الرئيسية / منوعات / ميديا / مواد ميديا مختارة / الإخلاء حبل النجاة من الكارثة

الإخلاء حبل النجاة من الكارثة

محمد بيطار/

إن مواجهة الكوارث والأزمات أمر لابد منه عند حدوثه، لذا يجب على العاملين في مجال سلامة الصحفيين ضمن المؤسسات الإعلامية العمل على إيجاد خطط مسبقة بشكل دائم ومستمر للخروج بأقل الخسائر في حال الكوارث والمخاطر، ومن الخطط التي يمكن أن تضعها المؤسسات الإعلامية في حال الأزمات هي الإخلاء، ويقصد بالإخلاء هو افراغ المباني من الأفراد والأصول في أسرع وقت عبر خطة تحقق القدر الأدنى من الخسائر للمؤسسة.

تعتمد خطة الإخلاء بشكل أساسي على فريق السلامة في المؤسسة والذي يجب أن تكون خططه جاهزة ومدروسة دائما للأزمات والكوارث التي قد تحل بالمؤسسة، بالإضافة إلى التدريبات المستمرة التي ينبغي على فريق السلامة متابعتها مع العاملين في المؤسسة ودراسة جغرافية المكان ومنافذ النجاة وعوامل أمن وسلامة مقر المؤسسة كمعرفة تموضع الكاميرات وأماكن وجود أجهزة إطفاء الحريق وكيفية التواصل مع فرق الإنقاذ.

إن من أهم الأعمال التي يجب على فريق السلامة تأمينها هي تشغيل أجهزة الإنذار في وقت الأزمات والإعلان عن إيقاف العمل (ان كان المبنى كبير لدرجة عدم معرف قسم ما يحدث في القسم الآخر) ونقل الملفات والوثائق الهامة في المؤسسة والاهتمام بتأمين الإسعافات الأولية لحين حضور فرق الإنقاذ وقطع التيار الكهربائي، واغلاق جميع الأبواب باستثناء المخارج المخصصة للإخلاء (ليتثنى الخروج بشكل آمن ومحدد كما الخطة الموضوعة).

خطة الإخلاء تتدرج على مراحل ففي المرحلة الأولى يجب التخطيط ثم المرحلة الثانية في حال الشعور بخطر قريب وهنا يجب على فريق السلامة مراجعة خطة الإخلاء والاستعداد لها، أما المرحلة الثالثة والتي يكون فيها الإخلاء وشيكا فيجب إيقاف كافة الأعمال التي تستطيع المؤسسة الإعلامية ايقافها والتفرغ للإخلاء، وأخيرا الإخلاء وهو ما يتم في حال الكارثة.

ولا يمكن تنفيذ خطط الإخلاء دون تجهيزات مسبقة كحقيبة شخصية تحتوي على جميع المواد التي يحتاجها الفرد وحقيبة النجاة والتي تحتوي كل ما يؤمن الفرد لليلة أو أكثر كالأغذية وغيرها بالإضافة للوثائق والنسخ الاحتياطية والتي يمكن تخزينها على الشبكة العنكبوتية أو حفظها عبر هارد صغير يتم الاحتفاظ به في حقيبة الصحفي أثناء تنقله في عملية الإخلاء.

كما يجب على الصحفي أن يكون قد احتفظ مسبقا بقائمة زملائه الصحفيين وطرق التواصل معهم، وقائمة الاتصالات المحلية (راديو_هاتف_فاكس …) واستعد لحماية الملفات والوثائق التي بحوزته، ومعرفته التامة بخطة الإخلاء التي وضعها فريق السلامة في المؤسسة والخطوة التي تليها.

من أكبر الأخطاء التي يقع فيها العاملون هو إهمال تعليمات الإخلاء والتي قد تودي بحياة الأشخاص فعند سماع صفارة الإنذار يصاب العاملون بالذعر مما يؤدي أحيانا لفشل عملية الإخلاء لذا يجب على العاملين عند سماع صفارة الإنذار التماسك وتنفيذ تعليمات مشرفي الإنقاذ كمغادرة المبنى عبر الأبواب المخصصة وعدم استخدام المصاعد وعدم العودة إلى المكتب مهما كانت الأسباب والتوجه للنقطة المتفق عليها للتجمع، ولا بد من التنبيه على ضرورة عدم التدخل في عمل فرق الإنقاذ ما لم يكن الموظف مدربا عليه.

ولا بد للمؤسسات الإعلامية والعاملين فيها من كتابة تجاربهم فيما بعد الكارثة وأرشفتها ليتسنى لزملائهم الاستفادة من تجربتهم بعد حدوث الكارثة، فهناك كثير من التفاصيل تختلف من حادثة لأخرى بحسب الكارثة أو الأزمة التي حلت بالمؤسسة او الصحفي.

في الحقيقة إن عدم امتلاك معظم المؤسسات الإعلامية السورية خطط أمن وسلامة يجعلها عرضة للخطر بشكل  دائم، والمتابع للمؤسسات السورية الإعلامية التي قامت في بلاد المهجر يستطيع أن يدرك تأثير عدم متابعة هذه المؤسسات لخطط الأمن والسلامة المهنية، وهو ما يفرض الاهتمام  بجانب أمن وسلامة المؤسسات الإعلامية حفاظا عليها، وذلك عبر إيجاد البرامج والتدريب والاهتمام بالسلامة المهنية فهي حبل النجاة من الكوارث التي قد تحل بالمؤسسات الإعلامية السورية.

شاهد أيضاً

فيديو: ملامح الأمل .. مرضى السرطان السوريين الوافدين إلى تركيا

هل تعلم أين يقيم مرضى السرطان السوريين الوافدين إلى تركيا تعرف معنا على الواقع الصعب …

“كسر عضم 2”: قصة غير مفهومة وثغرات كبيرة

من الواضح أن هلال الأحمد ورند حديد كاتبي مسلسل “كسر عضم – السراديب” بجزئه الجديد، …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *