الرئيسية / سياسي / ميداني / مواد محلية مختارة / إيقاف الدعم عن “الشرطة السورية الحرة”.. تقوية للإرهاب والتطرف
الشرطة السورية الحرة - حزانو - صدى الشام
الشرطة السورية الحرة - حزانو - صدى الشام

إيقاف الدعم عن “الشرطة السورية الحرة”.. تقوية للإرهاب والتطرف

صدى الشام - مجد أمين/

عاد شبح توقف الدعم عن جهاز “الشرطة السورية الحرة” لملاحقة كوادرها من جديد بعدما أخطرت شركة “أجاكس” “الشرطة السورية الحرة” بأن الدعم قد يتوقف قريبا عنها.

و”أجاكس” هي الشركة الوسيطة بين الدول المانحة و”الشرطة السورية الحرة” ومن المرحج وفق قولها أن يتوقف الدعم إما في نهاية الشهر التاسع أو الشهر الأخير من هذا العام.

صحيفة “صدى الشام” التقت بقائدي شرطة حلب وإدلب ووقفت معهما على تفاصيل مهمة من حيث دعم الشرطة، والخدمات التي تقدمها بالإضافة عن هيكلية الجهاز الشرطي.

العميد المنشق عن نظام الأسد “أديب الشلاف” القائد الحالي لـ”شرطة حلب الحرة” والمؤسس الفعلي لهذا الجهاز منذ عام 2012، قال لـ”صدى الشام “: “لا نعرف السبب المباشر لهذا الإخطار المفاجئ بخصوص إيقاف الدعم، من قبل الدول الخمس المانحة”

ويرى العميد الشلاف أن أسبابا سياسية بحتة متعلقة بإيقاف هذا الدعم، مشيرا إلى أنه ضمن سياسة وقرارات ترامب التي توجهت لإيقاف أي دعم باتجاه القضية السورية.

وأضاف العميد أن توقف الدعم سيشكل تهديد حقيقي لوجود “الشرطة السورية الحرة”، وعلى الأقل سيضعف من عملها، بعد قطعها شوط كبير من المأسسة والتنظيم والتدريب حتى وصل الجهاز الشرط إلى مرحلة كبيرة من المهنية والحرفية.

 

دعم للتطرف

لن يقتصر توقف الدعم عن “الشرطة السورية الحرة” أو أي مؤسسة ثورية على إضعاف هذا الجهاز وحده، إنما ستكون نتائجه الغير مباشرة هي تقوية التنظيمات المتطرفة التي سوف تسعى لملء أي فراغ أمني، وجذب عناصر الشرطة الذين سيجد الكثيرون منهم أنفسهم دون عمل أو أي مصدر للدخل وفق ما قاله الباحث “محمد المصطفى” لـ”صدى الشام”، وأضاف المصطفى أنه على الدول التي تحارب الإرهاب أن تستمر في دعم وتطوير ما تبقى من مؤسسات وهيئات ثورية لا أن تسعى إلى إضعافها.

و”الشرطة السورية الحرة” هي مؤسسة ثورية تعد امتداد لـ”جهاز الأمن السوري الحر” الذي تشكل بدايات عام 2012 بهدف حماية ممتلكات المدنيين، وملاحقة المجرمين ومثيري الفوضى، وبدأ بتلقي الدعم من الدول المانحة عام 2014 وذلك عبر شركات وسيطة تقوم بهذه المهمة.

 

شرطة مجتمعية

في توجه وتجربة قد تكون فريدة من نوعها على مستوى سوريا عملت “الشرطة السورية الحرة” خلال فترة تواجدها في شمال سوريا، منذ تأسيسها، وبالتنسيق مع المانحين إلى التوجه نحو فكرة الشرطة المجتمعية، ويوضح هذا العميد “فؤاد سويد” قائد شرطة إدلب الحرة في حديث له مع “صدى الشام” قائلا: “منذ البداية أردنا أن نكون مختلفين عن النظام وعن طريقته الأمنية بالإدارة، لم نرد تشكيل جهاز لقمع الشعب، بل مع هذا الشعب ولخدمته”

وأضاف العميد سويد: “نحن شرطة لا تستخدم السلاح، وقوتنا نستمدها من الشرعية الشعبية التي نتمتع بها من قبل المواطنين في المناطق التي نعمل بها”

وتتنوع الخدمات التي تقدمها “الشرطة السورية الحرة” في المناطق التي تعمل بها، وتبدأ من حل النزاعات بين المدنيين عبر لجان صلح مشكلة بين الشرطة والمجالس المحلية ووجهاء المناطق، وعن هذه الخدمات أوضح العميد “فؤاد سويد” أن الشرطة تقوم بالكثير من الخدمات المرتبطة بالمجتمع، حيث تقوم عناصر الشرطة الحرة بحراسة مراكز الامتحانات، والإشراف الأمني على مراكز توزيع الإغاثة، كما تقوم بكتابة الضبوط الأمنية التي تعتبر ورقة رسمية ووثيقة، وفي كثير من الأحيان تقوم بمساندة الدفاع المدني ببعض الأمور وتتعاون معهم في إنقاذ الأرواح ورفع الأنقاض، بالإضافة إلى التوثيق الذي يؤمل أن تستفيد منه الثورة يوما ما في مقاضاة بشارالأسد.

 

هيئة تحرير الشام

تنتشر الشرطة الحرة في العديد من المناطق في ما بقي تحت سيطرة المعارضة والجيش السوري الحر في محافظتي حلب وإدلب، حيث ينتشر 26 مركزا للشرطة في إدلب، بينها أربع مراكز مرورية تنظم السير، والضبوط المرورية، بينما في حلب ويتوزع 32 مركزا تابعاً لقيادة شرطة حلب في أربع  قطاعات رئيسية.

وينعدم تواجد أي مركز للشرطة في مناطق سيطرة “هيئة تحرير الشام”، حيث أوضح العقيد “علي الزين”، عضو مجلس القيادة في “الشرطة الحرة” لـ”صدى الشام” أن لا علاقة بينهم وبين “هيئة تحرير الشام” المصنفة على لوائح الإرهاب مضيفا: “لا تواجد لأي مركز من مراكزنا في مناطق سيطرة تحرير الشام، ولا نقبل أن نعمل مع تنظيمات متطرفة ولا تؤمن بوطنية سوريا”

وتنتشر ظاهرة الفلتان الأمني والجريمة في الشمال السوري، من عمليات الخطف والقتل والسرقة حيث بات ذلك هاجسا يؤرق السكان، ويشكل قلقا دائما لهم، وعن ذلك قال العقيد الزين إن الفلتان الأمني الذي انتشر في الفترة الأخيرة هو في مناطق وجود ما يسمى “الشرطة الإسلامية” التي شكلتها “جبهة النصرة” أو ما يعرف الآن بـ”هيئة تحرير الشام”، بينما نسبة الجريمة هي الأقل في مناطق انتشار مراكز الشرطة الحرة “مما دفع المواطنين في جوارنا بتوجيه طلبات لنا بالتوسع باتجاههم” وفق قوله.

شاهد أيضاً

قتيلان من قوات النظام السوري بهجوم لـ”داعش” بين الرقة ودير الزور

قتل عنصران من قوات النظام السوري وجرح ثالث في هجوم لتنظيم “داعش” الإرهابي ليل الجمعة …

ثاني عصيان داخل سجون “قسد” في الرقة خلال أسبوع

شهد سجن الأحداث الذي أنشأته “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد)، شريكة قوات “التحالف الدولي” بقيادة الولايات …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *