اعتقلت “قوات سورية الديمقراطية” “قسد” أمس ثلاثة أشخاص بينهم أحد شيوخ قبيلة العقيدات في الرقة ودير الزور إثر مداهمات جرى خلالها إطلاق نار حيث تستمر “قسد” بعمليات الاعتقال بحق مدنيين في مناطق سيطرتها بذرائع مختلفة على رأسها محاربة خلايا تنظيم “داعش”.
وقالت شبكة نهر ميديا المحلية إن استخبارات ميليشيات قسد اعتقلت الشيخ “ناصر الشاويش” شيخ قبيلة العقيدات بمدينة الطبقة غربي الرقة بعد مداهمة منزله لأسباب مجهولة حيث تم اقتياده لجهة مجهولة.
وفي غضون ذلك، اعتقلت “قسد” شخصا وابنه إثر مداهمة منزله في قرية الكشكية بريف ديرالزور، وأضافت شبكة الخابور المحلية أن الميليشيا استهدفت شخصا يدعى “عماش خلف الجربوع” وابنه “بندر”، مبينة أن القوات التي نفذت العملية استخدمت الرصاص الحي أثناء المداهمة ما أدى لإصابة المدعو “حمدان الجربوع” الذي نقل إلى مشفى أبو حمام بريف ديرالزور.
وفي الخبر نفسه قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن تبادل إطلاق نار وقع بين شخص وعناصر دورية “قسد” التي داهمت منزله في الكشكية وعمدت على تفتيش محتوياته بالكامل، ليتم اعتقاله مع ابنه، حيث تم نقل الأب المصاب إلى مشفى الحمام لتلقي العلاج، بينما تم اقتياد ابنه إلى مركز أمني، دون معرفة الأسباب والدوافع التي أدت إلى المداهمة.
وكانت الشبكة السورية لحقوق الإنسان قد أصدرت الأسبوع الماضي تقريرا قالت فيه إن “قوات سورية الديمقراطية” استمرت في سياسة الاحتجاز التعسفي والإخفاء القسري في أيار الماضي عبر حملات دهم واحتجاز جماعية استهدفت بها مدنيين بذريعة محاربة خلايا تنظيم داعش.
وقالت الشبكة إن بعض حملات “قسد” جرت بمساندة مروحيات تابعة لقوات التحالف الدولي ضد “داعش” كما أشارت الشبكة إلى وجود عمليات احتجاز استهدفت مدنيين ضمن أُطر حملات دهم واعتقال جماعية وعلى نقاط التفتيش على خلفية انتقادهم الأوضاع المعيشية والخدمية في المناطق الخاضعة لسيطرة “قسد”.
وقالت الشبكة إن المداهمات رافقها مصادرة مبالغ وهواتف محمولة تعود ملكيتها للمحتجزين، وذكرت الشبكة أيضا أن الميليشيا واصلت اختطاف أطفال بهدف اقتيادهم إلى معسكرات التدريب والتجنيد التابعة لها وتجنيدهم قسريا، ومنعت عائلاتهم من التواصل معهم، ولم تصرح عن مصيرهم.
وفي هذا الشأن قالت شبكة الخابور إن ميليشيات “قسد” أطلقت النار أمس على شاب يدعى “همام المطر” خلال محاولته الفرار من معسكر التجنيد الإجباري في قرية تل السمن بريف الرقة الشمالي ما أدى إلى مقتله على الفور، وكانت الميليشيا قد جندت الشاب بشكل إجباري بعد إلقاء القبض عليه في قريته.
النظام وقسد:
من جانب آخر اتهم إعلام النظام السوري “واشنطن” بتجييش ميليشيات “قسد” ضد النظام والأهالي في مناطق سيطرتها، وذلك على خلفية توجيه “قسد” إنذارا لعائلات بإخلاء مساكن في محافظة الرقة.
وكانت شبكة فرات بوست المعارضة للنظام قد نقلت الأسبوع الماضي أن ” قسد ” أبلغت قاطني نحو 150 منزلا في منطقة الإسكان بمدينة الطبقة غربي الرقة بإخلاء منازلهم بهدف تجريفها خلال مدة أقصاها عشرة أيام.
وذكرت الشبكة أن “قسد” بررت إنذارها بأن المنطقة منطقة عشوائيات وأن خطوتها “من أجل مقتضيات المصلحة العامة”.
من جانبها قالت صحيفة الوطن التابعة للنظام السوري اليوم إن المنازل التي تنوي “قسد” إزالتها تتجاوز مئة وخمسين منزلاً سبق أن تم إعدادها بهدف إسكان “ضباط الجيش العربي السوري العاملين سابقاً في تلك المنطقة وهي منازل مسبقةُ الصنع.”
ونقلت الصحيفة عن أمين فرع الرقة لحزب البعث العربي الاشتراكي التابع للنظام عبد العزيز العيسى أن “قسد تتحججُ بأن تلك المنطقة هي من المناطق العشوائية وأن تجريفها هو من أجل مقتضيات المصلحة العامة، بينما الحقيقة أن قسد تريد تحويل الحي إلى منطقة عسكرية نظراً لحساسية موقعه.”
وقال العيسى إن “قسد بدأت فعلياً بتنفيذ مخططها لإزالة المنطقة بحفر خندق حول هذه المساكن تمهيداً لإزالتها، وأغلب من يقطنون في هذه المساكن حالياً هم عوائل من مدينة سفيرة التابعة لمحافظة حلب.”
ويذكر أن “قسد” وجهت سابقا إنذارا لعائلات في مساكن بمحيط سجن غويران بالحسكة وسيطرت على مساكن تابعة لجامعة الفرات في الحسكة وذلك بهدف إقامة منطقة عسكرية في محيط تمركز القوات الأميركية بالمدينة.