الرئيسية / مجتمع واقتصاد / مجتمع / مواد مجتمعية مختارة / المرأة السورية تحت ظل الصراع تكافح العنف وتنهض بدعم المجتمع المدني
مؤتمر المجتمع المدني السوري لحقوق المرأة

المرأة السورية تحت ظل الصراع تكافح العنف وتنهض بدعم المجتمع المدني

لانا الصالح – غازي عينتاب

منذ بداية الصراع في سوريا وحتى اليوم، واجهت المرأة السورية تحديات تتعلق بالعنف والصراع الدائر في بلادها. عانت المرأة السورية من الآثار الكارثية للحرب، حيث تعرضت لانتهاكات حقوق الإنسان وتجارب مأساوية لا يمكن نسيانها. إن العنف الذي طال المرأة السورية كان له تأثير كبير على حياتها وحياة أسرتها، وما زالت تكافح من أجل البقاء والتأقلم مع الوضع الصعب وبهذا الدور أبرزت منظمات المجتمع المدني خدماتها في دعم المرأة ومساندتها.

تقول أم فيصل في الخامسة والأربعين من عمرها أم لأربعة أولاد: عندما كنا بسوريا كان زوجي هو المسؤول عن مستلزمات المنزل بالكامل، كان حالي كحال أغلب النساء مسؤولة عن تربية أولادها واحتياجات المنزل لم أكن أفكر في العمل على الإطلاق، في عام 2015 اعتقل زوجي على مدار عاميين وأنا ابحث عنه، ولكن لم أصل إلى نتيجة منذ فترة قريبة رأيت صوره ضمن القتلى، رغم كل هذه السنوات كنت أعيش على أمل أنه سيعود عندما رأيته غبت عن الوعي ولم أعد أدرك ماذا يحدث حولي.

تكمل أم فيصل حديثها” عندما أتيت إلى تركيا في عام 2018 كان كل شيء صعب بالنسبة لي، بدأت العمل في المشاغل والمعامل للصرف على أولادي وكنت أعمل في المنزل أيضاً ضمن عملي تعرضت للتعنيف الفضي، كنت أدخل في حالات اكتئاب وأزمات نفسية صعبة، ولكن أعد وأعمل من جديد وأنا أقوى من قبل”.

لم تسلم المرأة السورية بالبقاء ضحية للظروف المحيطة بها، بل تظل تناضل بكل قوة وإصرار من أجل تحقيق التغيير والارتقاء بمجتمعها.

وفي هذا السياق، لعب المجتمع المدني دورًا بارزًا في دعم المرأة السورية، حيث تعاون المنظمات غير الحكومية والجمعيات النسائية مع المرأة السورية المتأثرة بالصراع. قدم هذا الدعم للمرأة المنكوبة لتمكينها من التعافي والعودة إلى الحياة الطبيعية. تركزت جهود المجتمع على تقديم الرعاية النفسية والاجتماعية والمساعدة القانونية والتعليمية للمرأة السورية، بهدف تمكينها وتعزيز دورها الإيجابي في المجتمع.

جلسة تمكين المرأة من شباب التغيير – صدى الشام

تحديات العنف الأسري والعمل على توعية المجتمع

توضع النساء تحت ضغوط وتحديات تواجهها بسبب العنف القائم عليهن من قِبل الأسرة فبحسب الأمم المتحدة ومنظمة الصحة العالمية أن 30% من النساء في أنحاء العالم يتعرضن للعنف البدني والجنسي على يد العشير، و 27% اللواتي تتراوح أعمارهن بين 15 و49 سنة من المرتبطات يتعرضن لشكل معين من أشكال العنف، وتصل نسبة جرائم قتل النساء التي يرتكبها عشراؤهن إلى 38% من مجموع هذه الجرائم على الصعيد العالمي.

تقول س.د في الثانية والعشرين من عمرها مقيمة في تركيا تقول س.د:  في الأسبوع من زواجي تعرضت للضرب والإهانة من زوجي فبسبب التهجير الذي عشناه في سوريا أضررت نسبة كبيرة من الفتيات الزواج من شباب لا يعرفن أي شيء عنه أو عن عائلته والبعض منهم كانوا من جنسيات مختلفة، وأنا كنت ضحايا هذا الزواج، رغم أنني لست كبيرة في العمر ولكن كانت العادة في مدينتي هي الزواج في سن مبكر، في فترة خطبتي كان يعملني بشكل جيد وكأنني ابنته ولكن بعد الزواج تغيير وكأنه كان يرتدي قناع في الفترة الأولى من تعارفنا، بعد شهر من زواجي طلبت الطلاق وكنت حامل لم أعد اعلم ماذا على أن افعل كانت بنية جسدي ضعيفة جداً، على مدار شهرين كنت أتلقى العلاج في المشفى ولكن الحمد لله أنا الأن اقوى من قبل، وأكمل دراستي في الجامعة.

دعوة الأحدب، باحثة في مجال علم الاجتماع

تقول الدكتورة دعوة الأحدب الباحثة والأكاديمية في علم النفس الاجتماع: في البداية يقف أمام المرأة ٣ تحديات نفسها، العائلة و المجتمع، من ناحية ذاتها في تخاف على الانكسارات التي سوف تتعرض لها ولا يجعلها أن تتقدم إلى أي عمل قبل أن تتخلص من هذا الانكسار فيورث في قلبها الخنوع بشكل دائم، فيجب عليها الاستعانة بطبيب نفسي أو بطرف ثالث، التعنيف الذي يمارس على النساء من قِبل أزواجهن يسبب الضعف والكره من الأطفال اتجاه المعنف ف بهذه الحالة لم يعد الأب هو مصدر للأمان بالنسبة لِعائلته بل أصبح مصدر خوف ورعب، يجب على المرأة العمل على ترميم  نفسها والنهوض أن لا تنكسر اتجاه هذا التعنيف.

تضيف الأحدب: التوعية تقوم على نشر المعلومات إعطاء رسالة أمان للسيدات من قِبل الطرف الذي تلجأ إليه فيكون هدفه حمايتها ولا يكون هدفه الفضيحة وأن يعطيها الأمان وحماية خصوصيتها، من قِبل المؤسسة الاجتماعية أو الاستشاري النفسي، لأن هناك بعض النساء خصروا عائلتهم ولم يعدوا يشعرون بالأمان بسبب عدم المحافظة على خصوصية المرأة وهذا يجعل العنف ينتشر بشكل أكبر.

 رحلة من القهر إلى التمكين

واجهت النساء السوريات ظروفاً صعبة، أجبرت على النزوح والسير جانب الرجال لإيصال عائلتها إلى بر الأمان، ورغم الآلام التي تعرضت لها فقبل الحرب كان يرتكز دور المرأة على تربية أولادها ومسؤولياتها داخل المنزل، ولكن القيود والمخاطرة ومسؤولياتها اتجاه أولادها في ظل غياب المعيل، وسرعان ما أصبحنا نرى النساء تنخرط في أسواق العمل وأصبحت تأخذ دور الأب والأم في آن واحد.

بحسب “الشبكة السورية لحقوق الإنسان” منذ عام 2011 أذار حتى 2023 حزيران، بلغ مقتل 28825 أنثى.

تقول أم فيصل في الخامسة والأربعين من عمرها أم لأربعة أولاد: عندما كنا بسوريا كان زوجي هو المسؤول عن مستلزمات المنزل بالكامل، كان حالي كحال أغلب النساء مسؤولة عن تربية أولادها واحتياجات المنزل لم أكن أفكر في العمل على الإطلاق، في عام 2015 اعتقل زوجي على مدار عاميين وأنا ابحث عنه، ولكن لم أصل إلى نتيجة منذ فترة قريبة رأيت صوره ضمن القتلى، رغم كل هذه السنوات كنت أعيش على أمل أنه سيعود عندما رأيته غبت عن الوعي ولم أعد أدرك ماذا يحدث حولي.

تكمل أم فيصل حديثها” عندما أتيت إلى تركيا في عام 2018 كان كل شيء صعب بالنسبة لي، بدأت العمل في المشاغل والمعامل للصرف على أولادي وكنت أعمل في المنزل أيضاً ضمن عملي تعرضت للتعنيف الفضي، كنت أدخل في حالات اكتئاب وازمات نفسية صعبة، ولكن أعد وأعمل من جديد وأنا أقوى من قبل”.

وتقول ح.أ منسقة حلقة المرأة بمؤسسة شباب التغيير: من التحديات التي نعيشها اليوم هي الأعراف والعادات والتقاليد ونظرة المجتمع لفكرة تمكين، نحن غايتنا مساعدة النساء كي لا يكونوا ضحية عنف، ولكن الأمر في قسم كبير من المجتمع برى أنه مخل بالعادات فهنا يصبح جهد أكبر نقوم ببذله، كي نشرح للمجتمع أن غايتنا هي تعرف المرأة وخاصة النساء المعيلات او الفاقدات المعيل كيف يحموا أنفسهن وكيف يحققوا.

استقلاليتهن، وبنفس الوقت نسلط الضوء على أن الضغوط النفسية التي تواجه النساء سواء من المجتمع أو من البيئة وإجبارها أن تقبل العنف وهذا يجعلها تفكر أو تحاول تنتحر وهذا شيء لمسناه لكثير من الحالات انتشرت وسمعنا عنها.

وتختم حديثها قائلة: رغم كل الصعوبات والأزمات التي مرت بها النساء من أزمات نفسية وصحية وتهجير، إلى أننا أصبحنا نرى النساء تدخل في سوق العمل وأصبح لها دور في السياسة.

جلسة تمكين المرأة من شباب التغيير – صدى الشام

تضيف الأحدب: بعض النساء ينكسروا اتجاه العنف الذي يتعرضوا له واستسلموا اتجاه الفقدان والصدمات ولم يعدوا فاعلين في المجتمع، وهناك نساء نهضت من جديدة وهذا الانكسار جعل لها بداية جديدة وكان قاعدتهم “الضربة التي لا تكسر ظهرك تقويك”، نحن وجدنا عدة نماذج ناجحة من الأشخاص الذي تعرضوا لعنف شديد فكان لديهم دافع كبير اتجاه النجاح والاستمرار.

وتؤكد الأحدب أن المنظمات كان لها دور واضح في دعم المرأة وخاصة في الأزمة السورية، فتم دعم النساء عن طريق تدريبهن على مهن جديدة وتوفير جلسات دعم نفسي لهن، كذلك التمويل ودعم المشاريع الصغيرة وتوفير الإسكان لهن في الداخل السوري وحتى داخل تركيا وإدماجهن في المجتمع، فكان للمنظمات دور مهم جداً في دعم المرأة ونهوضها.

عقوبة العنف ضد المرأة وحقوقها

تقول بسمة الرفاعي حقوقية تعمل في منظمات المجتمع المدني: تصدى القانون التركي للعنف ضد المرأة باعتبارها ظاهرة اجتماعية

خطيرة يتسامح المجتمع عن مرتكبيها، من خلال سن قوانين رادعة واتخاذ قرارات إدارية أو تطبيقات عملية تهدف جميعها لحماية المرأة من العنف، ومساعدتها للوصول لإنصاف.

وفي معظم الأحيان تتعرض المرأة للعنف من قبل ذويها من الذكور، الزوج الأب، الأخ وأحيانا رب العمل وتستطيع الزوجة التي تتعرض أو تهدد بالعنف طلب الحماية وفقا لقانون حماية الأسرة رقم 4320 والتقدم للسلطات بطلب إبعاد الزوج المعنف عنها وعن المنزل ما بين 15 – 30 يوم قابلة للتمديد بعد أن يوقع الزوج على عدم التعرض لزوجته.

ويمكن نقل الزوجة إلى مركز إيواء في حال عدم وجود مأوى لها، وإذا خرق الزوج تعهده يتم اعتقاله وأحال للقضاء. وفي حال كانت الزوجة قاصر تبقى تحت رعاية الدولة ويحال والداها للمحاكم، وقد يواجهان عقوبة السجن ما بين 6 إلى 16 سنة.

وتؤكد الرفاعي: ويعتبر العنف ضد المرأة من موجبات الطالق مع إمكانية المطالبة بتعويض عن العنف الذي تعرضت له إضافة لحقوقها الأخرى. وتتدرج عقوبة المعنف إذا تسبب بأضرار جسدية من أربعة أشهر إلى ثالث سنوات حسب شدة الضرر الذي أصاب المرأة. وفي حال التسبب بجروح أو كسور قد تصل مدة الحبس إلى ثمانية سنوات حسب شدة الضرر. وال تلزم المرأة بإحضار شهود عن العنف الذي تعرضت له ليتم فتح التحقيق، ويكتفى بتقديم تقرير طبي صادر من جهة طبية مرخصة، وبناء عليه ترفع دعوة التعرض للعنف في المحكمة المختصة.

كما أنشأت الدولة التركية عدة قنوات تساعد المرأة في طلب الحماية منها الاتصال عبر الرقم 183 وهو الخط الساخن للخدمة الاجتماعية والدعم النفسي والقانوني والاجتماعي للنساء كما يمكنها استخدام تطبيق كادس المخصص لمنع العنف والتحرش الذي يتعرض له النساء والأطفال.

مركز الدراسات والأبحاث الإنسانية مدى جلسة للمجتمع المدني للحماية القانونية للمرأة من التحرش

دور المنظمات في مكافحة العنف ضد النساء

توجهت العديد من منظمات المجتمع المدني بصورة فعلية، نحو وضع برامج ومشاريع وأنشطة تهتم بالمرأة، وتسعى لإبراز دورها الفعال في مختلف جوانب المجتمع، وفي محاولة خلق بيئة مجتمعية جديدة، وتخصصت في دعم قضايا المرأة ومناصرتها، ووجهت جهودها نحو تمكين وتأهيل النساء السوريات ورفع قدراتهن المهنية والسياسية.

وفي هذا السياق تقول ح.أ منسقة حلقة المرأة بمؤسسة شباب التغيير: نحنُ نعمل على أكثر من مشروع سواء استجابة أو وقاية وتمكين حسب كل امرأة، هناك خدمات وجلسات نشر معلومات متعلقة بإدارة حالة النساء المعرضات للعنف، كذلك خدمات الدعم النفسي التي تكون غايتها استعادة حالتهم النفسية وبناء ثقتهن بأنفسهن، وإدراك نقاط القوة عندهن وتزويدهن بالمهارات الشخصية متعلق بالوقاية أو التوعية بشكل عام.

وتكمل قائلة: الهدف تمكين المرأة سواء في المهارات الشخصية أو المهنية ليحققوا اكتفاء ذاتي لنمنع استغلالهن واستغلال حاجتهن، نحاول أن تكون مستقلة من الناحية الاقتصادية.

معالم عبد الرزاق مديرة المشاريع والمنح في شبكة المرأة

وتقول معالم عبد العزيز المديرة التنفيذية لإكليل الجبل: نهتم ببناء قدرات النساء ومجال مناصرة بناء قدرات النساء بشكل أساسي في المجال الإعلامي إدارة المشاريع وبناء السلام لديها شبكة يمامة ولديها مجلة اسمها “مجلة مريم” الكاتبات فيها نساء سوريات يهتمن بقضايا المرأة السورية، وشبكة المرأة السورية الشمس تهتم بمجال الدعم وتعزيز مشاركة النساء في الحياة السياسية أو الشأن العام لديها مجموعة فرق من أهمها فرق الإحالة للنساء المعفنات، وفريق للباحثات تهتم بالبحث الاجتماعي التشاركي وبالإضافة  لمشاركة النساء بالإعلام، وهناك مركز أطفال قوس قزح يهتموا بالأطفال الغير قادرين على التحصيل العلمي من المدارس الرسمية، ونحن نستهدف أمهات أطفال قوس قزح لدنا فريق إستبرق هو مختص بالدعم النفسي اجتماعي.

وتقول سارة كلاّوي المديرة التنفيذية لمنتدى نيو لايف: نقدم أنشطة وتدريبات للنساء اللواتي في المنتدى وتبلغ عددن 200 امرأة، وكل شهر نقوم بجمع مبلغ معين لدعم المشاريع الصغيرة ونقدم الدعم الاجتماعي وتأمين المواد الغذائية لمرضى السرطان.

المرأة السورية تحت ظل الصراع تواجه تحديات هائلة، لكنها تظهر قوة وصمود استثنائيين. بدعم المجتمع المدني، تنهض المرأة السورية وتناضل لمواجهة العنف والتمييز، من خلال دعم المجتمع المدني والجهود الدولية، يمكن توفير الحماية والفرص الضرورية لتمكينها وتمكينها من المساهمة بنشاط في بناء مستقبل مستدام ومزدهر.

“تم إنتاج هذه المادة الصحفية بدعم من “JHR”صحفيون من أجل حقوق الإنسان”

شاهد أيضاً

فيديو: واقع الخدمات الصحية للنساء السوريات في تركيا

إعداد: هبة النائب “تم إنتاج هذا الفيديو بدعم من “JHR”صحفيون من أجل حقوق الإنسان”

دعمًا لروح المرأة.. مبادرات لتقديم الدعم النفسي لمريضات السرطان السوريات في تركيا

ريما العبد يُعد تقديم الدعم النفسي والاجتماعي لمرضى السرطان أمرًا حيويًا بما يوازي أهمية العلاج …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *