يعبر إياد خير الله، السوري المهجر إلى تركيا، عن استيائه من التصريحات الدولية المتكررة حول عودة السوريين إلى بلادهم. وفي حديثه لـ “صدى الشام”، يقول إنه لم يتعرف على أي سوري يفكر فعلياً في العودة، نظراً لعدم وجود بيئة ملائمة تشجع على ذلك. ويضيف أن الأوضاع في البلاد لا تزال غير مشجعة للعودة، حيث يضطر المقيمون في الداخل لبيع أملاكهم من أجل مغادرة البلاد.
ويوضح خير الله أنه لم يطرأ أي تغيير في البلاد يبرر العودة، حيث لا تزال العقبات قائمة والأوضاع الأمنية والإنسانية لا تصل إلى المستوى المقبول. ويتابع قائلاً، من خلال التواصل مع أقاربه في مدينة حماة، لم يصلهم أي خبر يشجع على العودة، حيث ما زالت السلطات الأمنية تسيطر بشكل تام على البلاد ويمكن اعتقال أي شخص بتهمة بسيطة. ويشير أيضاً إلى الأوضاع الاقتصادية المتدهورة وانهيار سعر الصرف، مما يدفع الناس لمغادرة البلاد والهجرة إلى مناطق أخرى باستثناء سوريا.
من جانبه، يتحدث سامر العبد الله، شاب يعيش في دمشق، وفقا لاسم وهمي، ويؤكد أنه لم يسمع عن أي تطور يشجع على العودة إلى سوريا في وسائل الإعلام. وفي الواقع، لا تشهد أي منطقة في سوريا عودة للمهجرين الذين غادروا البلاد منذ اندلاع الحرب. ويوضح أنه لم يعد هناك شيء يستحق البقاء في سوريا، حيث يصعب على الشباب تأمين مستقبلهم حتى ل
و عملوا 24 ساعة في اليوم، وتفتقر البلاد إلى الأمان والسلامة، حيث يمكن لأي عنصر أمن أو قائد ميليشيا أن يعتقل أي شخص دون توجيه أدنى تهمة. ويسأل، ما الذي يدفع شاباً يعيش في أوروبا للعودة إلى سوريا، حيث تفتقر البلاد إلى أبسط مقومات الحياة مثل الرعاية الطبية والكهرباء والمياه، وتوفر فرص العمل قليلة لا تتناسب مع المصاريف المتزايدة.
في السياق ذاته، صرح المفوض السامي لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة، فولكر تورك، في مؤتمر صحفي عُقد في فيينا، عاصمة النمسا، بأن وضع حقوق الإنسان في سوريا وأفغانستان يشكل تحدياً خطيراً، وأنه لا يمكن إعادة المهاجرين إلى هاتين البلدين بالقوة. وتطرق تورك في المؤتمر الصحفي إلى النقاشات الجارية في بعض دول الاتحاد الأوروبي بشأن إعادة المهاجرين السوريين والأفغان إلى بلدانهم لأسباب متعددة. وأكد أن الوضع في هاتين البلدين خطير للغاية من حيث حقوق الإنسان، ولا يمكن إعادة المهاجرين بالقوة في ظل هذه الظروف.
من جانبه، دعا وزير الداخلية النمساوي، غيرهارد كارنير، الأسبوع الماضي إلى ترحيل السوريين والأفغان الذين يشكلون تهديداً للمجتمع النمساوي، وشدد على ضرورة تقديم طلبات اللجوء والهجرة من خارج الأراضي الأوروبية.
وبناءً على طلبات العديد من الدول في وقت سابق بإعادة السوريين إلى بلادهم، لجأ ك
ثيرون إلى ترك تلك البلاد والبحث عن مناطق أكثر أماناً بالنسبة للسوريين، على الرغم من أن المستوى المعيشي والاقتصادي في تلك المناطق ليس كما هو متوقع.