هاتاي – عبد الله البشير
نظمت “الشبكة السوريّة لحقوق الإنسان” فعالية تحت عنوان “الواقع القاتم في سورية: التعذيب الممنهج وفرص العدالة والمحاسبة” وفق ما أعلنت اليوم الثلاثاء عبر موقعها الرسمي. حيث عقدت الفعالية في 26 من سبتمبر/ أيلول على هام الدورة 79 للجمعية العامة للأمم المتحدة.
ورعت الفعالية كل من الولايات المتحدة الأمريكية، وقطر، وألمانيا، وفرنسا، والمملكة المتحدة، وكندا، وهولندا، حيث نوقش خلالها الاستخدام الممنهج للتعذيب في سورية، وكيفية دعم المجتمع الدولي لجهود العدالة والمحاسبة. وناقشت أيضا كيفية إحراز تقدم في قضية المختفين في ظل تأسيس المؤسسة المستقلة المعنية بالمفقودين في سورية، التي تتبع الأمم المتحدة.
وناقشت الفعالية، تأثير استخدام التعذيب على اللاجئين والنازحين العائدين سواء داخل مناطق سيطرة النظام السوري أو خارجها، والأدوات المتاحة لمحاسبة النظام على جرائم التعذيب المرتكبة والانتهاكات و “اتجاه جهود العدالة والمحاسبة خصوصاً مع المساعي المتنامية لإعادة بعض الدول علاقاتها الدبلوماسية مع النظام السوري في الآونة الأخيرة”.
وتحدث مدير الشبكة السورية لحقوق الإنسان، فضل عبد الغني عن الفعالية وأهميتها، وقال لـ”صدى الشام”: ” الفعالية تأخذ وقتًا وجهداكبيرًا بتنظيمها لأنها تستحق، أنها مستمرة منذ عشر سنوات، ونحن حريصون على استمرارها ونبذل جهداً كبيراً لهذا الشيء لغاية أن هذه الدول كلها مجتمعة،تعطي رأيًا واحدًا أو رسالة تصب باتجاه واحد”. وذلك فيما يخص الملف السوري.
أضاف عبد الغني “الواضح أن النظام ما زال يرتكب الانتهاكات، وأيضًا لا يوجد عودة للعلاقات معه، إذا لم يقم بتغييرات واضحة سياسية وإيقاف الانتهاكات”. أضاف “البعض من المشاركين أيضًا تحدث أن سورية غير آمنة للاجئين”.
وقال عبد الغني :”نلاحظ في هذه الفعالية أن تمثيل الدولة على مستوى عالٍ، أعلى من السفراء، نجد أنه هناك مسؤولين عن المنطقة، وهؤلاء هم من أهم دول العالم الفاعلة في الملف السوري”. مردفا أن هذا يرسل رسالة للسوريين أولاً أن هذه الدول ما زالت تتابع الوضع السوري مهتمةً به، بالرغم من وجود نزاعات أخرى جعلت الملف السوري أقل أهمية. النقطة الثانية هي رسالة، للنظام وحلفائه أنه لا يوجد تغيير من النظام نتيجة الأحداث التي تحدث في الإقليم.
وأكد عبد الغني أن النظام مازال يرتكب انتهاكات وهو المرتكب الأعظم. مضيفا أنه على حلفاء النظام أن يفهموا هذا الأمر، وأنهم يجب أن يتخلوا عن النظام السوري لقاء الحل السياسي، وقال: “هذا هو الهدف من الاستمرار في الوقوف ضد النظام السوري وضد حلفائه، وهي أهمية الفعالية، السوريون يسمعونها في بث مباشر، وهي الفعالية الوحيدة التي بقيت في هذا المستوى عن سورية، كل هذه الدول مجتمعةً في وقت واحد تتحدث بهذه النبرة العالية”.
وشارك في الفعالية كل من د. دافنا إتش. راند “مساعدة وزير الخارجية الأمريكية لشؤون الديمقراطية وحقوق الإنسان” والتي قالت: “شهر آذار 2024 يمثل 13 عاماً طويلة جداً منذ أن بدأ نظام الأسد قمعه العنيف للاحتجاجات السلمية في سوريا، وما زالت الانتهاكات مستمرة حتى يومنا هذا، حيث تم توثيق 5000 يوم من الاعتقالات التعسفية والتعذيب والاختفاء القسري والقتل”.
ومن المشاركين ايضا بيث فان شاك “السفيرة المتجوّلة للعدالة الجنائية العالمية – الولايات المتحدة، التي قالت ” “لا يزال 150 ألف شخص على الأقل مفقودين في سوريا، بعضهم قد توفي تحت التعذيب، والبعض الآخر يتعرض لشتى أنواع التعذيب النفسي والجسدي”.
بدورها قالت إيزابيل روم “سفيرة متجوّلة لحقوق الإنسان – فرنسا”: “ممارسة التعذيب من قبل النظام السوري هي أحد العوامل التي تمنع توفير الظروف اللازمة للعودة الآمنة والكريمة للاجئين”.
أما ابنة المواطن الأمريكي المختفي قسرا في سورية مجد كم ألماز، مريم كم ألماز قالت: “”ما جعل والدي فريداً هو جنسيته الأمريكية وقدرتنا على إيصال أصواتنا، لكن حالته ليست فريدة في سوريا؛ مئات الآلاف من الأبرياء واجهوا المصير نفسه”.
مديرة شؤون شمال أفريقيا والشرق الأوسط – هولندا غوشيه كورثالز ألتز المشاركة في الفعالية أكدت أن “مكافحة الإفلات من العقاب والمساءلة عن الجرائم المرتكبة أمر أساسي في سوريا لتحقيق سلام مستدام”.
يشار إلى أن الشبكة السورية لحقوق الإنسان وثقت منذ مطلع عام 2014، وحتى يونيوز حزيران، ما لا يقل عن 4714 حالة اعتقال لعائدين من اللاجئين والنازحين، على يد قوات النظام السوري، أُفرج عن 2402 منهم، وبقيت 2312 حالة اعتقال، تحول 1521 منهم إلى مختفين قسرياً، منهم 3532 حالة اعتقال، بينها 251 طفلاً و214 سيدة (أنثى بالغة)، للاجئين عادوا من دول اللجوء أو الإقامة إلى مناطق إقامتهم في سورية، من ضمنهم أشخاص حصلوا على ما يسمى “ورقة تسوية” لكنهم لم يستفيدوا منها وتم اعتقالهم وتعذيبهم.