صدى الشام - محمد عجم/
سحق برشلونة مضيفه إسبانيول (4-0)، في ديربي كتالونيا، على ملعب كورنيلا إلبرات، يوم السبت الماضي، ضمن الجولة الـ15 من الليجا ليحافظ على الصدارة، فيما تصدر ليفربول الدوري الإنكليزي الممتاز مستغلا خسارة المتصدر مانشستر سيتي أمام تشيلسي.
صدارة الليغا
وواصل برشلونة صدارته للدوري الإسباني بعد فوزه في ديربي كتالونيا على ملعب مضيفه اسبانيول بأربعة أهداف نظيفة حيث تقدم ليونيل ميسي لبرشلونة، في الدقيقة 17، ثم ضاعف عثمان ديمبلي النتيجة، في الدقيقة 26، وأضاف لويس سواريز الهدف الثالث، في الدقيقة 45، ليعود ميسي ويكمل الرباعية، في الدقيقة 65.
وبذلك، انفرد البلوجرانا بصدارة الليجا، رافعًا رصيده إلى النقطة 31، بينما تجمد إسبانيول عند النقطة 21، في المركز التاسع.
واستمرت مرحلة جس النبض بين الفريقين، لما يقارب العشر دقائق، حيث حافظ برشلونة على هدوئه، مستحوذا على الكرة في وسط ملعب إسبانيول، بينما بقي الأخير متماسكا.
وحصل “البرغوث” على مخالفة، في الدقيقة 17، قرب حدود منطقة الجزاء، حيث نجح من خلالها في افتتاح أهداف اللقاء، بتسديدة رائعة في الشباك الجانبية.
وسيطر وسط ملعب البلوجرانا على اللقاء بشكل كامل، مع نزول ميسي أكثر من مرة، لاستلام الكرة بعيدًا عن منطقة الجزاء.
وقاتل ميسي للاحتفاظ بإحدى الكرات، ونجح في تمريرها لديمبلي، الذي راوغ مدافع إسبانيول، ووضعها بالقدم اليمنى داخل المرمى، في الزاوية البعيدة على طريقته المعتادة، ليضاعف النتيجة لبرشلونة، في الدقيقة 26.
وكاد ميسي أن يسجل الهدف الثالث، بعدما ارتدت الكرة من الحارس لوبيز، لكن تسديدة نجم برشلونة الرأسية ارتطمت بالقائم الأيمن.
ووسط حالة من غياب التركيز وسوء التمركز، من مدافعي أصحاب الأرض، صمم لويس سواريز أن يضع بصمته في المباراة، بتسجيله للهدف الثالث قبل نهاية الشوط الأول، بتسديدة في الزاوية الضيقة، مرت من بين قدمي الحارس.
وفي الشوط الثاني، تناقل نجوم البارسا الكرة بسهولة، ومن ضربة حرة جديدة، وضع ميسي ثاني أهدافه، ورابع أهداف برشلونة، في الدقيقة 65، ليبدأ جمهور إسبانيول في مغادرة الملعب.
وأجرى إرنستو فالفيردي، مدرب البلوجرانا، أول تغييراته في الدقيقة 68، بخروج عثمان ديمبلي، المتألق، ليشرك البرازيلي فيليب كوتينيو، ثم تبعه بتغيير آخر، بدخول منير الحدادي بدلا من لويس سواريز.
وفشل إسبانيول في تسجيل هدف لحفظ ماء الوجه، على ملعبه، بعدما رفض الحكم احتساب هدف أوسكار دوارتي، في الدقيقة 73، بعد مراجعة تقنية الفيديو، لوجود حالة تسلل.
وهدأ اللقاء في الدقائق العشر الأخيرة، حيث حاول لاعبو إسبانيول، زيارة شباك البارسا، دون أي جديد، لتنتهي المباراة بفوز كاسح للضيوف.
استراتيجية فالفيردي
واعتمد إرنستو فالفيردي، مدرب برشلونة، على طريقة لعب (4-3-3) حيث دفع بتير شتيجن في حراسة المرمى، أمامه بيكيه ولينجليت وألبا وسيميدو، بالإضافة لثلاثي الوسط بوسكيتس وفيدال وراكيتيتش، وفي المقدمة ميسي وديمبلي وسواريز.
وعالج المدرب الإسباني، الكثير من الأخطاء والمشاكل التي عانى منها فريقه في الأسابيع الماضية، ومن ضمنها خط الدفاع.
وارتفع مستوى الثنائي بيكيه ولينجليت مع مرور الوقت بشكل رائع، بالتعاون مع جوردي ألبا وسيميدو، لكن لا يزال الظهير البرتغالي في حاجة للتخلص من عادته في التمريرات الخاطئة.
وبخلاف خروج برشلونة للمباراة الثانية على التوالي بشباك نظيفة في الليجا، عاد إيفان راكيتيتش إلى مستواه المعهود، بعدما ظهر بمستوى متواضع في آخر مباراتين.
أما في الشق الهجومي، خرج برشلونة من المباراة بالعلامة الكاملة، بعدما ظهر الثلاثي الأمامي في حالة أكثر من رائعة.
وعاد ميسي إلى مستواه المعهود، حيث استفاد من عودة لويس سواريز، الذي ساهم بتحركاته داخل المنطقة في خلق مشاكل في دفاع إسبانيول، استغلها البرغوث الأرجنتيني بشكل جيد.
وشعر ميسي بمزيد من الراحة رفقة سواريز وديمبلي، حيث اضطر مدافعو إسبانيول، للتواجد دائما مع الشاب الفرنسي يسارًا، لقدرته الفائقة على المراوغة، كما أن خطورة سواريز داخل منطقة الجزاء، أعطى أريحية أكبر لميسي.
وتميز ثلاثي برشلونة بالإبداع وابتكار الحلول دائمًا لتسجيل الأهداف، فميسي سجل لأول مرة في مسيرته هدفين من ضربات حرة في مباراة واحدة بالليجا.
على الطرف الآخر، فشل إسبانيول في تدارك الموقف بعد الهدف الأول، فعلى الرغم من تماسكه في أول 15 دقيقة، إلا أن المشاكل الدفاعية ظهرت سريعا مع استقبال الأهداف.
وأثر غياب ماريو هيرموسو على الشكل الدفاعي القوي لإسبانيول هذا الموسم، كما ظهر وسط الملعب بصورة سيئة للغاية، من حيث الضغط والمساندة الهجومية.
ولم يفلح المدرب روبي في فرض أسلوبه للسيطرة على قوة برشلونة الهجومية، كما غابت الفاعلية الهجومية أمام مرمى الحارس تير شتيجن، الذي لم يجد صعوبة في التصدي للفرص التي وصل بها مهاجمي أصحاب الأرض.
وأبدى إرنستو فالفيردي، المدير الفني لبرشلونة، شعوره بالرضا، بعد الانتصار الساحق برباعية نظيفة وقال فالفيردي، في تصريحات نقلتها صحيفة موندو ديبورتيفو “لم نتوقع هذه النتيجة الكبيرة، دخلنا المباراة بجدية شديدة، لأن إسبانيول خصم صعب داخل ملعبه ووسط جماهيره”.
وأضاف فالفيردي “إسبانيول يمتلك مجموعة جيدة من اللاعبين، دافعنا بشكل جيد أمامهم، وتحكمنا في الكرة”.
ولم يفصح فالفيردي عن نيته بالدفع بنجمه ليونيل ميسي أم لا أمام توتنهام في ختام دور المجموعات بدوري أبطال أوروبا، واكتفى بالقول “سنلعب من أجل الفوز فقط”. وانهال فالفيردي، بالإشادة على النجم الأرجنتيني ميسي، قائلًا “إنه لاعب غير عادي، لقد سجل ثنائية ساحرة”.
عودة ميسي
أكد ليونيل ميسي نجم برشلونة، أن احتلاله المركز الخامس في ترتيب الكرة الذهبية لم يشكل حافزا بالنسبة له من أجل الظهور بأداء رائع خلال فوز البلوجرانا على غريمه إسبانيول في ديربي كتالونيا.
وغاب ميسي الفائز بالكرة الذهبية كأفضل لاعب في العالم خمس مرات عن منصة التتويج بالجائزة لأول مرة منذ عشر سنوات بينما فاز بها لوكا مودريتش لاعب وسط ريال مدريد.
وعما إذا نال دافعا إضافيا قبل هذه القمة لعدم فوزه بالجائزة قال ميسي لمحطة موفيستار “لا”.
وأضاف “دخلنا جميعا اللقاء بحماس وبتركيز وإصرار بسبب الاستاد والمنافس الذي يخوض موسما رائعا”.
وامتدح لاعبو برشلونة زميلهم الأرجنتيني بعد ترتيبه المتأخر في الكرة الذهبية وقدموا له الدعم بعد كلمات الأسطورة البرازيلي بيليه الذي قال إن ميسي يملك قدما واحدة ومهارة واحدة.
كما وصف إرنستو فالفيردي مدرب برشلونة نتيجة التصويت في الكرة الذهبية بأنها “سخيفة” وكال المديح لميسي.
وقال “ماذا يمكنني أن أقول عن ميسي؟ إنه يبدع في كل مباراة. وجوده معنا ثروة لا حدود لها ونحن في حقبة لن تتكرر ويجب أن نستمتع بمشاهدة لاعب مثله”.
صدارة البريميرليغ
إلى ذلك حقق ليفربول فوزا مهما للغاية على بورنموث بأربعة أهداف نظيفة ضمن مباريات الجولة الـ16 من الدوري الإنجليزي الممتاز ليرتقي إلى صدارة الترتيب مستغلا خسارة المتصدر مانشستر سيتي أمام تشيلسي.
وتمكن النجم المصري صلاح من إحراز الهدفين الأول والثاني لليفربول في الدقيقتين 25 و48، بينما جاء الهدف الثالث عن طريق كوك بالخطأ في مرماه بالدقيقة 68، وعاد النجم المصري لإحراز الهدف الرابع للريدز في الدقيقة 77 من المباراة.
وبهذه النتيجة، يرتفع رصيد ليفربول إلى 42 نقطة في صدارة جدول ترتيب الدوري الإنجليزي، بينما توقف رصيد بورنموث عند 23 نقطة في المركز السابع.
وسيطرة ليفربول كانت واضحة منذ بداية المباراة، ولكن بدون هجمات خطيرة حتى نهائية العشر دقائق الأولى، وكان أول تهديد عن طريق ركلة حرة مباشرة في الدقيقة 13 نفذها شاكيري، ولكن الكرة اصطدمت بالحائط البشري وتحولت إلى ركلة ركنية.
وعاد شاكيري ليمرر الكرة إلى صلاح خلف مدافعي بورنموث في الدقيقة 14، حيث سيطر الأخير على الكرة بشكل جيد، ولكنه سددها بشكل غريب بعيدًا عن المرمى.
وظهر بورنموث لأول مرة في المباراة خلال دقيقتين متتاليتين، الأولى في الدقيقة 23 بتسديدة من كينج ولكنها ضعيفة، بينما كانت الفرصة الأخطر لأصحاب الأرض في الدقيقة 24، بعد تمريرة من ستانيسلاس خلف المدافعين لبروكس، الذي سددها بقوة ولكن أليسون يتألق ويتصدى لها.
رد سريع
رد محمد صلاح في الدقيقة 25 على بورنموث بشكل سريع، حيث أحرز هدف التقدم لليفربول، بعدما استغل خطأ بيجوفيتش في إخراج تسديدة فيرمينو، وتابع الكرة في المرمى.
ومنذ الهدف الأول للريدز وحتى نهاية الشوط الأول، حاول بورنموث إدراك التعادل عن طريق الاعتماد على العرضيات والوصول إلى مرمى ليفربول عن طريق الركلات لركنية، ولكن جميعها أخرجها فان ديك أو أليسون بنجاح.
ومع بداية الشوط الثاني، استطاع النجم المصري أن يظهر في أول لقطة في المباراة بالهدف الثاني في الدقيقة 48، بعد تمريرة من فيرمينو، ليمر صلاح من أكي ويضع الكرة بإتقان على يسار بيجوفيتش.
وفي الدقيقة 53 حاول مهاجم بورنموث كينج الحصول على ركلة جزاء بعد تدخل مع أليسون، ولكن حكم المباراة قرر استمرار اللعب.
وفي الدقيقة 68، جاء مدافع بورنوث ستيف كوك ليحطم آمال فريقه، بإحراز هدف في مرماه، بعدما فشل في إخراج عرضية روبرتسون، لتسكن الكرة في الشباك معلنة عن الهدف الثالث لليفربول.
وفي الدقيقة 71، حاول بورنموث الرد عن طريق ركلة حرة مباشرة سددها ستانيسلاس بشكل رائع، ولكن أليسون يتألق ويمسكها بنجاح.
الضربة الثالثة
ضرب محمد صلاح بورنموث للمرة الثالثة في المباراة بهدف رائع جدًا في الدقيقة 77، بعد استغلال تمريرة لالانا والمرور من الحارس بيجوفيتش مرتين، ثم وضع الكرة في الشباك بطريقة رائعة.
وحاول دانيلز في الدقيقة 80، أن يقلص الفارق بتسديدة قوية من خارج منطقة الجزاء، ولكنها تعلو عارضة الحارس البرازيلي أليسون، وحتى نهاية المباراة استسلم بورنموث بشكل كبير للنتيجة، لتنتهي المواجهة برباعية نظيفة للريدز.
وأكد الألماني يورجن كلوب، مدرب ليفربول، أنه لا يهتم بالنظر إلى نتائج الآخرين، وسيحول تركيزه الآن إلى مباراة نابولي المقبلة في دوري أبطال أوروبا، ثم سيركز على مواجهة مانشستر يونايتد في البريميرليج.
وقال كلوب، في تصريحاته أبرزتها شبكة “سكاي سبورتس” عقب فوز ليفربول على بورنموث 4-0: “لقد كانت مباراة جيدة جدًا، حيث سيطرنا على الشوط الأول وأحرزنا هدفًا، ولكننا لم نكن سعداء بشكل كامل عن الأداء”.
وأضاف: “قمنا بتغييرات لأننا بحثنا عن المزيد، ولكن كان هناك العديد من الهجمات المرتدة على مرمى ليفربول”.
وتابع: “صلاح أحرز الهدف الرابع بشكل رائع كما قدم أداء ذكيا، بالإضافة إلى أننا عقب دخول آدم لالانا وساديو ماني للملعب لعبنا كرة قدم مذهلة وهذا بالضبط ما نريده”.
وعن أداء صلاح في المباراة، علق كلوب: “من اللحظة الأولى أثبت أن يمكنه اللعب في المساحات، لقد كان من الرائع أن يحرز 3 أهداف، ونحن نعلم رغبته الكبيرة دائما”.
وتحدث كلوب عن المنافسة على اللقب: “نحن نريد أن نكون جيدين بأفضل طريقة ممكنة حتى نهاية الموسم، وأعتقد أن الطريقة الوحيدة حتى نكون ناجحين، هو أن نركز بشكل كامل على أنفسنا، نحن بالفعل غير مهتمين بالفرق الأخرى، لدينا فقط 3 أيام قبل مباراة نابولي وهي مهمة للغاية، ومن بعدها سنستعد لمانشستر يونايتد.”