الرئيسية / مجتمع واقتصاد / مجتمع / يطمح لحكم سوريا.. جمال أبو الورد لـ “صدى الشام”: أنا مع النظام الرئاسي
جمال أبو الورد (انترنت)

يطمح لحكم سوريا.. جمال أبو الورد لـ “صدى الشام”: أنا مع النظام الرئاسي

صدى الشام – عماد كركص

أثار إعلان “عالم الرياضيات” السوري جمال أبو الورد عزمه ترشيح نفسه لرئاسة سوريا في الاستحقاق الانتخابي القادم 2021، أثار ضجة بين أوساط السوريين الذين يتخذون موقفاً معارضاً للنظام.

إعلان أبو الورد عن ترشحه للانتخابات جاء في خلال لقاء مع وكالة “أنباء تركيا” التي أشار لها “سأقدم أوراق ترشحي لرئاسة الجمهورية العربية السورية بشكل مستقل، بصفتي عالم رياضيات سوري، بعيداً عن أي تكتل أو حزب سياسي، وذلك إن تمت العملية الانتخابية تحت ضمانات دولية بإشراف الأمم المتحدة، وسأعمل على بناء دولة المؤسسات وبناء سورية المستقبل”.

وسرعان ما احتل الخبر عناوين المواقع ووسائل الإعلام التواصل السورية، ولا سيما المعارضة منها على وجه الخصوص، والتقفها معظم السوريون بشكل إيجابي.

واشترط أبو الورد أن يرتبط ترشحه بتوفير “ضمانات دولية لسير هذه الانتخابات المصيرية، في جو من النزاهة والديموقراطية وذلك بأن تشرف عليها هيئة مراقبة مستقلة دولية”.

وأوضح الورد لوسائل إعلام مختلفة أن ترشحه للانتخابات لا يندرج تحت منافسة بشار الأسد الرئيس الحالي للنظام السوري، وإنما بعد إزاحته عن السلطة، موضحاً: “رغم أن هذا الأمر ليس طموحي، لكنني سأترشح للمساهمة بالعمل لأجل شفاء وطني سوريا من الجراح والتمزقات والدمار التي لحقته منذ سنين، وعودة الحياة الطبيعة لسوريا وللشعب السوري الذي أنهكه الوضع الحالي، وكذلك عودة أبناء الوطن من كل أنحاء العالم إلى حضن سوريا حرة مستقلة، وهذه الأمور لن تتحقق إلا برحيل الوجوه التي تسببت بالخراب، وأولها بشار الأسد”.

“صدى الشام” كان لها حديث مع أبو الورد بعد هذه التصريحات، وسألته فيما إذا كان يعتقد أن النظام الحالي سينتهي لحين حلول الاستحقاق الانتخابي؟ فأجاب: “إن النظام منهار أخلاقياً وسياسياً واقتصادياً، وكل جرعات الإنعاش وعمليات إعادة التدوير لن تجدي له نفعاً، وفي الواقع إن المشكلة الأساسية هي أننا أمام احتلال متعدد الأشكال ومتمرس بالإجرام ويفتقد لأدنى مقومات الإنسانية، لأن ما فعله الروس والإيرانيون والمليشيات الطائفية من جرائم إبادة جماعية بحق شعب طالب بالحرية تجاوز جرائم الحرب وتعدى مرحلة الإرهاب الدولي المنظم، ومن هنا نجد أن نظام منتهي ومن يتحكم بمقدرات سورية هم الروس والإيرانيين وبدعم إسرائيلي واضح للعيان، لأن المهمة الموكلة إليه هي تدمير سورية ونهب ثرواتها والوصول بها لدولة فاشلة مدمرة، وسقوط النظام وإعلان دفنه مرتبط بالمتغيرات الدولية، والتي ستصل حتما للتخلص منه لكنه بعد تحقيق مصالح الدول“.

ويتابع أبو الورد في هذا الإطار: “في هذه المرحلة يجب أن يكون لقوى الثورة والشعب السوري رؤية يستطيعون من خلالها الاستعداد لبناء الدولة، من خلال التوحد حول قيادة شعبية وطنية لاختيار رئيس للجمهورية وحكومة يقع على كاهلها عبء كبير، لتضميد جراح سورية ووضع برامج تنموية ومشاريع لإعادة إعمار ما تم تدميره، والمهمة رغم صعوبتها ومدى الدمار الذي لحق بالبلاد يمكن تجاوزها بهمة وعزيمة أبناء الشعب السوري، لأنهم دمروا البنية التحتية للبلاد لكنهم لم يستطيعوا إخماد روح التحرر والوطنية عند أبناء هذا الشعب، وأملنا في بناء سورية المستقبل هو الإنسان السوري الذي أثبت قدرته على العطاء والإنتاج في كل مكان حل فيه، وكما نعلم، من أراد أن يبني دولة قوية عليه أن يبني إنسانا قوياً، وأصبح أبناء سورية رجال أشداء عجزت أقوى و أعتى قوى العالم من إخماد تطلعاتهم لحياة حرة كريمة، وسورية تمتلك طاقة بشرية هائلة من الشباب المتنور المفكر، والذي يتوق لبناء وطنه، والشباب هم الركيزة الأساسية في بناء سورية المستقبل، وأنا اتطلع لبناء دولة المؤسسات والقانون والتي سيكون على رأس أولوياتها كرامة الإنسان، والعمل على التخلص من الاحتلال على اختلاف مذاهبه وأشكاله، والذي استباح السيادة الوطنية بشكل غير مسبوق”.

وقلنا لأبو الورد الذي يطلق عليه البعض “خوارزمي سوريا” أنه ليس من الضروري أن يملك العالم في مجال الرياضيات أو غيرها من العلوم كفاءة سياسية لإدارة البلاد، فعلق على ذلك بالقول: “إن القيادة وإدارة البلاد تحتاج إلى العدل ومحاربة الفساد وامتلاك الرؤية المستقبلية، والفكر المبدع هو فكر خلاق ومتجدد دائما يتطلع للأفضل، وعندما يتمتع الراعي بالنزاهة والتفاني من أجل وطنه لن يتجرأ أي شخص أو مسؤول على استغلال منصبه أو الانغماس بالفساد”.  

ويتابع: “أنا شغلت العديد من المناصب الإدارية السابقة من عضو مجلس محافظة وأمين سر مكتب التربية والتعليم وغيرها (قبل الثورة)، وحتى معاون وزير التعليم العالي (في الحكومة السورية المؤقتة)، وعلى دراية وإلمام بأغلب المفاصل الإدارية في الدولة، والرجل الذي يمتلك الفكر العلمي والرياضي يكون عنده العديد من الحلول للمشكلات التي تواجهه، وأجدادنا عندما قادوا العالم لم يدرسوا العلوم السياسة، لكنهم كانوا يتمتعون بالذكاء والعبقرية التي توجوها بالعدل والإخلاص والقيم الأخلاقية فكانوا سادة العالم”.

وعن تصوره للحكم والسلطة يقول أبو الورد: “يجب أن تكون السلطة مدنية، وتكون هناك دولة مؤسسات، وأهم ما فيها إبعاد الجيش عن القرارات السياسية والمدنية، وحصر مهمته في حماية حدود الدولة وسيادتها، ولن يكون هناك تدخلات في السلطة التنفيذية والمدنية، لأن حكم العسكر يعني دولة فاشلة بكل المقاييس في العالم الثالث”.

مضيفاً: “نظرتي لموقع الحكم تدور حول بناء دولة المؤسسات بعيداً عن التسلط الفردي وحصر المؤسسة العسكرية والجيش في الدفاع عن البلد وحماية الشعب والدستور، الذي يكتبه الشعب وليس الولاء لشخص بذاته، لأن الجيش عندما يدافع عن الوطن سيدافع عن الرئيس المنتخب ولن ينحاز إلا لقرار الشعب، أما إن كان العكس فإن ذلك سيسيئ لسمعته ويتحول من جيش دولة إلى مليشيا تحمي رئيس عصابة يسرق مقدرات البلاد وهم (يعفشون) ويسرقون أملاك الشعب، أنا أريد جيشاً قوياً من أبناء الشعب وولاءه للشعب وليس للحاكم الفاسد”.

وسألنا كذلك “عالم الرياضيات” عن مشاريعه وأولوياته في حال أوصلته الانتخابات إلى سدة الحكم، فأشار إلى أنه “من يتسلم سورية يجب أن يرهن نفسه وحياته لإعادة الإعمار وبناء المؤسسات بشكل علمي ومنظم، لأن سورية قبل تدمير البنية التحتية التي لحقت بها أثناء الثورة كان هناك تدمير للإنسان خلال أربعة عقود من الزمن، ولذلك يجب أن يكون هناك برنامج عمل واضح ومشروع بناء الدولة والانفتاح على كل تجارب الشعوب والدول المتقدمة في كافة المجالات العلمية والاقتصادية والاجتماعية، وسيكون هناك إطلاق للحريات العامة ضمن ثوابت الأمة وأصالتها وعدم المساس بهويتنا الإسلامية والعربية”.

واستفسرنا منه أيضاً فيما إذا كان مع بقاء مركز الرئاسة يمسك على مقاليد الحكم في البلاد، وفي حال كان النظام القادم غير رئاسي، ربما يكون برلماني أو شبه رئاسي، فهل ستتغير طموحاته؟ فأجاب: “أنا أمتلك فكر بناء دولة، وهدفي الوحيد إعادة بناء سورية والنهوض بها، وأنا مع الحكم الرئاسي والجمهوري، والذي أساء له هو من تقلد زمام الأمور في البلاد، وجعل منه مركزاً للتسلط وتوريث الحكم مع الفساد، وأنا ابن الشعب وثورته وانتمائي له فقط، وأتمنى أن أساهم في تحقيق آمال وطموحات أبناء وطني، وهذا هو طموحي الوحيد”.

وجمال أبو الورد من مواليد محافظة ادلب قرية كفر جالس عام 1971، مجتهد في مجال الرياضيات اكتشف حوالي ٤٢ قانوناً وقاعدة جديدة في علم الرياضيات، بالإضافة لكونه ساهم في تأليف العديد من المناهج الدراسية في هذه المادة، وألف العديد من الكتب أهمها كتاب “نزهة العقول في جبر الأعداد” عام ٢٠١٦، والذي يقول عنه أنه أكمل من خلاله ما توصل له عالم الرياضيات محمد بن موسى الخوارزمي.

شاهد أيضاً

معوقات تحد من وصول الطالبات السوريات للتمثيل المتساوي في العمل الطلابي النقابي

قتيبة سميسم – أنقرة تفرض العادات والتقاليد المرتبطة بالموروث الاستبدادي الذي خلفه نظام الأسد على …

“دار الحياة” جرعة أمل لمرضى السرطان السوريين في تركيا

مريم سريول بعد زلزال السادس من شباط الماضي تم إيقاف دخول المرضى من شمال سوريا …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *