صحيفة بريطانية: نساء سوريات اندفعنَ للعمل لسد الخسائر الفادحة

صدى الشام - حسام عبد الرحيم/

شهدت سوريا في السنوات الأخيرة إقبالاً نسائياً  واسعاً على العمل فالحرب التي يشنّها النظام السوري على المدن والبلدات السورية، انعكست سلباً على أعداد الرجال ولا سيما مع عمليات التجنيد الإجباري التي قام بها النظام لسد النقص في صفوف قواته ما أفرغ الشارع السوري من الرجال.

ونشرت صحيفة الفايننشال تايمز تقريراً أعدّته من العاصمة السورية دمشق عن تناقص عدد الرجال في سوريا بسبب الحرب، ما دفع النساء إلى العمل خارج البيت بشكل “لم يألفه المجتمع السوري التقليدي” حسب وصف الصحيفة.

تقول كاتبة التقرير: “إن الحملة العسكرية التي تشنها الحكومة السورية وعمليات التجنيد الإجباري أحدثت أزمة ديموغرافية في البلاد. فقد قتل نحو 500 ألف شخص في الحرب، 80 في المئة منهم رجال، بحسب المركز السوري للدراسات”.

وتوضّح الكاتبة، تقرير لمنظمة الأمم المتحدة يفيد بأن النساء في سوريا أصبحن مصدر الرزق الأساسي للعائلات، وهن أيضا مسؤولات عن رعاية أفراد الأسرة وتوفير حاجياتهم.

وسحب النظام عشرات الآف الشبّان إلى جبهات المعارك ضد المعارضة السورية، في حين فرَّ مئات آلاف الذكور خارج البلاد خلال السنوات الماضية.

وقدّر المركز السوري للدراسات، أعداد قتلى الحرب خلال سنواتها الثمانية الماضية بنحو 500 ألف شخص على الأقل، 80% منهم من الرجال.

وأكد المركز في تقريرٍ له، أن أشد انخفاض جاء بين الرجال الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و24 عاماً، وذلك تزامناً مع لجوء مئات آلاف الشباب لأوربا ودول الجوار هرباً من الالتحاق بالخدمة العسكرية.

ورغم الضغوط الاجتماعية التي تدفع النساء للتوجه نحو مهن  توصف بأنها نسائية، كالخياطة والتطريز وتصفيف الشعر لكن حاجتهن إعالة أسرهن وسعت سوق العمل أمامهن.

وذكرت مصادر في وزارة العدل لصحيفة “الوطن” المقربة للنظام في شباط 2018، عن تقدم 850 امرأة من أصل 900 شخص تقدموا لشغل وظيفة “محضِر” في المحاكم.

يسعى النظام عبر وسائل إعلامه لتصوير العمل النسائي على أنه مبادرات لتعزيز مكانة المرأة أو تأكيداً على حقهن بالمساواة رغم اتجاه النساء لبعض المهن الصعبة نسبياً تماشياً مع الظروف المعيشية البائسة في ظل غياب أو تغييب معيل الأسرة.