الرئيسية / رأي / “الأسد” في بيت الطاعة الإسرائيلي

“الأسد” في بيت الطاعة الإسرائيلي

جلال بكور/

من خلال تتبعنا للأهداف التي ضربها التحالف الثلاثي “أمريكا، بريطانيا، فرنسا” في سوريا والتي تعود لنظام الأسد، نرى أنها الأهداف ذاتها التي لطالما استهدفتها الطائرات الإسرائيلية، وهي ذاتها الأهداف التي ضربتها الطائرات الإسرائيلية في شباط الماضي عقب سقوط طائرة تابعة لها.

والمواقع المستهدفة بحسب المصادر المحلية هي لواء 105 في دمشق التابع للحرس الجمهوري، وقاعدة للدفاع جوي في جبل قاسيون بدمشق، ومطار المزة العسكري بدمشق، ومطار الضمير العسكري في ريف دمشق، ومركز البحوث العلمية في برزة بدمشق، ومركز البحوث العلمية في جمرايا قرب دمشق، واللواء 41 قوات خاصة في دمشق، ومواقع عسكرية قرب الرحيبة في القلمون الشرقي في ريف دمشق، ومواقع في منطقة الكسوة في ريف دمشق، ومواقع في ريف حمص الغربي.

تلك الأهداف وإن كانت قد أُفرغت من محتوياتها قبل تنفيذ الضربة التي كانت متوقعة، إلا أنها أهداف تبقى حساسة لكونها قريبة من قصر الأسد، لكن الطائرات دائمًا ما تغفل عن ذلك القصر وتضرب ما حوله، وكأنها وسيلة لتأديب كلب الحراسة وتأمين رقبته في الطوق كي لا يخرج منه.

بمعنى أدق، إن إسرائيل تخشى أن يفلت كلب الحراسة “نظام الأسد” من طوقه ويقوم بعضّ يدها التي مدّت له بالعظام لمدة تقارب الخمسين عامًا، أي أن النظام معه تصريح بقتل السوريين بكافة أنواع الأسلحة إلا السلاح الكيميائي الذي يمكنه من خلاله تهديد إسرائيل وابتزازها.

الضربة الثلاثية على مواقع نظام الأسد جاءت سريعة لكنها لم تكن مباغتة، لأن الأسد كان قد تحضر لها وانتهى، ولم تهدف إلى إسقاط الأسد وهو ماقاله صراحة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون حيث أشار إلى أن الضربات تقتصر على قدرات النظام في إنتاج واستخدام الأسلحة الكيميائية وليس إسقاط النظام.

وتُعيد تلك الطريقة في عقاب النظام إلى الأذهان، الاتفاق الروسي الأمريكي الذي تم برعاية إسرائيلية إبان المجزرة الكيميائية التي نفذها الأسد في غوطة دمشق عام 2013، وكانت الصفقة تجريد المجرم من سلاحه الكيميائي بهدف حفظ أمن إسرائيل، وإطلاق يده في السوريين ليكمل القتل والتدمير بالبراميل المتفجرة والصواريخ وغاز الكلور السام.

وتلك الضربات فعليًا لم ولن تغيّر من الواقع على الأرض شيئا، وجاءت مباشرة عقب انتهاء النظام وحلفائه “إيران، روسيا” من عملية تهجير المعارضة والأهالي في محيط دمشق إلى الشمال، ويعتقد البعض أن تلك الضربات مسرحية لتغطية عملية التهجير.

إنّ أي ضربة عسكرية ما لم تستهدف رأس النظام وأركانه والميليشيات الحليفة له، لن تنفع الشعب السوري في شيء، لأن النظام لديه القدرة على العودة مجددًا لاستخدام أي نوع من الأسلحة بهدف ضرب الشعب وقتله وتهجيره، كما أنه لديه القدرة على إنتاج مزيد من السلاح الكيمائي، أو أنه لم يتلف كافة مخزونه، حتى أن النظام تغنّى بتصديه لصواريخ تلك الضربة.

ويَعتقد البعض أن الضربة تأخرت قليلا لأن التفاوض بين أمريكا وروسيا، كان بهدف وقف الضربة مقابل إخراج إيران من سوريا، وهو أمر غير وارد لعدة أسباب، هي أن خروج تلك الميليشيات سيترك فراغًا بالنسبة للنظام وحلفائه، وتلك الميليشيات لم تدخل بكيفها لتخرج رغمًا عنها، إنما دخلت بمهمة وستخرج فور الانتهاء منها أو قد لا تخرج أبدا.

الضربة الأمريكية الفرنسية البريطانية لنظام الأسد بدأت وانتهت في وقت قصير، وربما هي أسرع ضربة عسكرية في التاريخ، ولم يكن بالإمكان استغلالها من قبل المعارضة، كما أنها لن تتكرر قريبا وفق ما صرح به مسؤول في وزارة الدفاع الأمريكية والذي أكد أنه لاتوجد خطط أخرى لتنفيذ ضربات ضد النظام.

شاهد أيضاً

المقاومة وقداستها

عبد العزيز المصطفى تذكرُ كتبُ الأساطيرِ أنّ ملكًا استدعى أحد مستشاريه في ساعة متأخرة من …

فلنختار ظرف ومكان موتنا

عبد العزيز المصطفى خلال الحرب العالمية الثّانية كان الشغلُ الشاغل لهتلر هو كيفية القضاء على …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *