صدى الشام موقع يهتم بما وراء الحدث
ريما العبد
يُعد تقديم الدعم النفسي والاجتماعي لمرضى السرطان أمرًا حيويًا بما يوازي أهمية العلاج الطبي نفسه، فالمرض لا يؤثر على جسد المريض فحسب، بل يمتد تأثيره ليشمل كافة جوانب حياته النفسية والاجتماعية.
إن مرضى السرطان يواجهون تحديات نفسية جمّة ناجمة عن معاناتهم من الآلام الجسدية والنفسية التي يسببها المرض وعلاجاته، فهم يعيشون حالة من القلق والتوتر إزاء مستقبلهم، لا سيما عند عدم شفائهم التام.
لذا، تُعد خدمات الدعم النفسي والاجتماعي أساسية لمساعدة هؤلاء المرضى على مواجهة التحديات النفسية والعاطفية الجسيمة التي يواجهونها، إن توفير هذا الدعم بالتوازي مع العلاج الطبي أمر حاسم لضمان الشفاء الكامل وتمكين المرضى من استعادة حياتهم بشكل طبيعي.
صعوبة مواجهة مرض السرطان والشعور بالوحدة أثناء العلاج
حول هذا الموضوع تقول السيدة مدى، احدى مريضات السرطان، مقيمة في “غازي عينتاب” في حديث لها مع “صدى الشام”: أعاني من مرض السرطان منذ ثماني سنوات، عندما علمت بإصابتي به، أصابني خوف شديد، وكانت أصعب مرحلة في حياتي كنت أشعربها بالوحدة والضياع، كنت في سوريا في ذلك الوقت، ولم يكن هناك إمكانية للعلاج، فدخلت إلى تركيا، كنت لوحدي في كل مراحل العلاج، وعانت نفسيتي كثيرًا.
وتابعت:كانت الوحدة هي أكبر التحديات التي واجهتها، كنت أعيش في تركيا لوحدي ولم يكن لدي أي دعم من عائلتي أو أصدقائي، كان العلاج صعباً للغاية.
أهمية الدعم النفسي والاجتماعي في التغلب على المرض
وتضيف أن الدعم النفسي والاجتماعي كان له دوركبير في مواجهة المرض، وتقول أثناء تواجدي في مركز الأمل في “غازي عينتاب” قابلت العديد من النساء اللاتي عانين من السرطان، لقد تعلمت منهن الكثير وساعدوني على التغلب على مخاوفي ومشاعري الصعبة.
الصدمة النفسية لتشخيص مرض السرطان
أما نور، فتقول أنه ببداية الأمر ظهرت علي مظاهر حساسية، راجعت الطبيب وطلب مني إجراء تحليل وتبين أنني أعاني من مرض السرطان، أجريت بعدها عدة عمليات لاستئصال الأجزاء المصابة، التحدي الأكبر الذي واجهته هو ليس إجراء العملية، إنما إصابتي بالمرض وخصوصا أنه قبل فترة قصيرة فقدنا أخي بنفس المرض.
دور الأطباء كداعمين أساسيين أثناء مرحلة العلاج والتغلب على المرض
وتقول نور: أن الداعم الأكبر لي كانوا الأطباء الذين وقفوا معي في مرضي وكان لديهم معرفة كبيرة بهذا المرض ،والآن صحتي جيدة ولا أعاني من أي أعراض.
بداية التحديات النفسية لمرضى السرطان منذ التشخيص
يقول رئيس مركز الأمل في غازي عينتاب، محمد زينو: أن التحديات النفسية التي يعاني منها مريض السرطان تبدأ من اللحظة الأولى لعلمهم بالمرض، ويضيف أن نسبة النساء المصابات بالسرطان هي أكثر من نسبة الرجال.
أهمية الدعم النفسي والاجتماعي في مساعدة مرضى السرطان
ويقول زينو: أن عدم وجود الاهل بجانب المريض يسبب لهم زيادة في آلضغط النفسي فمن أكثر العوامل النفسية التي تزيد من شفاء المريضة هو الدعم النفسي والاجتماعي ويزيد من فرص الشفاء ويقلل من نسبة التراجع
ضرورة توفير الرعاية النفسية المتخصصة لمواجهة تحديات المرض
ويتابع، الدعم النفسي له انواع مختلفة اهمها تأمين كل وسائل العلاج من دون أي عناء ويضيف أن وجود جهات مختصة للتغلب على التحديات التي تواجه المرضى يساعد المرضى على مواجهة التحديات.
استطلاع رأي
في استطلاع رأي شمل 44 مشاركاً حول مستوى الدعم النفسي والاجتماعي المقدم لمريضات السرطان من اللاجئات السوريات.
أظهرت النتائج أن 40% من المشاركين قيّموا مستوى الدعم المقدم بالمتوسط، في حين قيّمه 38.6% بالضعيف.
وفيما يخص أبرز المشاكل النفسية والاجتماعية، أشار 84.1% من المشاركين إلى الاكتئاب والقلق والعزلة الاجتماعية كأهم التحديات التي تواجه اللاجئات السوريات المصابات بالسرطان.
ختامًا، يُعد توفير الدعم النفسي والاجتماعي لمرضى السرطان جزءًا لا يتجزأ من العلاج الشامل والفعال لهذا المرض، فالاهتمام بالصحة النفسية للمريض أمر بالغ الأهمية لمساعدته على مواجهة تحديات المرض والشعور بالأمل والتفاؤل بالشفاء، لذا يجب على المؤسسات الطبية والمجتمع تضافر الجهود لتقديم كل أشكال الدعم لمرضى السرطان وذويهم.
“تم إنتاج هذه المادة الصحفية بدعم من “JHR”صحفيون من أجل حقوق الإنسان”
