الرئيسية / مجتمع واقتصاد / مجتمع / مواد مجتمعية مختارة / تأمين السكن.. أزمة مستمرة تؤرق المهجرين إلى الشمال
أزمة سكن في الشمال السوري - جيتي
أزمة سكن في الشمال السوري - جيتي

تأمين السكن.. أزمة مستمرة تؤرق المهجرين إلى الشمال

صدى الشام - عبد الله البشير/

معاناة كبيرة يعيشها المهجرون في الشمال السوري مع وصول دفعات من درعا والقنيطرة، والسكن هي المعضلة التي تؤرق الجميع، في المخيمات أو من قاموا باستئجار منازل لهم في مناطق قرى وبلدات ريف إدلب وحلب.

ويوضح ابن مدينة حمص “ياسين طويل” في حديث مع “صدى الشام” أنه يدفع في الوقت الحالي مبلغ ثلاثين ألف ليرة سورية إيجارا لمنزله عدا المبالغ التي يدفعها للخدمات كالماء والكهرباء، لافتا إلى أن الإيجارات مرتفعة بشكل كبير وهناك حالة من الاستغلال خصوصا بمناطق أطمة وسرمدا.

ويقول “طويل” في حديثه “كنا ننتظر معاملة أفضل في الشمال صراحة وقليلا من الشفقة بنا من الأهالي هنا، لكن الحياة وقسوتها في ظل سنوات من الحرب والدمار أثرت في نفوس الجميع وجعلت أولوية تفكيرهم بالمقابل المالي فقط، ولا أتكلم عن الجميع إنما عن فئة محددة من الناس لا غير”.

ويضيف الشاب الثلاثيني “حاليا جل تفكيرنا بالحصول على قطعة أرض وبناء منزل فيها، وسأعمل على ذلك أنا وأخي بمساعدة أخينا خارج سوريا، علّ الأرض التي سوف نشتريها ونبني عليها المنزل تكون ملاذنا الأخير الذي سننال به الاستقرار ولا نهجر منه”.

يعاني المهجرون إلى الشمال من ارتفاع إيجار المنازل ويجدون صعوبات بالغة في تأمين المسكن

 

استيلاء

وبخصوص المهجرين من درعا والقنيطرة أوضحت جمعية “عطاء” للإغاثة والتنمية أن إدارة شؤون المهجرين التابعة لـ “حكومة الإنقاذ” استولت على تجمع سكني تابع لها في بلدة أطمة الحدودية بمنطقة معروفة باسم “تجمع المخيمات”.

وأوردت الجمعية في بيانها أن “حكومة الإنقاذ” استولت على التجمع التابع لها دون مراعاة موافقتها أو التقدم لها بطلب أو احترام أحقية عوائل ومهجري الغوطة وريف حمص الموعودين بالسكن في هذه الوحدات السكنية من قبل الجمعية، ومن دون تقدير للاتفاقيات الموقعة بين الجمعية والداعمين.

وأردفت الجمعية في بيانها، أن إدارة شؤون المهجرين خلعت الأبواب وأسكنت عائلات من مهجري درعا والقنيطرة وشوهد بعضهم مسلحا، ونشرت الفوضى قبل استيلائها على التجمع بشكل كامل، مؤكدة في البيان أن الجمعية تواصلت مع “حكومة الإنقاذ” لاسترداد ما تم سلبه من التجمع السكني، إلا أنها لم تلق التفاعل المطلوب، وأخيرا تم الاعتذار عن عدم قدرتهم على إعادة التجمع بدعوى أن الأمر خرج من أيديهم، ما دفع الجمعية لتقديم شكوى ضدهم إلى دار القضاء.

 

حلول مقترحة

وبدوره ينقل “سامح علي” لـ “صدى الشام” أن منزلا بالقرب من مخيم “ساعد” لإيواء المهجرين، عرض عليه للبيع مقابل مائتي دولار، وهو جيد للسكن لكن لا أوراق ثبوتية فيه تؤكد ملكية المنزل أو تثبت رقم العقار في السجلات العقارية التابعة للنظام، والتي لا تزال هي الجهة الرسمية الوحيدة في كافة المناطق”، مضيفا “علينا التفكير بحلول أنجع لقضيتنا نحن المهجرين، وهي فكرة التجمعات السكنية الأفضل من كافة النواحي، فهي تقلل مساحة الأراضي، فضلا عن الفرق الكبير بالتكلفة في حال بناء المنازل الفردية”.

ويقول “علي” ان مشاريع المجمعات السكنية تقوم بها منظمات وبعض التجار كونها تحتاج مبالغ مالية ضخمة، فضلا عن الوقت الطويل الذي تحتاجه للإنجاز الذي يتجاوز العام في بعض الأحيان لإنجاز عدة وحدات بالمشروع، ومن جهة أخرى هناك منازل عادية رخيصة الثمن نسبيا مبنية من مواد متوفرة بشكل كبير بريف ادلب كالصخور البيضاء وهي لا تحتاج لدعائم اسمنتية، مما يقلل التكلفة حتى 60% في بعض الأحيان، كونها تقلل من كميات الإسمنت والحديد المستخدم ويقتصر على السقف والقواعد.

أطلقت العديد من المنظمات والمجالس المحلية مشاريع سكنية من شأنها الإسهام في التخفيف من معاناة المهجرين

وبدوره أطلق المجلس المحلي في “سراقب” مشروع إيواء بالتعاون مع منظمة بنيان يهدف لإيواء العائلات النازحة الأشد فقرا وحاجة ولا معيل لهم.

وجاء في بيان للمجلس “على الأخوة المواطنين في مدينة سراقب من يملك بناء هيكلي ويرغب بالتعاقد مع المنظمة مراجعة المجلس المحلي – مكتب الخدمات اعتبارا من اليوم 30/07/2018 وحتى يوم نهاية الدوام الرسمي ليوم الأربعاء القادم 01\08\2018”

وتقوم فكرة المشروع حسب البيان على “دراسة للأبنية المناسبة والتعاقد مع المالك لمدة سنة بالإضافة لمدة تجهيز البناء بعد الاتفاق مع مالكي الأبنية لتجهيزها لتكون صالحة لتسكين العائلات النازحة، ويتم استلام الأبنية على الهيكل ليتم تجهيزها وتقطيعها إلى شقق سكنية تتضمن غرف وحمامات ودورات مياه وتجهيزها بتمديدات المياه الحلوة والمالحة مع تجهيز وتركيب الخزانات على سطح البناء وتجهيز الغرف بالنوافذ والأبواب وعمل الجدران الخارجية للبناء من ألواح الساندويش بانل المقاومة للحرارة والبرودة ,وتقطيع الجدران الداخلية للغرف ب ( أخشاب المورين + ألواح خشب mdf ). وبعد الانتهاء من مدة التعاقد تعود جميع التجهيزات لصاحب المبنى المنفذ”.

وتأتي بادرة المجلس المحلي ضمن خطوة هي الأولى من نوعها في ريف ادلب، وتلعب دورا في مساعدة النازحين إضافة لأهالي المنطقة، حسبما أوضح “شريف سعدو” أحد ملاك المنازل، ويقول لـ”صدى الشام”: ” هذه الخطوة ممتازة وبصراحة تتيح لنا تجهيز منازل كنا قد تركناها فضلا عن إيواء نازحين من مناطق عدة في سوريا، كمساعدة رمزية وأقل ما يمكن تقديمه لهم.

 

شاهد أيضاً

معوقات تحد من وصول الطالبات السوريات للتمثيل المتساوي في العمل الطلابي النقابي

قتيبة سميسم – أنقرة تفرض العادات والتقاليد المرتبطة بالموروث الاستبدادي الذي خلفه نظام الأسد على …

“دار الحياة” جرعة أمل لمرضى السرطان السوريين في تركيا

مريم سريول بعد زلزال السادس من شباط الماضي تم إيقاف دخول المرضى من شمال سوريا …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *