صدى الشام - أحمد الإبراهيم/
تواصل قوات النظام عمليات الاعتقال في المناطق التي خضعت لها مؤخرا إثر اتفاقات “المصالحة و التسوية” التي أفضت إلى تهجير عشرات الآلاف من المواطنين ومقاتلي المعارضة السورية المسلحة، وذلك على الرغم من التعهدات التي قطعتها روسيا بعدم تعرض النظام لمن يريد البقاء.
ومن جهتها واصلت ميليشيات “قوات سوريا الديمقراطية” التي تقودها “وحدات حماية الشعب الكردي” عمليات الاعتقال في المناطق الخاضعة لسيطرتها شمال شرق البلاد، فيما وثق وقوع ضحية تحت التعذيب في سجونها.
مناطق المصالحة
وشهدت منطقة ريف حمص الشمالي ارتفاعا ملحوظا في عدد المعتقلين والذي تجاوز خلال الأسبوعين الأخيرين أكثر من سبعين رجلا وشابا معظمهم بغرض السوق إلى التجنيد الإجباري ضمن قوات نظام الأسد.
وقالت مصادر محلية لـ”صدى الشام” إن قوات النظام اعتقلت أكثر من سبعين شابا ورجلا من مدن وقرى ريف حمص الشمالي وريف حماة الجنوبي من بينهم القيادي السابق في “الجيش السوري الحر” المدعو “منهل الصلوح”، ومراسل قناة “الجيش الحر” وقناة “شذى الحرية” سابقا المدعو “عثمان طه ابو طلال” واللذان يقطنان في مدينة تلبيسة.
وقالت مصادر إن معظم المعتقلين تتراوح أعمارهم بين ستة عشر عاما وخمسة وثلاثين عاما ومعظمهم تم اقتيادهم إلى معسكرات تابعة للمخابرات الجوية، والتي يشرف عليها الضابط “سهيل الحسن” المعروف بـ”النمر”.
وأشارت مصادر إلى أنه مؤخرا قام النظام بإعادة أحد الشباب ممن جندهم جثة لذويه في مدينة تلبيسة بعد مقتله في معارك النظام ضد “داعش” في محافظة درعا.
وقالت مصادر لـ”صدى الشام” إن النظام أفرج عن العديد من المعتقلين من تلبيسة والغنطو بعد دفعهم مبالغ مالية كبيرة، وكان قد اعتقلهم بتهم جنائية بحجة رفع دعوى بحقهم من سكان قرية جبورين الموالين لنظام الأسد.
وفي الجنوب السوري قامت قوات النظام في الثالث والعشرين من آب بحملة اعتقالات في قرية الهوية شرقي درعا واعتقلت أربعة شبان وقادتهم إلى جهة مجهولة، كما قامت في الثامن عشر من آب الجاري بحملة دهم واعتقال في بلدة محجة الواقعة أيضا في شرقي درعا واعتقلت اثنين من المواطنين وقادتهم إلى جهة مجهولة.
وشنت قوات النظام حملة دهم واعتقال في مدينة داعل بريف درعا الشمالي في الحادي عشر من الشهر الجاري واعتقلت ستة مدنيين، كما قامت بمداهمة قرية نبع الصخر في ريف القنيطرة الجنوبي الشرقي واعتقلت مدنيا وقادته إلى جهة مجهولة.
وترجح مصادر محلية لـ”صدى الشام” أن معظم تلك الاعتقالات تأتي بهدف سوق الشباب والرجال إلى التجنيد الإجباري في صفوف قوات النظام.
وتابعت قوات النظام عمليات الاعتقال حيث قامت بحملة دهم في بلدة كفربطنا شرق محافظة ريف دمشق، وتم توثيق اعتقال عشرة مدنيين، واقتيادهم إلى جهة مجهولة، في التاسع عشر من شهر آب الجاري وذلك بحسب ما أكدته مصادر من المنطقة لـ”صدى الشام”.
من جانبها وثقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان مقتل عدة مواطنين من بينهم طالب جامعي والمستشار التعليمي مازن دباغ وابنه عبد القادر باتريك بسبب التعذيب في سجون نظام الأسد.
كما وثقت الشبكة قيام “هيئة تحرير الشام” في الثالث عشر من آب باعتقال الطبيب “عماد قطيني” في مدينة خان شيخون بريف إدلب من مكان وجوده في مدينة خان شيخون، وقادته إلى جهة مجهولة.
روسيا قطعت تعهدات بعدم السماح للنظام بالتعرض لمن يريد البقاء في المناطق التي خضعت لـ”المصالحة”
مناطق “قسد”
كما وثقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان مقتل “حمود خليف الأحمد” من أبناء قرية مزرعة الأنصار بريف محافظة الرقة الشمالي، وذلك تحت التعذيب في أحد السجون التابعة لميليشيا “وحدات حماية الشعب الكردي” التي تقود ميليشيات “قوات سوريا الديمقراطية” “قسد”، وفي الواحد والعشرين من آب الجاري، حصلت الشبكة على معلومات تؤكد مقتله بسبب التعذيب داخل أحد مراكز الاحتجاز وسلم جثمانه لذويه.
وقالت الشبكة السورية لحقوق الإنسان إن “قوات الإدارة الذاتية الكردية” اعتقلت ثلاثة مدنيين من بلدة أبو حمام بريف دير الزور الشرقي وهم من أبناء مدينة هجين، وذلك من مكان وجودهم وقادتهم إلى جهة مجهولة في الثاني والعشرين من آب، كما قامت بشن حملة دهم واعتقال في مدينة رأس العين بريف محافظة الحسكة الشمالي، حيث تم توثيق اعتقال سبعة مدنيين، واقتيادهم إلى جهة مجهولة، في الثالث والعشرين من آب.
وثقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان عدة حالات قتل تحت التعذيب في سجون “الإدارة الذاتية” التابعة للميليشيات الكردية
وشنت القوات التابعة للميليشيات الكردية حملة دهم واعتقالات بهدف التجنيد القسري في مدينة تل أبيض بريف محافظة الرقة الشمالي، وتم توثيق اعتقال ستة مدنيين، واقتيادهم إلى جهة مجهولة، في الثامن عشر من آب، بحسب الشبكة السورية لحقوق الإنسان.
وقامت “قوات الإدارة الذاتية الكردية” باعتقال ممرض التخدير “خليل إسماعيل الحسن”، من أبناء مدينة الرقة، ويبلغ من العمر خمسة وعشرين عاما، لدى مروره على إحدى نقاط التفتيش التابعة لها في مدينة الرقة، وقادته إلى جهة مجهولة، في السابع عشر من آب الجاري.
و”الإدارة الذاتية الكردية” هي الغطاء الإداري لـ”حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي” وجناحه العسكري ميليشيا “وحدات حماية الشعب الكردي” وجناحه الأمني يسمى بـ”الأسايش الكردية”، وتمارس انتهاكات مستمرة بحق المواطنين في المنطقة أبرزها التجنيد الإجباري وتجنيد الفتيات القاصرات ضمن صفوفها.