الرئيسية / مواد مختارة / منظّمة تقيم تدريبات على “القصّة الصحفية” وإدارة المشاريع” لتنمية مهارات النساء السوريات

منظّمة تقيم تدريبات على “القصّة الصحفية” وإدارة المشاريع” لتنمية مهارات النساء السوريات

صدى الشام – نور المراد

 

يتركز عمل معظم منظمات المجتمع المدني التي تعمل من أجل تمكين النساء في الداخل السوري على برامج نظرية في مجالات مختلفة، فيما يغيب عن برامج تلك المنظمات الجانب العملي الذي من شأنه تحقيق الأهداف الفعلية المرجوة من مشاريع تمكين المرأة

لكن جمعية “رفقاً” النسائية، أوجد تدريباتٍ مخصّصة للنساء خارج السياق، حيث تقوم هذه التدريبات على جانبٍ عمليٍ بحت، ما يعود بالفائدة على النساء المستفيدات من هذه البرامج التدريبية.

وتحدّثت وضحى العثمان، مديرة جمعية “رفقا” النسائية التي تتخذ من مدينة الريحانية التركية مقرا لها لـ “صدى الشام” عن جمعية رفقا وﺁلية عملها، قائلةً: “إن الأساس الذي تقوم عليه جمعية رفقا هو الاهتمام بالتمكين الفكري والمهني للمرأة ورفع سويتها، وذلك عن طريق تدريبات تقدمها للنساء اللواتي تستهدفهنَّ الجمعية والتي ترتبط ببناء القدرات الفكرية والمعرفية والمهارات الحياتية بكافة اتجاهاتها، مثل مهارات تواصل،مهارات تواصل اجتماعي، مهارات العلاقات العامة”.

 

تدريبات ودعم للنساء

تقيم جمعية “رفقًا” عدّة تدريبات منظّمة بشكل شهري، منها تدريبات اعلامية تقوم بها الجمعية بالتعاون مع “الشبكة السورية للإعلام المطبوع” وشبكة الصحفيات السوريات.

كما أنتجت “رفقًا” كتيّبين اثنين، الأول حمل اسم “زهور فوق الركام” والثاني مجموعة قصص كتبتها المتدربات المستهدفات خلال ورشات التدريب.

أما بالنسبة للشق المهني فتخضع المتدربات إلى ورشات تخطيط استراتيجي، وورشات ادارة مشاريع صغيرة وبعد تكوين الفكرة الكافية لبدء مشروع صغير تقوم “جمعية رفقًا” بتأمين دعم يكون عبارة عن قرض بدون فوائد، يسترد على شكل أقساط شهرية بعد بدء المتدربة بمشروعها.

وتقول العثمان: “إن لدى الجمعية فريق رفقًا الميداني وهو فريق يقوم بزيارة النساء الأرامل ومرضى السرطان والجرحى ويقدم لهم دعم نفسي ودعم مادي أحيانا وفقًا لتوفر ميزانية مالية لدى الجمعية، كما تقيم الجمعية نشاطًا ثقافيًا، حيث تنظم كل شهرين أمسيات شعرية ومسرحيات وقصص تتعلق بالواقع السوري”.

وتقُام معظم هذه النشاطات في مدينة الريحانية الحدودية والبلدات المحيطة بها، كما يوجد في الداخل السوري مركزًا تابعة للجميعة في حماة وريفها وهي “الهيئة العامة للمرأة” وتضم 1600 منتسبة، حيث يقدّم المركز التدريبات ذاتها التي تقام في مدينة الريحانية، ضمن مشروع بناء قدرات مهنية وفكرية.

وترى العثمان، أنه بسبب الحرب أصبحت المرأة من أكثر المتضررين في المجتمع وأصبحت هي المعيلة لأسرتها، فكانت فكرة العمل على شقين أحدهما رفع سوية المرأة ومهاراتها الفكرية وذلك عن طريق عدة ورشات متتالية تتركز على المهارات الحياتية ومهارات التفاوض الاجتماعي، أما الشق الآخر فهو التدريب المهني مثل ادارة مشاريع صغيرة.

 

تركيز على الفئة العمرية

أمّا الفئة المستهدفة في هذا المشروع، فهي النساء بشكل عام وخاصة الفئة العمرية بين 18 عام وما فوق، حيث كان المشروع كخطة أولية يستهدف أكثر من 300 سيدة ولكن بسبب الظروف والتطورات الأمنية اقتصر التدريب على 50 سيدة فقط، بحسب العثمان

أما بالنسبة لطرق قياس نجاح هذه المشاريع بينت العثمان أن الجمعية تقيس نجاح مثل هذه المشاريع من خلال استبيانات تجريها مع النساء اللاتي خضعن للتدريب، ومن خلال طريقة تعايش المتدربات مع الواقع الاجتماعي بعد خضوعهنَّ للتدريب ومقارنته بواقعهن قبله.

وعن الصعوبات التي تعانيها الجمعية قالت العثمان: “إن أبرز الصعوبات هي الوضع الأمني وعدم الاستقرار في المنطقة التي يتم فيها التدريب، ففي بعض الأحيان يتم نقل مكان التدريب بسبب القصف بالاضافة الى الصعوبات المالية نتيجة عدم توفر دعم مالي كافي”.

تدريبات على إدارة المشاريع

ومن بين مشاريع جمعية رفقًا، هو مشروع تدريبي على ادارة المشاريع ويقوم على متابعة مدى استفادة بعض المشاركات في هذا المشروع، ووفقًا لمتابعة نتائج تقييم المتدرّبات، تبين أن معظمهنَّ لم يكن لديهن اعتراضات تذكر على المنهاج الذي تم اعطائه خلال التدريب فيما أجمعنّ على ضرورة اقتران هذا النوع من التدريب ببرامج تمول بعض المشاريع.

المتدربة وهاد نعسان، وهي معلمة صف، لم تكن تعول على التدريب في إيجاد فرصة عمل وإنما كانت ترى فيه فرصة لاكتساب الخبرات والمهارات التي تساعدها في ادارة اي مشروع في حال وجدت الفرصة المناسبة.

تقول النعسان لـ “صدى الشام”: “إن التدريب بالنسبة لها قد حقق كل الأهداف التي كانت ترجوها منه لكنها أوضحت أن التدريب الذي خضعت له خلال الدورة كان بحاجة الى مشروع اخر يمول النساء اللاتي خضعنَ للتدريب ويمتلكنَ رؤية لمشاريع وذلك من أجل تطبيق ما تم اكتسابه من مهارات ومعارف بشكل عملي ضمن مشاريع حقيقية وهو الأمر الذي لم يتحقق وبالتالي فإن كل المعلومات التي تم اكتسابها في إدارة المشاريع قد تُنسى مع الزمن في حال لم يتم تطبيقها عمليا خاصة أن معظم النساء المتدربات يعشن أوضاع مادية مأساوية ولا يمتلكن اية امكانيات من أجل القيام بمشاريع على نفقاتهنَّ الخاصة”.

تتّفق معها بالرأي المتدربة ريما العبود التي تعمل أيضًا معلمة صف قائلةً: “إن التدريب كان مفيدًا جدًا لها على صعيد اكتساب الخبرة في ادارة المشاريع موضحة أنها تتمنّى الحصول على فرصة عمل ضمن مجال التدريب الذي خضعت له”.

وأضافت العبود: “كنا نتمنى من الجهة التي أجرت التدريب أن تكون أمنت تمويلات لبعض المشاريع وفي حال تعذر تأمين تمويل لإقامة مشروع، كان من المفترض تأمين عدد من فرص العمل ضمن مشاريع قائمة من أجل تطبيق ما تم تعلمه خلال البرنامج التدريبي”.

نيرمين الخليفة مديرة المشاريع برابطة المرأة المتعلمة قالت: “عملنا على مشروع للدمج المجتمعي من خلال منظمتنا (رابطة المرأة المتعلمة)، والهدف منه هو تمكين النساء المهجرات والمقيمات مهنيًا “فن الموازييك والرسم على الزجاج” بالاضافة إلى التمكين السياسي والقانوني، بحيث استهدفنا حوالي 60 سيدة وفتاة لتدريبهن”.

وبالنسبة لطرق قياس نجاح التدريبات أوضحت خليفة  أن لدى المنظمة وسائل قياس تقوم بها من خلال جداول الحضور وأيضا يتم العمل على تنظيم استبيانات قبلية وبعدية للمشروع بالاضافة الى قصص نجاح قامت بها المتدربات.

واجهت منظمة “رابطة المرأة المتعلمة” صعوبات عديدة كباقي المنظمات في الشمال السوري مثل عدم الاستقرار الأمني وتهديد النظام لريف ادلب، الذي كان من أحد الصعوبات اضافة الى غلاء أسعار المواد بسبب انخفاض سعر الليرة السورية.

أما بالنسبة للمشاريع التي أقيمت مؤخرًا، بيّنت خليفة أنهم أنجزوا تدريبًا على القصة الصحفية بالشراكة مع جريدة “سوريتنا” وأوضحت أنهم دربوا مجموعة من الفتيات اللاتي يمتلكن خلفية سابقة عن الكتابة ولكن لسنَ متمكنات من الكتابة الصحفية.

وأكلمت خليفة، أن الهدف من التدريب هو توثيق قصص النساء المهجرات من المحافظات السورية الاخرى الى ريف ادلب في الشمال السوري، وتدريب مجموعة من الفتيات المهتمات في الكتابة الصحفية، مشيرةً إلى أنه بعد الانتهاء من التدريب كتبت الفتيات قصصًا حقيقية لمهجّرات وتم نشر القصص في ملحق خاص تم إعداده مسبقًا لنشر هذه القصص، حيث كان لهذا المشروع مردود مادي ومعنوي على الفتيات حيث تقاضت الفتيات تعويضات عن كل قصة.

 

فوائد تدريبية

تواصلت “صدى الشام” مع متدربات في مشروع “القصة الصحفية” ومن احدى هذه المتدربات غيثاء الابراهيم، التي أوضحت أنها شاركت بالتدريب في أوّل تجربة لها بكتابة القصص الصحفية.

وقالت: “إن التدريب كان له أثر على الصعيد العملي، حيث فتح لي الباب أمام محاولات جديدة وأعطاني تفاؤل بأن الإنسان قادر على النجاح والمثابرة في أي مجال”، مشيرةً إلى أنّها تقرأ الآن قصصًا وكتبًا حتى تتمكن من الكتابة بطلاقة أكثر.

أما على الصعيد النفسي توضّح الإبراهيم، أن حياتها قبل التدريب كانت روتينية ولم يكن لديها اطلاع على بعض القصص والتجارب من حولها، أما الآن فهي أكثر انتباهًا لما يجري حولها من أحداث وأكثر حبًا للمطالعة والقراءة حيث خصصّت ساعة يوميًا لقراءة القصص والمقالات لتجمع ذخيرة، من أجل كتابة القصص الصحفية كما أنّها أصبحت تهتم بتنمية نفسها ثقافيًا وأصبحت تشعر بمعاناة المهجرين وتتعاطف معهم بشكل أكبر من السابق.

وتنصح الإبراهيم، كل من لم تسمح لها الفرصة في خوض هذا التدريب أن تكون لها تجربة فيه لأنه “يعطي للانسان فرصة في صقل شخصيته أكثر، ويسمح له بالتعرف على ما يجري من حوله من أوجاع الناس ومعاناتهم والشعور بها” حسب تعبيرها.

المتدربة تيماء دمقاق، كانت من المتدربات في مشروع القصة الصحفية وبينت أنّها قامت بالتدريب مع عدد من الفتيات، واستطعنَ تعلم فن كتابة القصة الصحفية المستوحاة من واقع الحرب على السوريين المهجرين ، منها قصص نجاح ومنها قصص معاناة، وأوضحت أنه كان هناك عدد من المدرّبات مهمتهم إصلاح الأخطاء النحوية خلال كتابة المتدربات للقصة الصحفية.

تم إنجاز هذه القصة الحقوقية بدعم من منظمة صحفيون من أجل حقوق الإنسان (JHR) وصندوق الأمم المتحدة للديمقراطية UNDEF

شاهد أيضاً

سجال أميركي روسي في مجلس الأمن بشأن دورهما بسوريا والأمم المتحدة تطالب بإجلاء الأطفال المحاصرين في سجن الحسكة

تبادلت روسيا والولايات المتحدة الاتهامات -خلال جلسة لمجلس الأمن الدولي- بشأن أحداث مدينة الحسكة شمال …

مناورات روسية مشتركة مع نظام الأسد.. ماذا وراءها؟ وكيف تقرؤها إسرائيل؟

لا يستبعد المحللون العسكريون في إسرائيل أن يكون التحرك الروسي عند خط وقف إطلاق النار …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *