صدى الشام – فادية سميسم
دخل وقف إطلاق النار الجديد في الشمال الغربي من سوريا يومه الـ 25 وسط تصعيد “محدود” من قبل قوات النظام على محافظة ادلب، فيما لا تزال قوات النظام تضغط ناريا على تلة الكبانة في ريف اللاذقية الشمالي، في وقت خطى الجانبان التركي والامريكي خطوة جديدة باتجاه انشاء منطقة آمنة في الشمال الشرقي من سوريا يبدو ان تفاصيلها لا تزال محل بحث بين الجانبين.
وذكر المرصد السوري لحقوق الانسان “أن اشتباكات عنيفة اندلعت منتصف ليل الاثنين – الثلاثاء” بين الفصائل المقاتلة، وقوات النظام على محور تل جعفر شمال شرق مدينة خان شيخون بريف إدلب الجنوبي، مشيرا الى أن قوات النظام سيطرت على عدة نقاط بمحيط التل عقب الاشتباكات التي استمرت لعدة ساعات متواصلة، مما أدى لمقتل 4 عناصر من قوات النظام و2 من مقاتلي الفصائل.
وقالت مصادر عسكرية من المعارضة السورية المسلحة لـ “صدى الشام” “إن قوات النظام السوري حاولت فجر اليوم التقدم على محور “تل جعفر” 2.5 كلم شرق مدينة خان شيخون، حيث اندلعت مواجهات عنيفة مع مقاتلي المعارضة و”هيئة تحرير الشام”.
وأوضحت المصادر أن الاشتباكات أدت إلى مقتل خمسة عناصر على الأقل من قوات النظام وجرح آخرين، فيما قتل عنصران من المتصديين للهجوم.
وأضافت المصادر أن قوات النظام حاولت التقدم إلى “تل جعفر” بهدف إنشاء تحصينات حيث استقدمت القوات آليات هندسة وجرافات، مشيرا إلى أن مقاتلي المعارضة دمروا خلال المعركة جرافة لقوات النظام بعد إصابتها بصاروخ موجه.
وذكرت المصادر أن القوات التي حاولت التقدم جاءت من محور بلدات عطشان التمانعة الواقعة شرقي خان شيخون، مرجحة أن النظام ينوي تدعيم جبهة المنطقة قبل محاولة التقدم شرق الطريق الدولي في محور قرية التح.
ونوهت المصادر على أن المحور المذكور شهد مؤخرا تدعيم النظام لمواقعه بتعزيزات عسكرية، كما قامت الميليشيات المدعومة إيرانيا بتعزيز تواجدها في المحور أيضا.
وقصفت قوات النظام الثلاثاء عدة مناطق في محافظة ادلب، بالمدفعية منها: ركايا وسجنة وحيش بريف إدلب الجنوبي، وقرية المشيك في ريف حماة.
الى ذلك، لا تزال قوات النظام تقصف محور تلة الكبانة في ريف اللاذقية الشمالي الذي استعصى عليها على مدى نحو 5 أشهر من القتال الذي اشتركت فيه عدة ميليشيات ولكن دون جدوى حيث فشلت في السيطرة عليه.
وذكر المرصد السوري لحقوق الانسان ان عدة طائرات مروحية تابعة للنظام السوري تتناوب على إلقاء البراميل المتفجرة على هذا المحور الاستراتيجي الذي يعد البوابة الرئيسية نحو مدينة جسر الشغور وريف ادلب الغربي برمته.
في الغضون، لا يزال الغموض يلف التفاهمات التركية الروسية حيال الوضع في الشمال الغربي من سوريا، فمن غير الواضح المدى الزمني لوقف إطلاق النار، في ظل أنباء متداولة ولكنها غير مؤكدة عن مطالبة الجانب الروسي بعودة “شكلية” للنظام الى أربع مدن بارزة في محافظة ادلب، هي: جسر الشغور، سراقب، اريحا، معرة النعمان.
على صعيد آخر، خطى الجانبان التركي والامريكي خطوة جديدة باتجاه تنفيذ ما اتفقا عليه حيال منطقة شرقي نهر الفرات في 7 أغسطس/آب الماضي، بعد مفاوضات وُصفت بـ”الصعبة”، بإنشاء “مركز عمليات مشترك” في تركيا لتنسيق وإدارة إنشاء المنطقة الآمنة شمال سورية. وسيّر صباح الثلاثاء، الجانبان التركي والامريكي الدورية البرية المشتركة الثانية في مناطق شرقي الفرات السورية، في إطار جهود تشكيل المنطقة الآمنة.
وأفادت وكالة “الأناضول”، بعبور 4 مدرعات تركية إلى الجانب السوري من قضاء أقجة قلعة التابعة لولاية شانلي أورفة، للمشاركة في الدورية البرية الثانية.
وقالت وزارة الدفاع التركية عبر حسابها في “تويتر” الثلاثاء، إن أفرادًا من القوات الأمريكية والتركية بدأوا بتسيير دوريتهم البرية المشتركة الثانية جنوبي مدينة تل أبيض السورية في ريف الرقة الشمالي، بمشاركة مركبات برية ثقيلة وطائرات من دون طيار.
وذكرت “الأناضول” أن أعداداً كبيرة من الصحافيين تمركزوا عند الحدود السورية التركية لمتابعة مستجدات الأوضاع في شرقي الفرات. وذكر موقع “HABERLER” التركي، أن الدورية البرية الثانية ستستمر مدة ثلاث ساعات تقريبا، وتشمل المنطقة الممتدة من تل أبيض في ريف الرقة الشمالي إلى رأس العين في ريف الحسكة في الشمال الشرقي من سوريا.
من جانبه، قال المرصد السوري “أن الدورية المشتركة ستتجول بمسار طوله /30/ كلم، وحتى عمق /9/ كلم، حيث سيبدأ المسار من قرية رفح الحدودية شرقي تل أبيض /16/ كلم، لتتجه شرقاً نحو قرى شمال سلوك في ريف الرقة الشمالي.
وأشار الى أن القوات المشتركة بالدورية ستقوم بعمليات كشف على النقاط التي رُدمت منذ فترة عبر مسار الـ/30/ كلم عبر قرى الخويتلة وتل النفرق وقلاج مروراً بطريق سلوك تل أبيض الرئيسي وقرية عمر حالول وجنداوي. وكان أعلن قائد ما يُسمّى بـ”مجلس تل أبيض العسكري” التابع إلى “قوات سورية الديمقراطية” (قسد) خليل لفو، الأحد، البدء بتنفيذ الخطوة الأخيرة من اتفاقية “الآلية الأمنية” مع التحالف الدولي، بقيادة واشنطن، فيما يخص المنطقة الآمنة على الحدود السورية التركية.
وقال لفو، في تصريحات لوكالة “هاوار” الكردية، إنه تم البدء بتنفيذ الخطوة الأخيرة من اتفاقية “الآلية الأمنية”، والتي تمثلت بردم التحصينات العسكرية وانسحاب “قوات سورية الديمقراطية”، التي تمثل الوحدات الكردية عمودها الفقري، من الحدود السورية التركية لتحل مكانها “قوات أمن الحدود”.
وكانت القوات التركية والأميركية نفذت، يوم 8 سبتمبر/أيلول الجاري، الدورية البرية المشتركة الأولى في خطوة باتجاه انشاء منطقة آمنة يبدو أن انقرة وواشنطن لم تصلا الى اتفاق نهائي حول طولها وعمقها، حيث يطالب الاتراك بعمق يصل الى 20 ميلا على طول 422 كيلومتراً من حدودها مع سورية.
فيما تؤكد مصادر في قوات “سوريا الديمقراطية” المسيطرة على منطقة شرقي الفرات وتحظى بدعم كبير من الولايات المتحدة الامريكية أن الاتفاق ينص فقط على انسحاب هذه القوات الى عمق يصل الى نحو 5 كيلومترات عن الحدود السورية التركية.
وسبق لقوات تركية وامريكية أن نفذتا 6 دوريات جوية مشتركة على طول الحدود السورية التركية عبر مروحيات في إطار أنشطة المرحلة الأولى من إقامة المنطقة الآمنة.