الرئيسية / منوعات / منوع / قصة النسر الذي يحضن بيض دجاج؟

قصة النسر الذي يحضن بيض دجاج؟

مازال
النسر يعتقد أنه يحضن نسوراً صغيرة، وأنه سوف يربيها لكي تصبح نسوراً كبيرة، ولكن
البيض لم يفقس سوى كتاكيت، وأمام حسرته الكبيرة، تشبث النسر بخيط الأمل فقد تصبح
الكتاكيت نسوراً ذات يوم. لكنها في النهاية لم تتحول إلى أكثر من دجاج منقنق
.

ولما
اكتشف النسر هذا الأمر لم يستطع أن يقاوم إلا بمجهود كبير رغبته في افتراس هذه
الكتاكيت وهذا الدجاج الذي لا يحسن سوى النقنقة
.

لقد
منعه من هذه الجريمة الحكيمة أملٌ صغيرٌ أمل أن يجد يوماً بين هذه الكتاكيت
المنقنقة نسراً صغيراً قد يصير يوماً ما كبيراً يحدق من قمة الجبل في الأبعاد
يكتشف عوالم وأفكاراً ونظم حياة جديدة
.

وحده
هذا الأمل الصغير يمنع النسر الوحيد المهموم من افتراس هذا الدجاج المنقنق ذلك
لأنه تجهل بأن نسراً قد حضنها كل ذلك الوقت، ولم ترَ أنها تعيش في قمة عالية أعلى
من المستنقعات العميقة والمبللة إنها لا لا تحدق بالأعالي مثل النسر الوحيد، إنها
لا تفعل أكثر من التهام الطعام إذا ما حمله النسر إليها، إنها تستظلل بحرارته، وتندس
تحت جناحيه القويين إذا ما أمطرت، وأرعدت في الخارج، أو تهرب منه إذا ما استشاط
غضباً، وتبدأ بإلقاء حجارة مسننة صغيرة من كمائنها بنية إصابتها بجروح
.

لقد
أراد في بداية هجومها النذل عليه أن يفترسها عن آخرها لكنه فكر قليلاً وشعر
بالشفقة عليها، فيوماً ما قد يجد بينها، لا بد أن يجد بين هذا الدجاج الأعمى،
المنقنق، الجشع، نسراً صغيراً، يشبهه
.

النسر
الوحيد لم يفقد الأمل حتى يومنا هذا ومازال بسبب ذلك يربي الكتاكيت
.

فيلهلم
رايش

ترجمة
رشيد بو طيب

شاهد أيضاً

تصنيف الجواز السوري لعام ٢٠٢٥

نزيه حيدر – دمشق يعتبر تصنيف الجوازات في العالم مؤشر لمدى قدرة حاملي هذا الجواز …

الحرية تدخل الجامعات السورية والطلبة يتطلعون لمستقبل مختلف

تمارا عبود – دمشق في الخامس عشر من كانون الأول 2024، فتحت الجامعات السورية بواباتها …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *