الرئيسية / مواد مختارة / أسماء الأسد تستثمر جراح ذوي الضحايا لتلميع صورة النظام   

أسماء الأسد تستثمر جراح ذوي الضحايا لتلميع صورة النظام   

صدى الشام – فؤاد عزام

بعد ظهورها وزوجها وأولادها مع جنود في قطعة عسكرية بريف دمشق مؤخرًا ، تواصل أسماء الأسد نشاطاتها  الهادفة إلى إظهار صورة ناعمة للنظام ، بحسب تقارير غربية ومعارضين ، واستقبلت أسماؤ عائلة طفلة قلتلها رجلان بعد اغتصابها في جريمة هزت الساحل السوري نظرًا لطابعها الوحشي.

ونشرت صفحة رئاسة الجمهورية التابعة للنظام على فيس بوك صورًا تظهر أسماء الأسد وعائلة الطفلة سيدرا زيدان 13 عامًا مع تصريح لها تعبر فيه عن دهشتها من حادث اغتصاب وقتل الطفلة في منطقة دريكيش في الساحل السوري  .

وهزت جريمة اغتصاب وقتل الطفلة سيدرا زيدان، المجتمع السوري خصوصًا في الساحل السوري نظرًا لخصوصية طابعها والتي تأتي في سياق انفلات أمني زادت معه الجرائم الجنائية في الفترة الأخيرة، في ظل تفاقم أزمة اجتماعية، وصفتها أسماء الأسد “بأنها لم تكن متوقعة”.

وهذه ليست المرة الأولى التي تستقبل فيها أسماء الأسد التي وضعت مؤخرًا على لائحة العقوبات الأمريكية ، ذوي ضحايا بعد أعلنت تعافيها من مرض سرطان الثدي قبل نحو عام وتبدي خلال تلك اللقاءات حرصًا بالتركيز على أن ما يحدث من جرائم وفلتان أمني يعود إلى الحرب وفي نفس الوقت تعبر عن استغرابها من وقوع مثل هكذا حوادث.

وقالت لعائلة الضحية سيدرا: “عشر سنين حرب أظهرت قضايا ومشاكل ما كنا نتوقعها… البداية كانت عسكرية… اليوم عم نعيش حرب اقتصادية… وكل ما مر الزمن عم نشوف أكتر وأكتر مشاكل اجتماعية”.

ويطلق النظام على الأوضاع التي سادت البلاد منذ اندلاع الاحتجاجات الشعبية في العام 2011 تسمية الحرب، وهي أدت بحسب تقديرات أممية إلى مقتل نحو نصف مليون شخص، في حين وثّقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان” مقتل  22 ألف و853 طفلًا، على يد النظام والميلشيات الإيرانية فيما تتحمّل روسيا مسؤولية مقتل ألفين و5 آخرين. كما وثقت الشبكة، وجود نحو 3 آلاف و561 من الأطفال في معتقلات النظام.

ولم تزر أسماء الأسد أيًا من أسر ضحايا تعرضوا لجرائم خلال العام الماضي في حين تنشط في زيارة قطعات عسكرية برفقة زوجها بشار الأسد كالزيارة التي قامت بها مؤخرًا إلى بلودان بريف دمشق.

وتحدثت تقارير غربية بأن الفعاليات التي تقوم بها أسماء الأسد تندرج في إطار دعم زوجها منذ بداية الحرب في سوريا وبحسب “فوكس نيوز” فإنها بعد وفاة أم زوجها أصبحت الآن القوة الحقيقية وراء عرش بشار  الأسد . في حين يشير جيرمي هودج في ديلي بسيت إلى أن أسماء الأسد  عادت وتريد انتقامًا حقيقيًا فهي الديكتاتور الحقيقي.

وأطلق موالو النظام على أسماء الأسد لقب “ست الكل” بينما أبرزت وسائل إعلام النظام ومواقع التواصل الاجتماعي دورًا كبيرًا تلعبه من خلال الترويج لصورها واللقاءات مع ذوي ضحايا أو جنود أو جرحى في محاولة لتخفيف الاحتقان الشعبي في بيئة النظام إزاء ازدياد  عدد قتلى النظام وسط أزمة معيشية خانقة تتفاقم يومًا بعد يوم.

ورأت مصادر من المعارضة السورية بأن أسماء الأسد تسعى إلى إظهار صورة ناعمة للنظام لكنها في نفس الوقت تمارس نوعًا من احتقار مشاعر السوريين عمومًا من ناحية ثانية فهي على سبيل المثال لا تكلف نفسها عبء زيارة عائلة فقدت طفلتها في منزلهم، مثلما كانت تفعل قبل سنوات مع بقية أفراد عائلتها، بل تقوم باستدعائهم إلى العاصمة دمشق من أجل تلميع صورتها الشخصية.

ولم يتحدث ذوو الضحايا الذين تلتقي بهم أسماء الأسد بل تكرس اللقاءات معهم إلى تمرير رسائل تتعلق بما تسميه الحرب وتحضّهم على الصمود ، في حين يشتكي الأهالي في مناطق النظام من مسألة الفلتان الأمني التي أسفرت عن أخبار جرائم متلاحقة، تراوحت بين الاغتصاب والقتل مع إهمال من قبل الجهات المعنية في مساعدة الأهالي على حفظ أمنهم ولا سيما من خلال التجاوب مع بلاغات المفقودين في حين يتم العثور على جثثهم بعد عدة أشهر كما حدث عندما تم اكتشاف جثة لرجل خمسيني ملفوفة بشرشف ومتعفنة ومُلقاة في ريغار للصرف الصحي على شاطئ البحر شمال الشاطئ الزاهي في طرطوس قبل أيام.

ويؤكد الأهالي عبر مواقع التواصل الاجتماعي وجود عصابات خطف بقصد طلب الفدية محمية من قبل النظام كما حدث مؤخرًا في السويداء ويشيرون إلى أن تسوية وضع 22 من أفراد هذه العصابات كانوا روّعوا المدنيين بجرائم الاختطاف وكانوا يعملون بتنسيق مع أجهزة النظام في حين لفت موقع السويداء 24 إلى أن أهالي المحافظة يعترضون تمامًا على إعادة تصدير هذه الفئة التي يهدف النظام من خلالها إلى ترويع بعض المناطق فيها بعد الاحتجاجات التي خرجت خلال الشهرين الماضيين.

ويرى مختصون من بينهم كبرياء الساعور أن المؤسسات المسؤولة عن حماية المواطنين ضالعة في خدمة العنف وقائمة عليه، وأكدت أن ما يسود مناطق النظام هو غياب القانون وسيطرة للمليشيات التي تمارس العنف وتتعدى على الأملاك الخاصة في ظل انتشار السلاح والإفلات من العقاب مشيرة بحسب ما نقلته عنها “الجزيرة نت” إلى أن ارتفاع معدلات الجريمة في مناطق النظام لا يعود إلى الأزمة الاقتصادية فقط بل هي إحدى تداعيات الأزمة الإنسانية، الأمر الذي تسبب بتصدع اجتماعي وتفكك للروابط الاجتماعية من خلال الحرب التي شنها النظام على المجتمع.

وتحدثت مصادر رسمية من بينها رئيس فرع الأمن الجنائي العميد وليد عبدللي، عن ازدياد حالات الإجرام في سوريا دون أن يعطي أرقامًا محددة في حين أرجع عبدللي سبب ارتفاع نسبة الجرائم إلى “الأزمة” وانعكاساتها وخاصة الاقتصادية، وقال: “إن الوضع الاقتصادي في البلد ليس خافياً على أحد، ما دفع ضعاف النفوس إلى ارتكابات زادت قليلاً خلال الأزمة” بحسب ما نقلت عنه صحيفة الوطن.

وبعد نشر صفحة رئاسة الجمهورية تصريحات أسماء الأسد اهتمت وسائل إعلام النظام كالصحف الرسمية ووسائل الإعلام الروسية من بينها موقع قناة روسيا اليوم ووكالة أنباء سبوتنيك التي نشرت الخبر تحت عنوان “شي ما بيتخيلو العقل.. أسماء الأسد مصدومة من قضية هزت سوريا مؤخرًا” . في حين ترى وسائل إعلام أخرى من بينها موقع المدن اللبناني أن لقاءات أسماء الأسد وتصريحاتها تندرج في إطار استغلال معاناة السوريين الشخصية من أجل تلميع صورتها وخلق دعاية جديدة تظهرها كقائدة ملهمة، ولو اقتضى الأمر الدهس على جراح عائلة قُتلت ابنتها اليافعة بعد تعرضها للاغتصاب .

شاهد أيضاً

سجال أميركي روسي في مجلس الأمن بشأن دورهما بسوريا والأمم المتحدة تطالب بإجلاء الأطفال المحاصرين في سجن الحسكة

تبادلت روسيا والولايات المتحدة الاتهامات -خلال جلسة لمجلس الأمن الدولي- بشأن أحداث مدينة الحسكة شمال …

مناورات روسية مشتركة مع نظام الأسد.. ماذا وراءها؟ وكيف تقرؤها إسرائيل؟

لا يستبعد المحللون العسكريون في إسرائيل أن يكون التحرك الروسي عند خط وقف إطلاق النار …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *