الرئيسية / سياسي / سياسة / تحليلات / كاتب صحفي: روسيا تواصل دور الأسد في التواطؤ مع إسرائيل
بوتين ونتنياهو - انترنت
بوتين ونتنياهو - انترنت

كاتب صحفي: روسيا تواصل دور الأسد في التواطؤ مع إسرائيل

صدى الشام - رصد/

رأى الكاتب والأكاديمي اللبناني “جلبير الأشقر” أن الحقيقة التي يدركها الجميع هي التعاون الوثيق القائم بين الدولة الروسية والدولة الصهيونية في سوريا، وهو تعاون على حساب إيران.

وأوضح في مقال نشرته صحيفة “القدس العربي” أن ذلك التعاون “يقوم على اتفاق بين الدولتين على التزام روسيا الحياد حيال التصدي الإسرائيلي لتواجد إيران وحليفها اللبناني حزب الله على الأراضي السورية.”

وأشار إلى أن الاتفاق “يتضمن جانبا سلبيا وآخر نشطا: الجانب السلبي يتم من خلال إبلاغ إسرائيل لروسيا بطلعاتها الجوية فوق سوريا وغاراتها على مواقع إيران وأتباعها، بحيث لا تقوم الدفاعات الجوية الروسية المتقدمة والمنتشرة فوق الأراضي السورية بالتصدي لها، أما الجانب النشط، فهو التزام روسيا بمنع القوات الإيرانية وحليفاتها من القيام بأي أعمال مباشرة تستهدف إسرائيل انطلاقا من الأراضي السورية، وقد تجلى هذا الجانب على أوضح وجه بالتزام روسيا مؤخرا إبقاء تلك القوات على مسافة كبيرة من تخوم الجولان المحتل.”

 

دور النظام

وأكد “جلبير الأشقر” على أن روسيا “في هذا الدور الأخير، تواصل بكل بساطة الدور الذي قام به نظام آل الأسد بصورة دائمة، ألا وهو منع أي عمليات ضد الاحتلال الصهيوني انطلاقا من الأراضي السورية ومنع أي تواجد عليها قد يشكل تهديدا للاحتلال ودولته.”

وقال الكاتب إن الأزمات تدفع بالناس إلى البوح بأمور كانت مستورة وقد تأكدت القاعدة مرة أخرى في تأزم العلاقات بين روسيا وإسرائيل، الذي نجم عن تسبب طيران الدولة الصهيونية بإسقاط طائرة استطلاع إليوشينIl ـ 20M روسية فوق مياه البحر قبال الشاطئ السوري، وذلك يوم الإثنين في 17 الشهر الجاري، وقد نقلت الأزمة إلى العلن جملة أمور منها ما كان الجميع يدركه ومنها ما لم يكن معلوماً، من عامة الناس على الأقل.

وأضاف الكاتب: “أما الطريف في هذا الصدد خلال الأزمة الأخيرة، فهو البراءة التي عاتب بها إسرائيل المتحدث باسم «وزارة الدفاع» الروسية، آخذا على الدولة الصهيونية نكرانها للجميل، وهو بذلك يقر علانية أن دولته تقدم خدمات جليلة لإسرائيل في سوريا وتتوقع منها اعترافا بهذا الفضل عليها، غير أن ما كشفته الأزمة بصورة أوضح مما في السابق، هو أن الاتفاق بين روسيا وإسرائيل يخص القوات الإيرانية وتوابعها حصرا ولا يشمل القوات السورية التي تعتبرها موسكو تحت حمايتها، وكيف لا وقد تدخلت في سوريا لنجدتها.”

وتابع الكاتب: “صحيح أننا رأينا في حالات سابقة كيف تبدلت لهجة موسكو كلما تعرض الطيران الإسرائيلي لمواقع في سوريا عوضا عن مواقع محسوبة على إيران، بيد أن الأمر تجلى بصورة أوضح في الأزمة الأخيرة من خلال تبادل العتاب والتبرير بين الجيشين الروسي والإسرائيلي.”

وأشار الكاتب إلى بيان صادر عن قوات العدوان والاحتلال الصهيونية يتأسف لما حصل ويبدي “حزنه” على أرواح ضحايا الحادث مستدركا ” لكنه يبرر تخطّيه الخط الأحمر الروسي بأن الطيران الإسرائيلي كان يتصدى لما أسماه البيان تهديدا لا يطاق يتمثل بأن الموقع العسكري السوري الذي جرى استهدافه كان على وشك تسليم أنظمة انتاج أسلحة إلى حزب الله اللبناني، حسب زعم البيان، أي بكلام آخر مستعار من فن الإفتاء، كان الاعتداء على الموقع السوري، وهو محرم بذاته، حلالا في الحقيقة لأنه موقع كان يتعاون مع طرف حلل الاتفاق بين روسيا وإسرائيل الاعتداء عليه.”

 

أزمة روسية

وبحسب الكاتب “ثمة أمر آخر انجلى في الأزمة الأخيرة، هو الفرق الواضح القائم بين بوتين وقواته المسلحة في صدد العلاقة مع إسرائيل، ولا بد لكل من تابع تطور الأحداث أن يكون قد لاحظ الفرق الجلي في اللهجة بين “وزارة الدفاع” الروسية والرئيس الروسي، فقد جاء البيان الأول للقوات المسلحة الروسية عنيف اللهجة ضد إسرائيل، تلاه تصريح فلاديمير بوتين الذي بدا كأنه يبرئ إسرائيل معزيا الحادث إلى “تسلسل ظروف عارضة مأساوية”، ليعقبه بعد أيام عتاب جديد شديد اللهجة من “وزارة الدفاع” الروسية لإسرائيل، يتهم طائراتها بتعمد الاختباء وراء طائرة الاستطلاع الروسية ويحملها بالتالي مسؤولية مباشرة عن إسقاط الدفاعات الجوية السورية لتلك الطائرة.”

ورجح الكاتب أن يكون “قرار موسكو تسليم صواريخ أرض/جو S ـ 300 لقوات النظام إنما جاء إرضاء للقوات المسلحة الروسية وإخمادا لامتعاضها، على أن يكون استخدامها محصورا بالخط الأحمر المرسوم من قبل موسكو وتحت رقابتها المباشرة.”

وأضاف أن “القوات الروسية لن تأذن باستخدام هذه الصواريخ إلا في حالات تخطي الطيران الإسرائيلي للخط الأحمر الروسي بتعديه على مواقع سورية، ولن تستخدم الصواريخ بتاتا في توفير غطاء للقوات الإيرانية وتوابعها. وبكلام آخر، فإن القرار الروسي هو في جوهره رسالة لإسرائيل لتذكيرها بشروط الاتفاق بينها وموسكو وحثها على إبلاغ القوات الروسية بتحركاتها بما يكفي من الوقت مسبقا بحيث يتم تفادي مثل الحادث الذي حصل.”

وشكك الكاتب في أن يتم تسليم النظام تلك الصواريخ وذلك بعد تحذيرات من رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتانياهو لبوتين، ليحذره من خطورة وضع صواريخ متقدمة بين “أياد غير مسؤولة”، كما حذر مسؤول سابق في المخابرات العسكرية الإسرائيلية في تغريدة نقلتها صحيفة “نيويورك تايمز” في اليوم ذاته من خطورة تسليم الصواريخ لأناس “غير محترفين” بما يشكل تهديدا حسب رأيه ليس للطيران الإسرائيلي فحسب، بل أيضا لطيران التحالف الذي تقوده أمريكا في التصدي لتنظيم “داعش”، وأيضا يشكل خطرا على الطيران المدني.

وأشار الكاتب إلى أنه “إزاء هذا الضغط والتنويه بما ينطوي عليه تسليم الصواريخ من مخاطر جمة، تكون لدى عدد من المراقبين شك في أن تسليم الصواريخ سوف يتم بالفعل، بينما تكهن آخرون بأن الصواريخ، إن جرى تسليمها، سوف تبقى تحت السيطرة المباشرة للأيادي الروسية المحترفة والمسؤولة بحيث لن تبدل شيئا في الواقع.

شاهد أيضاً

لماذا سخر المغردون من احتفال نظام الأسد بيوم جلاء المستعمر الفرنسي؟

احتفل النظام السوري -أمس الأربعاء- بالذكرى رقم 78 لـ يوم الجلاء، والذي يوافق 17 أبريل/نيسان …

أي مستقبل لـ”تحرير الشام” والتيار الجهادي في سورية؟

مع أفول تنظيم داعش بسقوط آخر معاقله في بلدة الباغوز، شرقي سورية، في مارس/آذار 2019، …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *