عبد العزيز المصطفى
خلال الحرب العالمية الثّانية كان الشغلُ الشاغل لهتلر هو كيفية القضاء على أكبر عدد من أعدائه ولا سيما اليهود.
فحاول هتلر ترحيل سكان “غيتو وارسو” الحي البولندي الذي يسكنه يهودٌ آنذاك إلى معسكر للتخلصِ منهم.
قام اليهود وقتها عام/1943م/ بانتفاضةٍ عُرفت باسم انتفاضة “غيتو وارسو” ولم تكن لديهم الإمكانيات المناسبة لمواجهة قوة هتلر النازية، فخسروا الكثير من الأرواح.
وكان اليهود يعرفون مصير انتفاضتهم الفشل، ومع ذلك قاموا بها.
وقال وقتها “ماريك إديلمان” أحد قادة الانتفاضة حين سُئل عن سبب قيامهم بهذه الهبة غير المتكافئة: نعرف أننا سنخسر، ولكن نحن من يختار ويحدد زمانَ ومكانَ موتنا!!!”
من هنا كان غضب الشّعبِ الفلسطيني المسجون منذ عقود بسجن الصهاينة الكبير، يريدون التخلص من هذا الاحتلال الجاثم فوق صدورهم بشتى الوسائل، وإن فشلوا – ولن يفشلوا لأنهم أصحاب حق- فقد حددوا الزمان والمكان لموتهم.
أمرٌ آخر أختم به مقالتي؛ تذكرُ الكتب التاريخية أنّ رئيس وزراء بريطانيا “ونستون تشرشل” وكان يشرفُ على سير المعارك أثناء الحرب العالمية الثانية، وطائراتُ ألمانيا تقصفُ من كلِ حدبٍ وصوبٍ، جاءه المستشارون العسكريون يخبرونه: أنّ مؤسسات الدولة في لندن وبنيتها التحتية دُمرت بفعل القصف الألماني النازي آنذاك!!
فقال لهم: “ما حال التعليم والقضاء؟” فقالوا له: “سيدي نختارُ لمدارسنا وجامعاتنا من خيرة أساتذتنا، وأما القضاءُ فلو أخطأت ملكةُ بريطانيا لقُدّمت إلى القضاء كأيِّ مواطن”.
عندها قال لهم “تشرشل”: وإن دُمرت لندن نحنُ بخير”.
أيها المرابطون على حدود النّار والبارود، يا شعب فلسطين العظيم: وأنتم تسطرون ملاحم الشّرف والصمود في وجه نظام الأبارتايد، أشرس نظام بربريٍّ عنصريّ عرفه التّاريخ الحديث إياكم أن تتركوا التعليم، فهو الأساسُ لكلّ نهضةٍ وحضارةٍ، إياكم أن تفقدوا بوصلتكم فهي أولًا وأخيرًا: القدس وأرضكم وأعراضكم.