الرئيسية / مجتمع واقتصاد / مجتمع / مواد مجتمعية مختارة / كيف تسرق الحروب أحلام الطفولة

كيف تسرق الحروب أحلام الطفولة

إعداد: مريم سريول

مأساة إنسانية تلقي الضوء على ظروف العمالة الصغيرة في تركيا

في الخامس من تشرين الثاني لعام 2023 أفادت شبكات سورية محلية ومواقع إعلامية سورية بأن الطفل “محمد” ضياء بهلول” المنحدر من بلدة كورين بريف إدلب، قد توفي إثر تعرضه لإصابة بأحد المصانع التي يعمل بها في ولاية قونيا التركية.

قوانين صارمة وواقع صعب يكشف عن تحديات عمالة الأطفال

ينص قانون العمل في تركيا رقم 4 و 857 على حظر استخدام الأطفال الذين لم يبلغوا الخامسة عشرة من العمر في أي نشاط عمل، وفي الوقت نفسه، يتيح للشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و 18 عامًا العمل خارج أوقات الدراسة مثل العطل الصيفية. يفرض القانون شروطا صارمة للعمل في هذه الفئة العمرية، بما في ذلك أنواع محددة من الأعمال المناسبة لهم. ومع ذلك، يتزايد عدد الأطفال الذين يعملون في مختلف القطاعات، ويلاحظ هذا الارتفاع بشكل خاص بعد الزلزال الذي وقع في شهر فبراير 2023.

إحصائيات صادمة تكشف عن حجم الخطر في سوق العمل

وذكر الناشط الحقوقي طه الغازي لموقع “التلفزيون العربي” في وقت سابق، أن عدد الأطفال العاملين في سوق العمل بتركيا، وفق إحصائيات مجلس السلامة والصحة المهنية ISIG، بلغ 2 مليون طفل، يقول إن العدد يرتفع في فترة الصيف إلى 5 ملايين طفل تقريبا ويشكل منهم الأطفال السوريون قرابة 30 ، مضيفاً أن المجلس أشار إلى أنه فقد ما يقارب 600 طفل لاجئ حياته في أماكن العمل خلال السنوات العشر الأخيرة

صعوبات متراكمة كيف أثرت الكوارث في تفاقم ظاهرة عمالة الأطفال في تركيا؟

الزلزال الذي وقع في تركيا بداية عام 2023 بالإضافة إلى موضوع التضخم الكبير في تركيا وكذلك وباء كورونا أثقل كاهل العوائل مما اضطرهم إلى تشغيل أطفالهم في سوق العمل. إضافة إلى أسباب العنصرية والتنمر من قبل الأقران الأتراك على الطفل في المدرسة ساهم في تسربهم من المدارس.

400 ألف طفل سوري خارج المنظومة التعليمية في تركيا

وفق تقرير صادر عن وزارة التعليم الوطني التركي في تشرين الأول / أكتوبر 2023 ، بيّن أن نحو 400 ألف طفل سوري هم خارج المنظومة التعليمية في تركيا ممن هم في سن التعليم من أصل مليون و 125 ألف.. وأشار التقرير إلى أن 65 في المئة من الأطفال السوريين يتلقون التعليم في مختلف المراحل الدراسية، والنسبة المتبقية (35) في المئة) لا يذهبون إلى المدارس.

بناء الأمل جهود جمعية أطفال قوس قزح لتأمين بيئة تعليمية آمنة

تقول المديرة الميدانية في جمعية أطفال قوس قزح في مدينة غازي عينتاب هبة جحجاح بأن الجمعية تعمل على تأمين مساحة آمنة للأطفال يستطيع الطالب من خلالها تعلم القراءة والكتابة كما تقوم بالتواصل مع الهلال الأحمر والبلدية للمساعدة في استصدار الثبوتيات اللازمة للأطفال حتى يتمكنوا من العودة إلى المدارس. وأشارت جحجاح أن أكثر من 25 طفلاً تمكنوا من العودة إلى التعليم مطلع هذا العام.

التشريعات والقوانين والجهود الرامية لمكافحة عمالة الأطفال في تركيا

مدير قسم الأجانب في شركة الشير في مدينة غازي عينتاب الدكتور حسام الدين آغا أوغلو أكد بأنه لا يوجد فرق باللوائح والتشريعات بين الأطفال السوريين والأتراك، وبشكل عام تهتم القوانين بمنع تشغيل الأطفال إلا بأعمال تراعى فيها الجوانب العقلية والجسدية والنفسية كما تقوم الدولة ببرامج ومؤتمرات لتوعية الأسر بالإضافة لجولات لضبط العمالة وخصوصا في المصانع والورشات للحد من عمالة الأطفال.

حقوق الطفل نداء للتحرك والمشاركة في تحقيق أحلام طفولة آمنة

إن حقوق الطفل ليست مجرد مبدأ أخلاقي، بل تعبير عن الالتزام الإنساني والقانوني تجاه كل طفل. حيث تشير اتفاقية حقوق الطفل الصادرة عن الأمم المتحدة إلى حق الطفل في الحماية من العمل المؤذي والحق في التعليم والعيش في بيئة آمنة. لذا، تأتي دعوتنا للعمل والتحفيز للمساهمة في تحقيق هذه الحقوق. فالطفولة تستحق أن تكون مليئة بالأحلام والفرص، بعيدًا عن أي شكل من أشكال الاستغلال والظلم.

 

“تم إنتاج هذه المادة الصحفية بدعم من “JHR”صحفيون من أجل حقوق الإنسان”

 

شاهد أيضاً

انخراط الجامعيين السوريين المجنسين في الحياة السياسية التركية

قتيبة سميسم – أنقرة لعل الطلبة السوريين هم الفئة الأكثر قدرة على الاندماج الكامل في …

مشاريع نسائية سورية تنتظر الدعم جنوب تركيا

حسام جبلاوي خسرت رولا بوشي وهي أم لأربعة أطفال أيتام متجر الألبسة الذي كان يعيلها …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *