما يميزنا هي الشفافية مع الزبائن ففي حال مواجهتهم لأي تحدي داخل المركز بإمكانهم التواصل مع مديرة المركز مباشرةً او مباشرةً معي من خلال صفحتنا على الانستغرام”.

وعند سؤالها عن المعارض التي تقام في غازي عنتاب تقول “مشاركتنا في معرض دانتيل قدمنا هدايا لزوار المعرض أما في معرض ورد فقدمنا الهدايا أو الخصومات للسيدات أصحاب المشاريع المشاركات في المعرض وكان لذلك أثر جيد جداً على المركز واستطعنا إيصال رسالتنا أن مركز روز هو مركز للجميع وليس لطبقة أو فئة معينة”.

فمن خلال هذه المشاريع الملهمة، نرى كيف استطاعت هذه النساء تحويل التحديات إلى فرص، وتحقيق النجاح والشهرة في بلدان اللجوء. حيث تظهر هذه المشاريع الناجحة كدليل على قوة الإرادة والقدرة على التكيف مع الظروف الجديدة، مما يعزز دور المرأة السورية في بناء مجتمعاتها الجديدة.

تم إنتاج هذه المادة الصحفية بدعم من “JHR” صحفيون من أجل حقوق الإنسان

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *