الرئيسية / مجتمع واقتصاد / مجتمع / مواد مجتمعية مختارة / المرأة الريفية اللاجئة ومخاطر التغير المناخي
سوريات يعملن في القطاع الزراعي جنوبي تركيا - أناضولو

المرأة الريفية اللاجئة ومخاطر التغير المناخي

ميسون محمد

يُعدّ التغير المناخي واحداً من أبرز التحديات الخطيرة التي تواجه البشرية اليوم، فقد تسبّب ارتفاع درجات الحرارة وتغيّر أنماط هطول الأمطار في وقوع كوارث بيئية متتالية ألحقت الضرر بالبشر في كل أنحاء العالم.

وتعتبرالمرأة في المناطق الريفية من أشدّ الفئات تضرّراً من هذه الكوارث، نظراً لنقص مصادر الدعم المادي والطبي الكافية التي تمكّنها من التكيُّف مع هذا الواقع الجديد، الذي جعلها أكثر عرضة للإصابة بالأمراض المعدية وسوء التغذية نتيجة انتشار الجفاف وتدهور الأحوال البيئية، لذا، فإنّ حماية المرأة من مخاطر التغيّر المناخي أمرٌ حيويّ لضمان استمرارية الحياة وتحقيق التنمية المستدامة.

معاناة اللاجئات السوريات في مهنة الزراعة

تقول سحر، وهي تعمل في الزراعة بمدينة أنطاكيا في حديث لها مع “صدى الشام”: “كنتُ أعمل في قطاف الفليفلة والبندورة، وقد عانيتُ كثيرًا خصوصًا في فصل الصيف، من لسع الحشرات التي سبَّبت لي حساسيةً دائمة، بالإضافة إلى ضربات الشمس القوية التي كنّا نعاني منها”.

وتتابع: “عندما كُنّا نقوم بقطاف الزيتون، كانت هناك حيوانات برية تتعرَّض لنا، مما كان يشعرنا دائمًا بالخوف والقلق، كما أن الأجر الذي كنّا نتقاضاه كان قليلًا جدًا مقارنةً بساعات العمل الطويلة التي كنّا نقضيها”.

وتوضح، “أن مهنة الزراعة هي مهنة صعبة علينا نحن النساء اللاجئات”.

 

المشاكل الصحية  بسبب تغير المناخ

وعند توجيه نفس الاسئلة للسيدة غفران، وهي ايضاً عاملة في الزراعة قالت: “لقد عانيت من مشاكل صحية عدة مثل الجفاف والتعب الشديد والصداع المستمر والتهابات جلدية وتنفسية”.

وأوضحت، أن ارتفاع حرارة الجو أدى إلى الإضرار بالمحاصيل الزراعية التي أعمل بها، بسبب ندرة المياه وزيادة معدلات تبخرها.

 محاولات للتأقلم مع الظروف المناخية الجديدة من خلال استخدام أساليب زراعية مبتكرة

وتضيف، “حاولت جاهدة التأقلم مع هذه الظروف القاسية من خلال استخدام أساليب ري حديثة وموفرة للمياه، واختيار بذور مقاومة للجفاف، وتعديل مواعيد الزراعة تبعًا للمناخ، إلا أنني ما زلت أواجه تحديات كبيرة تهدد مصدر رزقي”.

آمل أن تتخذ الجهات المعنية إجراءات جادة لمساعدة العمال الزراعيين مثلي في مواجهة تبعات التغير المناخي.

 تأثير تغير المناخ على عمل المرأة الريفية والأمن الغذائي

زاهر هاشم، مختص بيئي

الاستاذ زاهر هاشم، مختص بيئي تحدث لنا عن التحديات التي تواجه المرأة الريفية بسبب التغير المناخي، وأوضح أن النساء يشكلن نصف القوى العاملة في الزراعة وينتجن 80% من الغذاء في البلدان النامية، لذلك هن الأكثر تضرراً من آثار تغير المناخ على الزراعة والأمن الغذائي.

تعرض المرأة للمخاطر والعنف بسبب الكوارث الطبيعية

وأضاف زاهر أن المرأة تبذل جهداً أكبر خلال فترات الجفاف لتأمين دخل الأسرة، كما تضطر الفتيات لترك المدرسة لمساعدة أمهاتهن، كما تواجه المرأة مخاطر أكبر خلال الكوارث الطبيعية، وتتعرض للتمييز والعنف والاستغلال.

المخاطر الصحية المتزايدة على المرأة بسبب تغير المناخ

كما تابع زاهر قائلاً إن صحة المرأة والفتاة تتعرض للخطر بسبب تغير المناخ والكوارث، من خلال تقييد الحصول على الرعاية الصحية، وانتشار الأمراض المعدية التي تؤثر سلبًا على الأمهات والأطفال.

وخلص زاهر إلى أنه يجب تمكين المرأة من خلال تحقيق المساواة والعدالة الاجتماعية، وإتاحة التقنيات الزراعية الحديثة لها، مع دعم المنظمات المحلية والدولية لها، كما يجب السماح للمرأة بامتلاك الأراضي، لأن ذلك يؤدي إلى المزيد من الاستقرار الاجتماعي وزيادة الإنتاجية.

النساء هن العمود الفقري

المهندسة غادة الشيخ، توضح لنا من خلال حديثها أن النساء في الريف هن العمود الفقري، وبالتالي لابد من توعية المجتمع بالمشكلات التي تواجههن، وايجاد الحلول التي تساعدهن على التغلب على آثار التغير المناخي.

استطلاع رأي

أظهرت نتائج الاستبيان الذي شمل 40 مشاركاً، منهم 92.5% نساء، حول التحديات التي تواجه المرأة الريفية بسبب تغير المناخ والحلول المقترحة للتخفيف من هذه التحديات.

فأظهرت نتائج الاستبيان أن 82.5% من المشاركين يرون أن أبرز التحديات الصحية التي تواجه المرأة الريفية بسبب تغير المناخ هي: انتشار الأمراض المعدية، ونقص المياه الصالحة للشرب، وارتفاع معدلات سوء التغذية.

وفيما يتعلق بالحلول المقترحة، أشار 80% من المشاركين إلى أن زيادة الوعي الصحي، وتوفير الرعاية الصحية المجانية، وإنشاء مشاريع زراعية مستدامة، هي من أهم الحلول المقترحة.

ختاماً، إن حماية المرأة الريفية من مخاطر التغير المناخي وتوفير الرعاية الصحية اللازمة لها يتطلب جهوداً حثيثة من الحكومات والمنظمات الإنسانية، ويجب العمل على نشر الوعي حول الإجراءات الوقائية، وتمكين المرأة اقتصادياً، وإيجاد حلول دائمة لمشكلة اللجوء الناجمة عن الكوارث البيئية، إن إنقاذ المرأة من مخاطر التغير المناخي هو واجب إنساني وأخلاقي يجب أن تتصدى له المجتمعات بجدية لضمان مستقبل أفضل.

“تم إنتاج هذه المادة الصحفية بدعم من “JHR”صحفيون من أجل حقوق الإنسان”

شاهد أيضاً

التخلف الاجتماعي وتأثيراته على الفرد والمجتمع

ميسون محمد – محامية وكاتبة صحفية الحديث عن معنى التخلف الاجتماعي يقودنا إلى البحث في …

الهوية العربية: جهود الحفاظ على اللغة الأم للأطفال السوريين في تركيا

مريم سريول – صدى الشام وفقًا لوزير التربية التركي، محمود أوزر، يقارب عدد الطلاب السوريين …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *