صدى الشام/
سيطر تنظيم “هيئة تحرير الشام” على مدينة الأتارب غربي حلب، بموجب اتفاق مع وجهاء المدينة وفصائل من “الجيش السوري الحر”، وذلك بعد يوم من سيطرتها على كامل ريف حلب الغربي، وإنهاء وجود فصيل “حركة نور الدين الزنكي” في المنطقة.
وقالت مصادر محلية إن أرتال من “الهيئة” دخلت صباح اليوم الى المدينة بموجب الاتفاق الذي توصلت اليه مع ممثلين عن أهالي ومقاتلي مدينة الأتارب والذي يقضي بتسلم “الهيئة” للمدينة عسكريا وأمنيا.
وكان التنظيم ” قد حاصر المدينة، أمس، واستهدفها بالرشاشات الثقيلة وسط اشتباكات متقطعة.
وينص الاتفاق على حل فصيلي “ثوار الشام”، و”بيارق الإسلام” التابعان للجيش السوري الحر والعاملان في الأتارب وتسليم سلاحهم، مع بقاء السلاح مع المقاتلين الموجودين على خطوط التماس مع قوات النظام.
وتعهد “تحرير الشام” بعدم ملاحقة أي مقاتل من الفصيلين وتحويل القضايا الشخصية والجنائية الى لقضاء.
كما يقضي الاتفاق بأن تتبع الأتارب أمنيا وعسكريا لـ “تحرير الشام”، بينما ستكون “حكومة الإنقاذ” العاملة في مناطق سيطرة الأخيرة مسؤولة عن الأمور الخدمية والاقتصادية والقضائية.
ومنع “تحرير الشام” القادة والمقاتلين العاملين في مناطق “درع الفرات” و”غصن الزيتون” من الدخول للمدينة.
ومن المقرر في وقت لاحق اليوم، أن يتسلم “تحرير الشام” الحواجز العسكرية على مداخل ومخارج المدينة، وتطبق باقي بنود الاتفاق وترفع حصارها العسكري الذي تفرضه على المدينة.
كما نص الاتفاق على عدم السماح لعناصر وقيادات الكتائب الذين خرجوا إلى ريف حلب الشمالي بالعودة إلى المدينة.
وتعتبر مدينة الأتارب من أبرز المدن غرب حلب التي شاركت بالحراك الثوري ضد النظام السوري و”تحرير الشام”، كما حاول الأخير اقتحام المدينة عدة مرات، إلا أن الأهالي كانوا يخرجون مظاهرات ضدها مما يدفعها للانسحاب منها، كما تعرضت لعدد كبير من الغارات من طائرات النظام وروسيا، التي خلفت عشرات القتلى والجرحى من المدنيين.
وكانت اشتباكات بدأت بين “هيئة تحرير الشام” و”الجبهة الوطنية للتحرير” في عدة مناطق في إدلب وريفها، عقب سيطرة الأول على مساحات واسعة غربي حلب على حساب حركة “نور الدين الزنكي” التي تم ابعادها تماما عن تلك المناطق، فيما احكم “تحرير الشام” سيطرتها على خط التماس بين ريف حلب الغربي ومدينة عفرين بعد سيطرتها على قرية دير سمعان وقلعتها.
وبهذه السيطرة باتت التنظيم يتحكم بالطرق المؤدية من عفرين إلى ريف حلب الغربي، وخاصة طرق شاحنات الوقود.
كما توسعت رقعة الاشتباكات لتشمل محافظة إدلب وريف حماة الغربي، ولم تتمكن “الهيئة” من تحقيق تقدم واسع على حساب الفصائل في هذه المناطق.
غير أن “تحرير الشام” دخل أمس السبت إلى بلدة تلمنس وقريتي الغدفة ومعصران بعد اتفاق مع “فيلق الشام” المنضوي في “الجبهة الوطنية” دون اتضاح تفاصيل هذا الاتفاق.
وكانت “الجبهة الوطنية للتحرير” سيطرت الجمعة، على تلمنس التي كانت تعتبر آخر معاقل “تحرير الشام” شرق مدينة معرة النعمان.
في غضون ذلك، خرجت مظاهرة في مدينة الباب تضامناً مع أهالي مدينة الأتارب وضد ممارسات “هيئة تحرير الشام” في ريف حلب الغربي.
كما فرق مسلحو “تحرير الشام” الليلة الماضية بالرصاص مظاهرة لأهالي مدينة سرمدا بريف إدلب الشمالي نددت بحشد “الهيئة” عسكرياً للسيطرة على مدينة الأتارب.
وعقب هذه التطورات، قالت مصادر إن الفصائل العاملة في منطقتيّ “درع الفرات” و”غصن الزيتون” أعلنت الاستنفار والتجمع بمدينة عفرين بريف حلب الشمالي الغربي، للتصدي لـ “هيئة تحرير الشام”.
ولاحظ مراقبون التجاهل التركي حتى الان للعمليات على الأرض، رغم دخول فصائل “الجبهة الوطنية” المدعومة من تركيا في المواجهات ضد “الهيئة”.
وبعد هذه التطورات التي أفضت الى سيطرة “تحرير الشام” على كامل الريف الغربي وبوابة المنطقة إلى عفرين، باتت تتحكم بأجزاء واسعة من الطريقين الدوليين دمشق- حلب، وحلب- اللاذقية، اللذين يفترض أن يعاد افتتاحهما بموجب اتفاق “سوتشي” بين روسيا وتركيا.