الرئيسية / مواد مختارة / ركود في ملف المختطفين.. والفلتان الأمني مستمر في السويداء
النظام يماطل في قضية المختطفين لدى داعش - أرشيفية
النظام يماطل في قضية المختطفين لدى داعش - أرشيفية

ركود في ملف المختطفين.. والفلتان الأمني مستمر في السويداء

صدى الشام - سليم نصراوي/

انخفضت وتيرة المعارك التي تخوضها قوات نظام الأسد والميليشيات المحلية في محيط السويداء مع تنظيم “داعش”، وسط ركود في قضية المختطفين من أهالي السويداء لدى تنظيم “داعش”، واستمرار عمليات الخطف والفلتان الأمني في المحافظة.

ويتهم الكثير من أهل السويداء نظام الأسد بالمماطلة في حل قضية المخطوفين لدى “داعش” بغية ابتزازهم وإجبارهم على الرضوخ إلى شروطه التي تطالهم بزج أبنائهم في صفوف قواته.

وأفادت مصادر محلية لـ”صدى الشام” بأن مشيخة عقل طائفة الموحدين الدروز في السويداء شكلت لجنة تواصل لمتابعة قضية المعتقلين لدى تنظيم “داعش”.

وضمت اللجنة كل من “سامر أبو عمار، سعيد العك، أسامة أبو ديكار، عادل الهادي”، وعملهم ينحصر بمتابعة أمور المخطوفين والمختطفات من أبناء المحافظة والتواصل مع الجهات المعنية في سبيل تحقيق إطلاق سراحهم وعودتهم إلى أهلهم سالمين، وفق المصادر.

ونقلت الوكالة الفرنسية للأنباء عن رجل الدين الدرزي “يوسف جربوع” قوله إن روسيا تتولى التفاوض بالتنسيق مع حكومة النظام من أجل العمل على إطلاق سراح المختطفين الذين ما زال مصيرهم مجهولا بعد مرور أكثر من شهر على اختطافهم.

لكن أهالي المعتقلين أكدوا مؤخرا أنهم لم يلمسوا أي نتائج إيجابية من قبل جميع الأطراف التي تدعي العمل على إطلاق سراح المخطوفين من السويداء لدى تنظيم “داعش”.

وكان تنظيم “داعش” قد اختطف قرابة ثلاثين طفلا وامرأة من قرية الشبكي في ريف المحافظة الشرقي، نهاية تموز وتجمع العشرات من المواطنين في مدينة السويداء لتنفيذ وقفة تضامنية مع مخطوفي المحافظة لدى تنظيم “داعش”، ووقفوا في ساحة سلطان باشا الأطرش مقابل مبنى المحافظة رافعين صور للمخطوفين ولافتات كتب عليها عبارات استنكار ودعوات بالإفراج عنهم.

وشارك في الوقفة بحسب موقع “السويداء 24” ذوو المخطوفين وأبنائهم إضافة لشريحة واسعة بينهم رجال ونساء وأطفال، جاؤوا بناء على دعوة أطلقها ذوو المخطوفين من قرية “الشبكي” ونشطاء من السويداء احتجاجا على التقصير الحاصل في ملف التفاوض، والمطالبة بتحريرهم بأية وسيلة ممكنة.

واتهم العديد من الأهالي والمواطنين في السويداء نظام الأسد وروسيا بالتقصير في حل قضية المعتقلين لدى “داعش” كما حملوا النظام مسؤولية الهجوم الذي وقع على المحافظة من التنظيم عقب نقل النظام عناصر “داعش” إلى بادية السويداء.

 

الخطف مستمر

وفي الوقت الذي ما تزال فيه قضية المخطوفين لدى “داعش” هي الأبرز في السويداء، تعود إلى الواجهة قضية الفلتان الأمني والخطف المستمر في المحافظة التي يسيطر النظام عليها بالكامل كما سيطر مؤخرا على ريف درعا المتاخم للسويداء والذي كان النظام يتذرع بأن الفلتان الأمني سببه المجموعات المسلحة المنتشرة هناك.

والأسبوع الماضي اختطف مجهولون خمسة مواطنين من السويداء وسط ظروف غامضة وسلبوا عددا من الماشية، وقالت مصادر محلية إن مسلحين مجهولين داهموا مناطق تواجد العشائر في ريف المحافظة الشرقي، واختطفوا خمسة أشخاص من عشيرة “العميرات” وسلبوا مواشيهم، وقادوهم إلى مكان مجهول، وما يزال مصير المخطوفين مجهولا كما هوية الخاطفين.

ويأتي ذلك على الرغم من أن “حركة رجال الكرامة” كانت قد بدأت بحملة أمنية استهدفت أشخاصا محددين في السويداء مشتبه في تعاملهم مع تنظيم “داعش”، ويشرف على تلك الحملة قادة عسكريين ورجال دين منضوون تحت راية الحركة.

وفي حادثة أخرى، اقتحم مسلحون مجهولون عدة منازل غربي قرية ولغا واختطفوا المواطن “علي خلف النادر”، ثم اقتادوه إلى مكان مجهول دون توفر معلومات عن مصيره حتى الآن، وتعد تلك الحادثة ليست الأولى ووقعت بالمئات خلال الأشهر الماضية.

 

بث الفتنة

وفي سياق متصل تبرأ أبناء العشائر في السويداء عبر بيان لهم من صفحات تنشر باسمهم في مواقع التواصل الاجتماعي على شبكة الانترنت، وأكدوا أن هذه الصفحات تنشر أخبار لا تمت لهم بصلة وإنما تمثل رأي أصحابها الذين لم يتم التعرف عليهم.

وأشارت مصادر لـ”صدى الشام” إلى أن هناك صفحات تحاول بث الفتنة بين عشائر السنة وعشائر طائفة الدروز الموحدين عبر نشر الإشاعات الكاذبة، واتهمت النظام وأذنابه بالوقوف وراء تلك العملية.

وأضاف البيان أن المنبر الوحيد لأبناء العشائر في المحافظة هو المضافات المعروفة لدى أبناء الجبل جميعا وهي جزء لا يتجزأ من مضافات جبل العرب الأشم، وأوضح البيان أن موقف العشائر الثابت بالوقوف جنبا إلى جنب مع الأهل في جبل العرب للدفاع عن الأرض و العرض مضيفا: “دمنا واحد وعرضنا واحد، كلنا ننطوي تحت شعار قائد الثورة السورية الكبرى، الدين لله و الوطن للجميع”.

ويلتزم أبناء العشائر وفقا للبيان بصك الاتفاق العشائري الذي تم توقيعه في عام 2015 في السويداء بحضور شيوخ عشائر سوريا والذي نص على حرص الجميع على استقرار الأمني والمجتمعي في المحافظة ورفع الغطاء عن المخالفين وعدم تعميم الجرم الفردي المرتكب على باقي أفراد العشيرة فالفاعل بما فعل.

وختم البيان بتمني الشفاء العاجل للجرحى وعودة جميع المخطوفين، والإشارة إلى أنه تم إيداع نسخة من البيان لدى مشايخ عقل طائفة المسلمين الموحدين الدروز ووجهاء المحافظة.

 

وتيرة المعارك

وفي غضون ذلك تراجعت وتيرة المعارك التي تشنها قوات النظام والميليشيات المحلية ضد تنظيم “داعش”، والتي تركزت مؤخرا في محيط منطقة “الصفا” شرق السويداء، تزامنا مع قصف يومي بالمدفعية والطيران الحربي، يقابلها تنظيم “داعش” بشن هجمات مباغتة على مواقع النظام في البادية.

وبقي تنظيم “داعش” محاصرا في تلك المنطقة وترجح مصادر أن المختطفين من السويداء نقلهم التنظيم إلى تلك المنطقة ومن المتوقع أن التنظيم يفاوض النظام على الخروج باتجاه دير الزور مقابل الإفراج عن المخطوفين.

ونقلت مواقع محلية أن انخفاض حدة المواجهات جاء بعد معلومات تحدثت عنها مصادر مقربة من لجان التفاوض، عن قرب انتهاء ملف مختطفي السويداء لدى تنظيم “داعش”، والذي يطالب بخروج آمن لعناصر المحاصرين مقابل إطلاق سراح المختطفين.

وقام العديد من عناصر “داعش” بالتسلل إلى نقاط تعود لقوات النظام وزرعوا ألغاما أسفرت عن قتلى وجرحى، كما قام انتحاريون من التنظيم بعمليات تفجير أحزمة ناسفة بمواقع لقوات النظام أسفرت أيضا عن خسائر بشرية.

وكان النظام قد بدأ الهجوم على “داعش” في بادية السويداء في الأسبوع الأول من آب الجاري وانسحب “داعش” من معظم المناطق دون مقاومة تذكر، وشارك الطيران الروسي في قصف مواقع التنظيم.

 

استغلال المواطنين

من جانب آخر، واصلت ميليشيات نظام الأسد استغلال المواطنين خاصة على الحواجز التابعة لها حيث تقوم بإجبار الناس على دفع الأموال مقابل السماح لهم بالمرور وعدم تفتيش ومصادرة أملاكهم.

وقال مصدر محلي لموقع “السويداء 24” فضل عدم ذكر اسمه لدواع أمنية، أن الحواجز المنتشرة بين ريف درعا الشرقي والسويداء الغربي تفرض على السيارات العابرة عبرها مبالغ مالية تعفي السائقين من التفتيش، محددا الحواجز المنتشرة بين ريف السويداء الغربي وبلدة أم ولد شرق درعا، مرورا ببلدة الثعلة، حيث أن عددها ستة حواجز على مسافة خمسة عشر كم تقريبا.

وأوضح المصدر أن عناصر الحواجز تطلب مبالغ تبدأ من خمسمائة ليرة وتصل إلى عشرة آلاف وذلك حسب حمولة السيارة والتي يأتي أغلبها محملا بالخضراوات، مضيفا أن الحواجز تمنع السائقين من المرور في حال عدم الدفع، وتطلق على السائقين وابلا من الشتائم والإهانات إضافة إلى التهديد بإفراغ الحمولة التي تصل أحيانا إلى خمسة أطنان أو العودة من حيث أتوا.

وأشار المصدر إلى أن الحواجز المذكورة تتبع لميليشيات “الدفاع الوطني” وميليشيات “المخابرات الجوية”، لافتا إلى أن “حواجز الجوية نادرا ما تفرض الأتاوة، لكن تلك التابعة للدفاع الوطني أدفع بتمرق حتى لو كنت محمل صواريخ”، وفق قوله، مضيا أن الحواجز عادة لا تكتفي بالمبلغ المحدد وإنما تفرض على السائقين “حصة من الحمولة علبة سجائر أو باكيت متة”.

وكانت قوات النظام قد صادرت عشرات السيارات في تلك المنطقة بحجة الحاجة إليها في المعارك التي دارت في ريف درعا مؤخرا، وسيطر النظام من خلالها على كامل الجنوب السوري، دون قتال حقيقي بعد عمليات مصالحة وتسوية بالجملة قامت بها الفصائل العسكرية المنتسبة للمعارضة السورية في الجنوب.

 

إهمال القتلى

وفي حادثة أخرى قتل خمسة من مقاتلي الميليشيات التابعة لنظام الأسد في السويداء بانفجار لغم  قرب منطقة “الحصن” في بادية السويداء، أثناء قيامهم بتمشيط المنطقة بعد الاشتباه بتحركات تنظيم “داعش” فيها.

وبعد نقل القتلى إلى “مستشفى السويداء الوطني” تفاجأ ذوو القتلى بأن جثامين أبنائهم كانت مهملة في المستشفى، حيث لم يتم وضعهم في ثلاجة الموتى، ولا حتى تكفينهم أو وضعهم ضمن صناديق خشبية.

وقالت مصادر محلية إن حالة من الغضب والاستياء عمت المستشفى من قبل أقارب القتلى، خاصة بعد إخبارهم بأن الإهمال كان بطلب من اللجنة الأمنية التابعة لنظام الأسد في السويداء، كون القتلى من بينهم تاركين للخدمة العسكرية في صفوف النظام ومتخلفين عنها، حيث لا يتم اعتبارهم “شهداء” وفق مفهوم تلك اللجنة.

ونقلت مواقع أخبارية أحد أقارب القتلى قوله: “نقلت الحكومة داعش إلى بادية السويداء قبل ثلاثة أشهر، ولم توفر للقرى الشرقية وسائل حماية قبل هجمات التنظيم، ورغم ذلك دفعت المحافظة حياة مئات المواطنين للدفاع عن أرضهم، والآن ترفض اعتبار أبنائنا شهداء، وتهمل جثامينهم فماذا تريد من ذلك ؟!”.

وأكمل: “باسل الأسد توفي في حادث سير نهاية القرن الماضي واعتبروه شهيدا، لم يبق شارع أو ساحة أو مركز ثقافي إلى وسمي باسمه، والآن استكثروا على أبنائنا الاهتمام بجثامينهم علما أنهم استشهدوا خلال التصدي لأقذر التنظيمات الإرهابية على وجه الأرض”.

واعترضت مجموعة مسلحة في ريف السويداء موكبا قيل إنه يضم شخصيات من حكومة نظام الأسد من بينها وزير الدفاع وذلك احتجاجا على إهمال جثامين القتلى في قرية “طربا”، ونقلت مصادر محلية أن موكبا يضم عدة سيارات مر من قرية “طربا” في ريف السويداء الشرقي حيث اعترض من قبل مجموعة من المواطنين المسلحين.

وأضافت المصادر أن المجموعة أطلقت النار فوق الموكب، تعبيرا عن الغضب من حادثة إهمال “مقصود” تعرضت لها جثامين القتلى من أبناء المنطقة، مضيفة أن أحد المتواجدين في الموكب ادعى أن وزير الدفاع في حكومة نظام الأسد العماد “علي عبد الله أيوب” وضباط من هيئة الأركان متواجدين ضمن الوفد، لكن لم يتم التحقق من روايته أو مشاهدة الضباط المذكورين.

وقالت المصادر إن المواطنون أطلقوا سيلا من العبارات الغاضبة على أفراد الموكب، معتبرين الحادثة التي حصلت بإهمال جثث القتلى نتيجة عدم اعتبار اللجنة الأمنية لهم “شهداء”، هي خيانة لأهالي المحافظة، فيما لم يجرؤ أحد من الموكب على الرد، وسمح لهم المواطنون في النهاية بالمغادرة.

شاهد أيضاً

سجال أميركي روسي في مجلس الأمن بشأن دورهما بسوريا والأمم المتحدة تطالب بإجلاء الأطفال المحاصرين في سجن الحسكة

تبادلت روسيا والولايات المتحدة الاتهامات -خلال جلسة لمجلس الأمن الدولي- بشأن أحداث مدينة الحسكة شمال …

مناورات روسية مشتركة مع نظام الأسد.. ماذا وراءها؟ وكيف تقرؤها إسرائيل؟

لا يستبعد المحللون العسكريون في إسرائيل أن يكون التحرك الروسي عند خط وقف إطلاق النار …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *