الرئيسية / مجتمع واقتصاد / مجتمع / مواد مجتمعية مختارة / موافقة السفر كابوس جديد يطارد الشباب السوري
بهدف جبي المال والتجنيد الاجباري - انترنت
بهدف جبي المال والتجنيد الاجباري - انترنت

موافقة السفر كابوس جديد يطارد الشباب السوري

عبد الله البشير/

بين هارب خارج سوريا أو ملاحق من قبل الأفرع الأمنية أو على جبهات القتال، هذا حال الشباب السوري القاطن في مناطق يسيطر عليها نظام الأسد أو الذي خرج مسافرا من تلك المناطق، ذلك النظام الذي يحاول بشتى الوسائل استنزاف الشباب، معتمدا على طرق ووسائل كإصدار القوانين والمراسيم مصيدة لهم، وآخر هذه الطرق التي استخدمها نظام الأسد هو “موافقة السفر” المطلوبة من كل شخص تجاوز سن السابعة عشر وحتى الثانية والأربعين عاما، بخطوة الهدف من ورائها تضييق الخناق سعيا لكسب عائدات مالية ضخمة كخطوة سابقة استخدمها النظام في عملية إصدار جوازات السفر.

 

خسائر مادية

ونقلت صحيفة “الوطن” التابعة لنظام الأسد عن مصدر في “إدارة الهجرة والجوازات” التابعة لحكومة نظام الأسد، أن القرار صدر من وزارة الدفاع، ويقضي بالحصول على “موافقة سفر” من شعبة التجنيد لكل من يتراوح عمره بين 17 إلى و42 عاما عند مغادرة البلاد.

وذكر المصدر أن القرار صدر وتم تطبيقه فورا من دون أي إعلان أو إنذار مسبق، ما أثار حالة من الإرباك على المراكز الحدودية وفي المطار، إذ لم يبلغ المسافرون به قبل مدة محددة، وتم منع المئات من المغادرة، ما اضطرهم لخسارة حجوزات سفرهم والأموال التي دفعوها.

وتحدث خريج كلية المعلوماتية بجامعة البعث في مدينة حمص “كرم حمدي” مع “صدى الشام” عن محاولته تأجيل سحبه إلى التجنيد الإجباري في قوات النظام من أجل الحصول على موافقة السفر قائلا: “منذ تخرجي العام الماضي أحاول السفر خارج سوريا ولم أتمكن حتى الآن، مؤخرا حصلت على عقد عمل مع إحدى الشركات المتخصصة بمجال برمجة تطبيقات الهواتف الذكية، والعرض بالنسبة لي فرصة لا يمكن التفريط بها، وقد يتيح لي آفاقا واسعة جدا للتخصص والإبداع بهذا المجال، لكن مع القانون المتعلق بقضية السفر أصبح الأمر أكثر تعقيدا خصوصا أني قد تخلفت منذ شهر ونصف عن الخدمة الإلزامية، ما قد يعرضني للملاحقة من قبل الشرطة العسكرية، لكن أسعى منذ أيام للتسجيل في الدبلوم بالجامعة علي أحصل على تأجيل للخدمة الإلزامية وطبعا هذا سيكلفني مبلغا لا بأس به”.

ودفع “حمدي” قرابة مائتي دولار أمريكي حتى الآن، كرشوة لضابط في شعبة التجنيد ومسؤول في فرع حزب البعث في الجامعة، كي لا يقع في مصيبة ويتم نقله للخدمة الإجبارية، ويقول مضيفا : “الآن أسعى جاهدا للحصول على موافقة السفر، و بحال حصلت عليها في القريب وتم توقيع العقد قد لا أعود مطلقا وسأبدأ بحياة جديدة كغيري من آلاف الشبان السوريين، لأن الحياة هنا لم تعد تطاق والنظام يستغلنا كيفما شاء ومتى أراد وكله ضمن مراسيم وقوانين مجحفة بحقنا”.

 

لعبة خبيثة

أما “ياسين” (31 عاما) فرأى في حديثه مع “صدى الشام” أن قانون السفر والقانون المتعلق بالتوظيف بعد الخدمة الإلزامية هو مجرد “لعبة خبيثة” يمارسها النظام لاستنزاف الشباب وتطويقهم، مضيفا : “بعد تخرجي من كلية الآداب بقسم اللغة العربية وإعدادي لمرحلة الدبلوم بعد الجامعة ثم لمرحلة دبلوم التأهيل التربوي، كنت أسعى للتقدم لوظيفة هذا العام، لكن ما حصل هو أني لم أؤدي الخدمة الإلزامية ما يعني أنه من غير الممكن لي أن أتوظف إلا بعدها، وهنا تكمن المشكلة، فبعد كل هذه الأعوام من الدراسة والتعب أنا الآن لا حيلة لي أبدا و لن تثمر جهودي في نيل وظيفة.”

ويعرب “ياسين” عن تخوفه من أن ينقاد إلى “الخدمة الإلزامية” في صفوف قوات النظام في حال لم يتمكن من تجاوز هذه العقبات التي يمر بها حاليا، فضلا عن حاجته إلى دفع مبالغ مالية كبيرة قد لا تتوفر لديه مما سيجبره على الاستدانة أو الاقتراض من مصارف النظام ما يعني تراكم فوائد كبيرة عليه قد يتأخر في سدادها، الأمر الذي يزيد مشاكله.

ويقول “شادي علي” (28 عاما) إن القرارات الأخيرة “تضييق عجيب يمارسونه علينا، حيث أن الموظفين يطلبون أشياء على مزاجهم في شعبة التجنيد، وقالوا أن القرار نفذ فقط منذ أيام ولا يمكن لهم أن يستثنوا أحدا، فقد كنت أدفع كفالة مالية قدرها 600 ليرة سورية للتأجيل الدراسي كل عام ثم ارتفعت لما يقارب ألفي ليرة سورية، خلال سنوات الجامعة، وعشر آلاف للعام الأخير من التخرج، وفي هذه الأيام هذا القانون لا يستثني أحدا أو يوازن بين الحالات، حتى تجديد جواز السفر القديم بحاجة لإجراء هذه المعاملة و دفع 300 دولار أمريكي لهذه القضية، ومن أين يأتي بها الشباب في الوضع الراهن لسوريا لا نعلم، فلا عمل والبطالة تحيط بنا من كل جانب.”

أما بخصوص التوظيف يشير “شادي علي” إلى أنه أصبح معضلة أخرى ما دفع الكثيرين من الشبان للالتحاق بصفوف قوات النظام لـ”الحصول على لقمة العيش”، أو الشرطة ومنهم خريجي جامعات، و”في الغالب الفقر هو ما دفع الكثيرين منهم لاتخاذ هذه الخطوة، أنا منذ أربعة أعوام مرت على تخرجي أبحث عن عمل أو وظيفة ثابتة لكن دون جدوى، وبظل خوفي من الملاحقة الأمنية والذهاب للخدمة في جيش النظام تقدمت للحصول على الماجستير، وحاولت قدر الإمكان المماطلة فيه للحصول على تأجيل دراسي عبره لأنه الوسيلة الوحيدة لي بعد التخرج التي كانت تمنعهم من اقتيادي للجيش وأحاول اليوم التقديم على الدكتوراه علها تكون خطوة مثمرة.”

ويشار إلى أن نظام الأسد أصدر مؤخرا العديد من القرارات التي تجبر السوريين على دفع الأموال بمبالغ كبيرة منها لاستخراج جواز السفر مقابل مبالغ تصل إلى 800 دولار أمريكي، أو دفع مبالغ تحت مسمى كفالة التأجيل عن الخدمة العسكرية للطلاب، ويفضل آلاف الشباب السوري مغادرة البلاد هربا من التجنيد الإجباري.

شاهد أيضاً

قصص نجاة .. فتيات سوريات تحدين زواج القاصرات وبنين مستقبلهن

ريما العبد في ظل المجتمعات العربية، تُعد ظاهرة الزواج المبكر واحدة من أبرز التحديات التي …

صعوبات العلاج تفاقم ألم مريضات السرطان السوريات في تركيا

حسام جبلاوي معاناة مضاعفة تعيشها مريضات السرطان السوريات في تركيا، فرضتها قيود التنقل بين الولايات …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *