الرئيسية / سياسي / ميداني / مواد محلية مختارة / نزوح جديد في إدلب ومعاناة بعد معاناة
المخيمات في شمال إدلب باتت أكثر أمنا من ريف إدلب الجنوبي - انترنت
المخيمات في شمال إدلب باتت أكثر أمنا من ريف إدلب الجنوبي - انترنت

نزوح جديد في إدلب ومعاناة بعد معاناة

صدى الشام - أيهم العمر/

لم يكد “أبو محمد” يستقر في مدينة جسر الشغور بريف إدلب الغربي بعد التهجير من الغوطة الشرقية إلا وجاءتهم الطائرات التي أجبرتهم على النزوح مرة أخرى رفقة أهالي مدينة جسر الشغور والريف المحيط بها، ليس خوفا من القصف فقط إنما خوفا من استنشاق الموت.

يقول “أبو محمد” في حديثه مع “صدى الشام”: “ما شهدناه في الغوطة قد يتكرر حاليا في المنطقة، التهديد باستخدام السلاح الكيماوي واضح، النظام هدد قبل استخدامه في الغوطة ونفذ تهديده لذلك فضلنا النزوح مرة أخرى، والآن أبحث عن مكان للإقامة في مدينة الدانا.”

ويتعرض ريف إدلب الجنوبي الشرقي والغربي والجنوبي لتصعيد مستمر من قبل الطيران الحربي التابع لنظام الأسد والطيران الروسي فضلا عن القصف الصاروخي والمدفعي من معسكرات النظام المحيطة بالمنطقة ما أدى لحركة نزوح جديدة تتزايد مع استمرار التصعيد.

 

ضياع عند الحدود

وبدوره يروي “محمد عبد الله ” أحد المهجرين إلى إدلب استغلاله من قبل من وصفهم بـ”تجار الموت” وهم المهربون الذين يعملون في تهريب البشر عبر الحدود إلى تركيا.

وقال في حديث مع “صدى الشام” إنه بعد فراره من عمليات القصف قرر الرحيل إلى تركيا، لكن المهربين طالبوه بدفع مبلغ ضخم مقابل إدخاله إلى تركيا، مضيفا : “هذا أسبوعي الثاني وأنا أتنقل بين المهربين كي أدخل أنا وزوجتي وطفلتي الصغيرة هربا من الكارثة التي بدأت في جنوب إدلب، ولكن كلهم يطلبون مبالغ ضخمة لست قادرا على دفعها.”

ويضيف: “لا يمكنك بأي شكل من الأشكال الدخول إلى تركيا دون المهرب فأنت معرض للموت بسبب القبضة الأمنية الشديدة للجيش التركي عند الحدود، والمهرب لا يقبل إلا بدفع مبلغ كبير.”

ويقول “أحمد الإدلبي” بن مدينة جسر الشغور الذي هرب مع عائلته باتجاه المناطق الحدودية مع تركيا التي ابتعدت عن القصف وباتت أكثر أمنا من جنوب إدلب إنه يحاول إيجاد منزل يؤويه في مدينة الدانا لكن المنزل الذي وجده كان إيجاره مائتي دولار أمريكي، مضيفا لـ”صدى الشام”: “وكأنني قادم للسياحة”.

وتشهد محافظة إدلب ومناطق عمليتي “غصن الزيتون” و”درع الفرات” كثافة سكانية كبيرة وذلك عقب تحول تلك المناطق إلى ملجأ للسوريين الهاربين من جرائم نظام الأسد، والمهجرين عقب اتفاقات “المصالحة” التي أجبرت عليها المناطق الثائرة ضد النظام.

وبدأ النظام باستهداف المشافي والمراكز الحيوية ومراكز الدفاع المدني في مناطق من ريف حماة الشمالي وخاصة مدينة اللطامنة التي تعتبر مع مدينة مورك خط الدفاع الأول عن محافظة إدلب، إذ تعتبر اللطامنة البوابة الجنوبية لمحافظة إدلب وهو ما أثار الخوف في نفوس المواطنين ودفعهم إلى النزوح من جنوب إدلب أيضا.

 

إلى “درع الفرات”

أما التاجر “محمود” يقول لـ”صدى الشام” إنه قام ببيع ممتلكاته قبيل القصف على مدينة “جسر الشغور” مضيفا: “لقد حدث ما كنا نتخوف منه وبدأ القصف ولا حول ولا قوة الا بالله، لذلك قمت بتفريغ جميع بضاعتي من المحل الذي أملكه في المدينة قبل أسابيع من القصف كخطوة احترازية وتوجهت إلى منطقة درع  الفرات وقمت ببيعها والآن أبحث عن مكان أقيم فيه ريثما تتوقف الحملة ويتبين مصير مدينتنا”.

وأكد “محمود” أنه مع وصوله إلى المنطقة وصلت مئات العائلات الفارة من قصف النظام في ريف إدلب الجنوبي والغربي، والجميع يعانون من مشكلة تأمين السكن وهي مشكلة مستمرة نتيجة الكثافة السكانية والاستغلال من قبل بعض المواطنين الذي يوصفون بـ”تجار الأزمات”، وفق قوله، مشيرا إلى أن إيجار المنازل بالدولار وتأمين منزل أمر صعب للغاية.

 

مخيمات

وقال “منسقو استجابة سورية ” في بيان إن الكثير من النازحين توزعوا على مخيمات وتجمعات عشوائية جنوبي محافظة إدلب، وأوضح البيان أن أكثر من 700 عائلة تجمعوا وبنوا مخيمات عشوائية على الطريقين الرئيسي والزراعي الواصلين بين قريتي الغدفة وجرجناز، بعدما أجبر قاطنو المخيمات شرق مدينة إدلب على النزوح مرة أخرى، وشكّلوا مخيمات عشوائية في مناطق عدة في إدلب، مثل معصران والغدفة وجرجناز.

وطالب “منسقو الاستجابة” العيادات المتنقلة والفرق الطبية بالتوجه إلى هذه التجمعات وتقديم الخدمات الطبية لها، مشيرين إلى حاجة النازحين للمساعدة الغذائية والإنسانية، ويتخوف “منسقو الاستجابة” من ازدياد حركة النزوح نتيجة توسع المواقع الجغرافية التي يستهدفها كل من النظام والقوات الروسية، كما عبروا عن خشيتهم من استخدام الأسلحة الكيماوية ضد المدنيين، مطالبين الأمم المتحدة بالضغط على روسيا لوقف العمليات العسكرية بالمنطقة.

وقال الناشط الميداني “أمين أبو عبد الله” لـ”صدى الشام إنه رأى بعض المنظمات تقوم بتجهيز مخيمات جديدة شمالي ناحية عفرين وبالقرب من ناحية “جنديرس”، ويرجح أنها مخيمات احتياطية في حال كان التصعيد سيد الموقف في إدلب مستقبلا، مضيفا أن النازحين يذهبون باتجاه المخيمات الحدودية مع تركيا مثل مخيمات أطمة وسلقين وحارم وسرمدا، وتعتبر تلك المخيمات بمثابة المخيمات الأمنة من القصف، ويشرف عليها منظمة آفاد التركية ومنظمات إنسانية أخرى.

شاهد أيضاً

ندوة للتذكير بالمفقودين السوريين: القضية بين الواقع والمأمول

هاتاي – عبد الله البشير أقامت منظمة العدالة من أجل السلام ندوة تعريفية اليوم الأربعاء …

مقابل وجبة طعام… أطفال مخيمات ضحايا الاستغلال في “التيك توك”

مهند المحمد كالنار في الهشيم، انتشرت في الأشهر الماضية ظاهرة توزيع الحصص الغذائية على الأطفال …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *