الآن
الرئيسية / مواد مختارة / حول مفهوم أمن وسلامة الصحفيين

حول مفهوم أمن وسلامة الصحفيين

صدى الشام - محمد بيطار/

يعد “مفهوم السلامة المهنية للصحفيين” جديد إلى حد ما في المنطقة العربية والشرق الأوسط، ويقصد به مجموعة الإجراءات الوقائية التي يتم اتخذها من أجل توفير حماية الأشخاص والأصول في المؤسسات، ويعرف أيضا بأنه الحالة التي تؤدي إلى دفاع الإنسان عن نفسه عند تعرضه لخطر ما، سواء كان من قبل أشخاص، أو حوادث، أو أضرار طبيعية، وعادة ما يلجأ الفرد من أجل حماية سلامته إلى الدفاع أو الهروب.

وتهتم المؤسسات بشكل مدروس أو عشوائي بسلامة موظفيها وأصولها، كما تهتم بسلامة عملائها، ذلك لأن مفهوم السلامة لم يعد فكرة فقط بل أصبح عنصرا أساسيا من العناصر التي تكون العمل وتقوده للنجاح.

 

أهمية السلامة المهنية للصحفيين: لا يمكن أن نتحدث عن عمل صحفي دون أن نتعرض لمفهوم السلامة المهنية فلا نبالغ إذا اعتبرنا أنها من أساسيات العمل الصحفي فلا أخبار بدون صحفي، والاستهتار بحياة الصحفي يعني فقداننا للأخبار، كذلك المؤسسة فلا إعلام جيد دون سلامة المؤسسة وبالتالي أمن وسلامة المؤسسة من أعمدة العمل الإعلامي.

وتنطلق أهمية السلامة المهنية للصحفيين من كونها تعد جزء من الأعمال اليومية التي يقوم بها الأفراد في المؤسسات، كما تساهم في التقليل من الحوادث والإصابات أثناء العمل، وعلى صعيد المؤسسة فهي تحمي الممتلكات، والأهم الحفاظ على حياة الصحفيين من خلال إيجاد الخطط والدراسات التي يقوم بها منسق السلامة في المؤسسة.

 

السلامة نسبية: من المهم أن ندرك أن السلامة نسبية، والقضاء على جميع المخاطر حتى لو أمكن ذلك سيكون صعبا للغاية ومكلف أيضا، والوضع الآمن هو عندما تكون مخاطر الإصابة أو وقوع الضرر بالممتلكات منخفضة ويمكن التحكم بها، فالأمن هو النتيجة النهائية من كل عمليات السلامة والتأمينات والضمانات وغيرها.

 

أنواع السلامة – السلامة المعيارية: وتتحقق السلامة المعيارية عندما يتم صناعة منتج أو تصميمه بطريقة تلبي المعايير والممارسات المعمول بها للتصميم والبناء أو التصنيع، بغض النظر عن التاريخ الفعلي لسلامة المنتج.

السلامة الموضوعية: وتحدث سلامة الموضوعية عندما يتم الاعتماد في العمل على تاريخ السلامة التي كانت مجربة في العالم الحقيقي، سواء تم أم لم يتم استيفاء المعايير.

والسلامة المتصورة: تشير إلى السلامة بنظر المستخدمين لعوامل الراحة وإدراكهم المخاطر، دون النظر في المعايير أو التاريخ للسلامة، على سبيل المثال ينظر لإشارات المرور على أنها آمنة، ولكن تحت بعض الظروف يمكن أن تزيد من حوادث المرور في تقاطع للطرق.

 

السلامة المهنية في الأراضي السورية: تعد سوريا من أخطر بقاع الأرض على الصحفيين نتيجة الحرب الدائرة في البلاد وهناك عجز حقيقي في فكرة الانضباط بقواعد السلامة المهنية للصحفيين، ويعود ذلك لعدم وجود تنظيم نقابي يقوم على تدريب الصحفيين وتوجيههم بشكل مستمر.

مكان الصحفي في الحرب السورية قائم على فكرة الاصطفاف لأحد الأطراف إما نظام الأسد أو صفوف الفصائل المعارضة والجيش السوري الحر أو فصائل أخرى، وهنا يمكن أن يكون الخطر أكبر على الصحفي حيث يصبح الصحفي أحد أطراف النزاع بإرادته أو دونها، وباعتبار الصحفي لا يملك الخبرة في العمل العسكري والتعامل مع أنواع الأسلحة، من هنا تكمن أهمية إيجاد خطط وبرامج للسلامة.

وباتت السلامة المهنية للصحفيين ضرورة ملحة أكثر اليوم بعد أن فقد الكثير من الصحفيين حياتهم نتيجة عدم الدراية والتدريب على السلامة المهنية، والعملية التدريبية تمر بمراحل عديدة.

وتبدأ العملية التدريبية من آلية التخطيط ودراسة المكان جغرافيا وتاريخيا وطريقة التنسيق لإنجاز المهمة وإمكانية تنفيذها بنجاح فضلا عن التعامل مع الخاطفين وتعريف الصحفيين بأساليب التعامل مع الخاطفين خلال مرحلة التفاوض معهم.

وفي ظل تصاعد وتيرة العنف في المناطق السورية فإن الحاجة إلى إنتاج برامج تدريبية خاصة أو عامة تقوم بتطوير المعارف العالمية فيما يتعلق بأخطار الحروب والاستراتيجيات الشخصية للصحفي للتعامل مع الأسلحة المختلفة وأخطارها.

وهنا لا بد لنا من سؤال هام، لماذا لم تعمل المؤسسات الصحفية السورية على إنشاء مؤسسة أو مركز خاص بالسلامة المهنية للصحفيين؟

وانطلاقا من حرص صحيفة “صدى الشام” على الاهتمام بمسألة أمن وسلامة الصحفيين والمؤسسات الإعلامية فأن الصحيفة ستخصص هذه الزاوية اسبوعيا للحديث عن أمن وسلامة المؤسسات وخطط الوقاية والتعامل مع التغطية الصحفية في أثناء الحروب والسلامة في أيام السلم.

 

شاهد أيضاً

500 طالب سوري أمام فرصة للحصول على شهادات جامعية 

صدى الشام – عبد الله البشير تعّرض الطلاب السوريون لنكسات عديدة خلال الأعوام التي تلت …

الشمال السوري.. ازدياد عدد الإصابات بفيروس كورونا وضعف الإجراءات الاحترازية

صدى الشام تستمر أعداد الإصابات بفيروس كورونا في ريفي حلب وإدلب شمالي سوريا بالازدياد، وذلك …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.