الرئيسية / سياسي / ميداني / صدى البلد / تفاوت أسعار الدولار يؤثّر على لقمة عيش المواطن السوري

تفاوت أسعار الدولار يؤثّر على لقمة عيش المواطن السوري

الحسن الشامي – صدى الشام

يظهــر شــبح الــدولار في ظــّل الصعوبــات التــي
تعانيهــا المناطــق المحــررة، ليضيــف إليهــا أزمــة أخــرى، فقــد ارتبطــت
لقمــة العيــش بالــدولار، الــذي لا يثبــت عـلـى حــال، فعنــد شرائــك أيــة
ســلعة واســتغرابك غلاءهــا، يســكتك صاحــب المحــل مبــاشرة بجملــة ( اليــوم
الــدولار طالــع )! وأضيفــت إلى همــوم المواطن متابعــة بورصــة الــدولار
المحليــة قبــل شراء حاجاتــه، وربمــا هــذا هــو ســبب انتشــار الصرّافـيـن
بكثــرة في المناطــق المحــررة. لكــن ليــس الــدولار بحــد ذاتــه هــو
المشــكلة، بــل اســتغال تقلباتــه، ولإيضــاح أســباب تقلبات الدولار التقى مراسل ( صدى الشام ) بأحــد الصرافــين
الــذي بيـّـن أن ســبب دخــول الــدولار في التعامــل هــو قيــام التجــار
الكبــار وأصحــاب رؤوس الأمــوال بتحويــل أموالهــم في بدايــة الأزمــة إلى
الــدولار، بهــدف تخفيــف كميــة العملة وإخفائها، وخوفــاً مــن انهيــار
العملــة الســورية.

وهــذا
أوجــب التعامــل لخســارة الأمــوال بالــدولار في المناطــق المحــررة، أمــا
ســبب غلائه فهــو شــح الأســواق بــه، في حـيـن يعــود ســبب انخفاضــه الآن إلى
دخــول مســاعدات بالعملات الأجنبيــة، وقيــام الدولــة بضــخ الــدولار خاصــة
قبــل مؤتمــر جينيــف، وقــد ســبب انخفاضــه مشكلة للكثــر مــن النــاس، حســب
رأي الــصراف، لأن أغلبية الناس صرفت أموالــها بأســعار أعـلـى مــن الســعر
الحــالي، أمــا عنــد ســؤالنا عــن مــكان المواطــن العــادي في هــذه
المعادلــة، فقد أجــاب الــصراف: “هذا الموضوع يعود على الطرفـيـن بأثر سلبي،
وليس فقط على المواطن”! و برأيــه فإن الدولــة هــي المســتفيد الأكــبر
مــن انخفــاض وارتفــاع ســعر الــدولار، فهــي تضخّــه في البنــوك، وتســحب
العملــة الســورية، ما هــو محبــة في المواطــن، لا أبــداً، فينخفــض ســعره في
وقــت يضطــرّ المواطــن لتصريــف مــا لديــه خاصــة في العشــرة أيام الأخيــر مــن كل شــهر، وترفــع ســعره في
بدايــة كل شــهر، وتســتطيع مــن خــلال هــذه الفروقــات فقــط دفــع الرواتــب
للموظفــن”.

ويقول صراف آخــر: إن “الدولــة صراف مثلنــا،
ولكنهــا صراف مــن الــوزن الثقيــل، لذلــك فهــي المتحكمــة بالســعر، هــذا
بالإضافــة للمأجوريــن الذيــن يقومــون بســحب الــدولار مــن المناطــق
المحــررة وإيصالــه لأماكــن مجهولــة، دون ملاحقــة تذكــر”. يتنهــد
الــصراف ويتابــع، “لســا بدنــا زمــان لننضــف، فعملاء النظــام يســحبون الدولار و يأخذونــه إلى البنــك المركــزي، وســبب
وقــوف النظــام حتــى الآن عـلـى قدميــه، كثــرة كمية الــدولار القــادمة مــن
الخــارج والــذي يتــم تصريفــه، و قلــة العملــة الســورية بـيـن أيــدي
المواطنـيـن”.

أحــد المواطنــن (أبو خالد) يتحدّث حالتــه
المعيشــية، يعمــل ببيــع البنزيــن، وبمدخــول لا يتجاوز 10 آلاف ليرة شهرياً،
يتبخر في العاشر من بداية الشهر، فيســتعين بمــا تــدرُّه عليــه مواســم التيــن
والزيتــون، بالإضافــة لتخفيــض المــصروف والاقتصــار عــلى الضــروري فقــط.
يشـتكي أبو خالد من أنّ الأســعار لاحــدود لارتفاعهــا، فهــي تصاحــب
الــدولار عنــد انخفاضــه، ويقــول: “للدقــة
انخفضــت أســعار بعــض البضائــع، كالزيــت والســمن والــرز بنســبة 50 ليرة في
كل ألف، أما باقي الســلع فــما زالــت عــلى حالهــا علماً أن المقارنــة لباقــي
الســلع تمــت بـيـن ســعرين للــدولار، هــما 300 وهــو أعلــى حــدٍّ وصــل
إليــه و150 وهــو ســعره الحــالي”.

في الســياق نفســه يؤكّــد مواطــن آخــر أنــه لا
يســتطيع إعالــة عائلتــه، فالمدخــول قليــل والمــصروف ليــس لــه حدٌّ،
لإعانــة الأهــل والأقربــاء، ويقــول: “يجــن الــدولار ويصــل إلى
300 وتجنُّ معــه الأســواق والأســعار،
أمــا عنــد الانخفــاض فـلا نلمــس أي انخفــاض للأســعار، فالمواطــن يخضــع
للعبــة الــدولار، والنظــام والتجــار يلعبــون بــه وبنــا”.

وللوقــوف عــلى المســتفيد مــن هــذه الأوضــاع،
وقفنــا حيــارى بيــن تُجــار الخــارج وتجــار الجملــة المحليـيـن، فكلاهــما
يكيــل الاتهامــات للآخــر بأنــه ســبب الغـلاء! يؤكّــد أحد التجار المســتوردين،
أنــه “لا يســتفيد مــن ارتفــاع ســعر الــدولار، ولكنه لايتضــرر
بانخفاضــه أيضـاً، فرصيــده كلــه بالــدولار، ويشتــري ويبيــع بالــدولار، ويصــف التجــار
المحليـيـن بالمســتفيدين الوحيديــن، فهــم كالمنشــار (نــازل آكل، طالــع آكل)،
فتاجــر الجملــة يشتــري البضاعــة عنــد نــزول الــدولار، ويبيعهــا عنــد غلائه،
وهــو بجميــع الحــالات مســتفيد لعــدم وجــود الرقابــة عـلى الأســعار، فعنــد
ارتفــاع ســعر الــدولار لا يحتــاج إلا لقلــم ذي خــط عريــض «شــنيار» لرفــع
التســعيرة تماشــياً مع الارتفــاع، وبعــض التجــار يقفلــون محلاتهــم،
ويمتنعــون عــن البيــع ريثــما يتــم حسـاب مقــدار رفــع الســعر، أمــا عنــد
الانخفــاض فإنهــم يتذرّعــون بشــراء البضاعــة عندمــا كان ســعر الــدولار
مرتفعــاً، وطبعاً فإنّ المواطن الفقير لا يريد أن يخسر التاجر! ويضيــف التاجــر:
“مشــكلتنا نحــن تجــار الاســتيراد، أننــا نســتورد البضاعــة عــن طريــق
معابــر النظــام، فحتــى تركيــا، أقــرب الــدول للمعارضــة، لا تــرضى إلا
بــأوراق رســمية مــن النظــام، وقد تمر البضائع على 100 حاجز مختلف، مــما
يزيــد التكلفــة، فالربــح هنــا محــدود والدولــة تســتفيد منــه، أمــا تاجــر
الداخــل فربحــه كبيــر بســبب تقلبــات الــدولار ولا رقابــة تحــدُّ من أرباحـه
الهائلة التي تؤثر على الحياة المعيشية للمواطن، وتجعل حصوله على لقمة عيشه صعبة
جداً.

شاهد أيضاً

“قسد” تواصل الانتهاكات في مناطق سيطرتها شمال شرقي سورية

اعتقلت “قوات سورية الديمقراطية” “قسد” أمس ثلاثة أشخاص بينهم أحد شيوخ قبيلة العقيدات في الرقة …

عسكريون أتراك يطالبون أهالي جبل الزاوية بالعودة إلى منازلهم

عقد ضباط أتراك، اليوم الثلاثاء، اجتماعاً مع ممثلين ووجهاء عن منطقة جبل الزاوية جنوبي محافظة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *