الرئيسية / سياسي / ميداني / مواد محلية مختارة / النظام يجبر أبناء دير الزور على القتال في الغوطة الشرقيّة

النظام يجبر أبناء دير الزور على القتال في الغوطة الشرقيّة

صدى الشام- ع ح/

بات أبناء المدن الثائرة سابقاً والتي عقدت مصالحات في الفترة الماضية مع النظام أواستعاد سيطرته عليها، يشكّلون نسبة لا بأس بها من قواته، إذ سعى النظام إلى الزجّ بهم في الجبهات وتحويلهم إلى وقود لمعاركه في عموم المدن والقرى والبلدات السوريّة.

واستمر النظام على هذه الحال مع جميع المناطق حيث كان يضع بند تسليم المطلوبين للخدمة العسكرية، في كل منطقة يسيطر عليها عبر ما عُرف بـ “المصالحات” ولا سيما في مدن وبلدات حزام العاصمة دمشق وحي الوعر الحمصي.

ومؤخّراً، وبعد سيطرة النظام على محافظة دير الزور، قامت قوات النظام والميليشيات الموالية لها بسوق كل المدنيين القادرين على حمل السلاح إلى جبهات القتال بشكل إجباري، ومن بين هذه المناطق غوطة دمشق الشرقيّة.

فخّ

بعد سيطرة النظام على مدينة دير الزور، وأجزاءٍ واسعة من ريفها الشرقي والغربي والجنوبي، بدأت وسائل الإعلام الموالية ببث دعوات للمدنيين للعودة إلى مناطقهم بعد أن “أصبحت هذه المناطق آمنة”.

وأصدرت حكومة النظام عدّة قرارات لإجبار أو ترغيب أهالي دير الزور النازحين في المحافظات الأخرى للعودة إلى محافظتهم خاصة الموظفين منهم، على غرار ما حدث في معظم المناطق حيث بدأ النظام يبث دعوات للعودة.

لكن عودة هؤلاء إلى دير الزور كانت فخّاً نصبه النظام لأن هذا الأمر سهّل عليه اعتقال الشبان منهم، وزجهم في صفوف قواته.

وكانت وكالة أنباء النظام “سانا” قد نشرت تقريراً نقلت فيه عن محافظ دير الزور إبراهيم سمره، قوله في مطلع العام الجاري، إنه بدءً من تلك الفترة “سيبدأ أهالي الريف الشرقي بالعودة إلى منازلهم وقراهم سواء المقيمون في مراكز إقامة المؤقتة أو القاطنون في محافظات أخرى”، موضحاً أن المحافظة بالتعاون مع الجهات المختصّة ستقوم بفتح معبر نهري لاستقبال الأهالي القادمين من الضفة الشرقية لنهر الفرات.

وأشار المحافظ إلى أنه تمّ تجهيز جميع المرافق الأساسية من مياه واتصالات ومدارس ومراكز صحيّة ومخابز ووحدات شرطيّة لاستقبال الأهالي وتقديم ما يحتاجونه، مؤكداً أن اللجنة بحالة انعقاد دائم لحين عودة كامل أهالي ريف ديرالزور الشرقي إلى مدنهم وقراهم.

وبعد فترة، بثّت وسائل إعلام موالية للنظام، أن ٣ آلاف شخص عادوا كدفعةٍ أولى من مهجّري دير الزور، إلى منازلهم الواقعة في الريف الشرقي في المحافظة، وذلك بعد ما وصفته بـ “إعادة الحياة إليها وتفعيل جميع الدوائر الخدميّة وإزالة الألغام والعبوات الناسفة التي زرعها عناصر تنظيم داعش بين منازل المواطنين والساحات العامة” حسب تعبيرها.

على دفعات

وكشف “المكتب الإعلامي الموحّد في محافظة دير الزور” عن قيام قوات نظام الأسد بنقل عدد من أبناء محافظة دير الزور مؤخراً إلى جبهات القتال في الغوطة الشرقية.

وقال مصدر في المكتب في تصريحاتٍ نقلتها عنه وسائل إعلام سوريّة: “إن النظام نقل العشرات من أبناء المحافظة الذين تم سوقهم إلى الخدمة العسكرية الاحتياطية خلال الفترة الماضية، إلى جبهات القتال في غوطة دمشق الشرقية، وذلك رغم حديث النظام ووعوده بأن خدمتهم ستكون في مناطقهم”.

ونقل المكتب عن أحد الشبان قوله إنه تم إرساله مع ٣٥ شاباً من أبناء دير الزور، وقام بنقلهم إلى جبهات الغوطة، مشيراً إلى أن العدد الكلي لهؤلاء غير معلوم، وأن النظام يقوم بتجميعهم ونقلهم عبر مراحل.

وأضاف أن معظم الشبان تم اعتقالهم أثناء عودتهم إلى المحافظة بعد أن تمكنت روسيا وقوات نظام الأسد والميليشيات الأجنبية من بسط السيطرة عليها نهاية العام الماضي.

شرط أساسي

عادت عائلة ساري، إلى منزلها في مدينة دير الزور بعد أن كانت تعيش في منطقة “الباب” بريف حلب الشمالي الشرقي.

يبلغ ساري من العمر ٣٦ عاماً، وهو متزوج ولديه طفلان. تواصلنا مع عمّه شقيق والده وتحدّث عما جرى له، وقال لـ “صدى الشام”: “إن ساري عاد مع عائلته في مدينة دير الزور أواخر عام ٢٠١٧”.

وأضاف أنه بعد استقراره في الحي لمدّة شهر وتجهيز منزله ليعاود العيش فيه، قامت دورية من الشرطة العسكريّة بمداهمة المنزل وساقته إلى مكان مجهول دون معرفة التهمة.

وتابع: “غابت أخبار الشاب عنّا لمدة تزيد عن ثلاث أسابيع ثم اتصل بنا وأخبرنا أنه تم سوقه إلى منطقة الدريج ومنها إلى الغوطة الشرقية مع مجموعة كبيرة من الشبّان معظمهم من سكّان محافظة دير الزور.

وأوضح أن النظام كان يضع على المدنيّين شرطاً أساسيّاً للاستقرار في مناطقهم، وهو أن يتم تسليم الشبّان القادرين على حمل السلاح له.

شاهد أيضاً

قتيلان من قوات النظام السوري بهجوم لـ”داعش” بين الرقة ودير الزور

قتل عنصران من قوات النظام السوري وجرح ثالث في هجوم لتنظيم “داعش” الإرهابي ليل الجمعة …

ثاني عصيان داخل سجون “قسد” في الرقة خلال أسبوع

شهد سجن الأحداث الذي أنشأته “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد)، شريكة قوات “التحالف الدولي” بقيادة الولايات …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *