صدى الشام - رصد/
“محمد علي” من مزارعي ريف مدينة بانياس في محافظة طرطوس اعتاد كل عام على جمع محصوله من الزيتون الذي كان يصل إلى قرابة 700 كغ لكنه هذا العام لم يحصل سوى على قرابة 200 كغ بسبب ما تعرض له محصول الزيتون من أضرار جراء ظروف الطقس والمناخ التي مرت على المحافظة وأدت لعدم الإثمار.
ونقلت وكالة سانا الرسمية أن محصول الزيتون في مختلف المحافظات السورية هذا العام يعاني في انخفاض في الإنتاج مقابل ارتفاع في الأسعار.
وأرجعت الوكالة التي يديرها نظام الأسد سبب إنخفاض المحصول إلى “المعاومة والتغيير المناخي وأسباب أخرى”، وقالت إنها ألحقت أضرارا بمحصول الزيتون للموسم الحالي في عدد من المحافظات ولا سيما في طرطوس واللاذقية وحماة.
ونقلت عن مهندس زراعي من منطقة بانياس أن الأضرار التي لحقت بمحصول الزيتون كانت نتيجة التغيرات المناخية والأمطار وانتشار ذبابة ثمرة الزيتون التي لم يلتزم المزارعون بمكافحتها إضافة إلى قلة الاعتناء بالشجرة بشكل عام ما أدى إلى سقوط الثمار مشيرا إلى ضرورة الالتزام بتعليق المصائد الفرمونية للقضاء على الحشرة.
انخفاض كبير
وقدرت مديرية زراعة طرطوس التابعة للنظام أن إنتاج الموسم الحالي من الزيتون بنحو 63 ألف طن في حين كان في العام الماضي 163 ألف طن بانخفاض قدره 100 ألف طن.
وانخفاض الإنتاج ينعكس سلبا على توافر المادة في الأسواق وبالتالي غلاء أسعار زيت الزيتون والزيتون المخصص للتخليل.
وقالت المواطنة “إيمان”: “إن سعر تنكة زيت الزيتون الخريج بلغ 40 ألف ليرة سورية في حين تتفاوت قيمة الزيت الأخضر حسب البائع بين 30 و35 ألف ليرة أما سعر كيلو الزيتون للمونة فيبلغ 400 ليرة.”
ويبلغ إجمالي المساحات المزروعة بأشجار الزيتون في محافظة طرطوس بنحو 76 ألف هكتار وعدد الأشجار الكلي نحو 11 مليون شجرة منها 10 ملايين شجرة في طور الإثمار.
الحال ذاته ينطبق على محافظة اللاذقية فالتقديرات الأولية لإنتاج الزيتون لهذا العام بحدود 44 ألف طن وفقا لـ”دائرة الزيتون” بـ”مديرية الزراعة” التابعة للنظام في اللاذقية.
أما في حماة فتركزت أضرار محصول الزيتون في الريف الغربي للمحافظة ولا سيما في منطقتي مصياف والغاب حيث مني المزارعون بخسائر كبيرة.
ويشار إلى أن إنتاج محافظة حماة من محصول الزيتون يقدر سنوياً بنحو 63 ألف طن غير أن هذا الموسم وجراء ما أصاب المحصول من أضرار من المتوقع انخفاض الإنتاج بشكل كبير دون وجود مؤشرات أو إحصائيات نهائية للموسم حتى الآن.
تغير المناخ
ويزعم رئيس “دائرة الزيتون” في اللاذقية “عمران إبراهيم” أن سبب قلة الإنتاج هو التغير المناخي الذي طرأ ولا سيما قبل موسم الإزهار والعقد حيث لم يتحقق مجموع ساعات البرودة اللازمة للإزهار والعقد ما ترتب عليه فيما بعد زيادة في كمية الثمار البكرية التي هي بالمجمل حساسة لأي تغير مناخي أو بيئي.
وأضاف أنه وفق هذه التغيرات في المناخ تم تقديم موعد القطاف لمحصول الزيتون لهذا العام وحددته مديرية الزراعة بدءا من يوم 22 من أيلول الماضي تماهيا مع الظروف المناخية التي سادت المنطقة وكان لها تأثير سلبي على المحاصيل الزراعية ولا سيما الزيتون والتين والرمان والعنب فضلا عن قيام المديرية بحملات مكافحة مجانية لذبابة الزيتون وعلى مرحلتين كما تم توزيع الأدوية الجاذبة التي تستخدم في المصائد “البيوفوسفات والفرمونات والهيدرليبزات”، مجانا.
وقال إنه تم تشكيل لجان لمتابعة عمل المعاصر بشكل دوري بعد أن تم وضع الشروط الفنية المطلوبة للعصر وتوزيعها على المعاصر فضلا عن تكثيف النشاط الإرشادي الخاص بالفلاحين من أجل عمليتي القطاف والنقل الصحيحتين لمحصول الزيتون.
وفي حماة قال “رفيق عاقل” وهو عضو المكتب التنفيذي لقطاع الزراعة في حماة التابع للنظام إن الأضرار التي طالت محصول الزيتون لهذا الموسم جاءت نتيجة العوامل الجوية التي سادت المنطقة كقلة معدلات الهطول المطري والارتفاع المبكر في درجة حرارة الطقس والرطوبة العالية التي أدت إلى النضوج المبكر للثمار وتساقطها بنسبة كبيرة.
وأضاف عاقل كسابقية أن تقصير المزارعين وتقاعسهم عن رش حقول وأشجار الزيتون بالمبيدات الحشرية وعزوفهم عن استخدام المصائد الفرمونية والغذائية للحشرات التي تصيب عادة محصول الزيتون وعلى رأسها ذبابة الزيتون أدى إلى إصابة مساحات كبيرة من حقول الزيتون بهذه الآفات الحشرية التي أسفرت عن ذبول الثمار وتساقطها وبالتالي تلفها.
وحمل عدد من المزارعين المتضررين في محافظة حماة مديرية الزراعة والإرشاديات جانبا من المسؤولية عن تضرر وتلف محصولهم مشيرين إلى أنه في هذه الظروف الاستثنائية التي واجهت محصولهم وجراء العوامل الجوية التي عمت المنطقة كان من المفترض على المعنيين في الزراعة توعيتهم بشكل أكبر حول المخاطر التي تتهدد محصولهم والمبادرة إلى تقديم كل أوجه الدعم لهم وتامين المبيدات ومستلزمات الرش ولا سيما أن غالبية الفلاحين في المناطق المتضررة لا تسمح ظروفهم المادية بتقديم الخدمات اللازمة لحقولهم الأمر الذي ساهم في تدهور المحصول وتساقط الثمار.