الرئيسية / مجتمع واقتصاد / مجتمع / مواد مجتمعية مختارة / تخوف في إدلب.. نزوح وتحذير من كارثة إنسانية
الهجوم سيؤثر على حياة أكثر من مليون طفل - الدفاع المدني السوري
الهجوم سيؤثر على حياة أكثر من مليون طفل - الدفاع المدني السوري

تخوف في إدلب.. نزوح وتحذير من كارثة إنسانية

صدى الشام - أيهم العمر/

عاد الخوف إلى الأهالي في إدلب من حملة عسكرية قد يشنها نظام الأسد على جميع مناطق إدلب عقب التصعيد مجددا ضد المنطقة التي عاشت هدوءا نسبيا في الأشهر الأخيرة، ورافق ذلك التصعيد حملات إعلامية ودعاية من النظام حول عقد مصالحات في المنطقة على غرار المناطق التي سيطر عليها في الجنوب.

ويرى “تامر الغوطاني” المهجر من الغوطة إلى إدلب في حديثه مع “صدى الشام” أن الحملة العسكرية ضد إدلب قادمة وفق قوله، مشيرا إلى أن المعركة القادمة ليست سهلة التكهن بالنتائج لكنها ستكون إما بداية ثورة جديد أو نهاية حلم بالحرية.

وأبدى “تامر” تخوفه قائلا: “بالنسبة لنا، خوفنا هو من التهجير الجديد فأين نذهب بأنفسنا.”.

وأكد على أن ما يحصل في إدلب شبيه جدا بما حصل في الغوطة حيث تصرف الأموال في مشاريع لا تضر ولا تنفع في الوقت الحالي، وضرب مثالا على ذلك  بقوله : “كنا في أيام الحصار والجوع والقصف في الغوطة وكان هناك مشروع باسم دهن حاويات القمامة وهنا في إدلب كذلك الأمر، الشيء المهم كالمستشفيات والمراكز الطبية لم تجهز بشكل جيد ولم يتم وضعها تحت الأرض، فنحن أبعد ما نكون قد جهزنا ملاجئ لحماية الأهالي.”

 

إجراءات غير كافية

وأكد “أبو عبد الله” القاطن في مدينة إدلب لـ”لصدى الشام”، أن المنظمات في مناطق إدلب اتخذت إجراءات عديدة لمواجهة الحملة المتوقعة مستدركا : “لكن ليست كما يجب ومشكلتنا ليست بالإجراءات فقد سئمنا هذا الحال الكل ينظر إلينا كيف نقتل بدم بارد، وهذا ما يتخوف منه الأهالي في هذه المناطق فسرعان ما نشعر بالهدوء لتعود علينا الحرب من جديد، ولكن صراحة لم يعد لدينا شيء نخسره في هذه الثورة، خسرت أبي وابن عمي ونصف أبناء بلدي، ولكن سئمنا من هذه الحالة وروسيا تحرق الحجر والبشر فمهما جهزنا فمصيرنا محتوم بالأسلحة المحرمة دوليا، وهذا ما شهدناه في مناطق مختلفة من سوريا.”

أما التاجر “محمود الإدلبي” الذي قام ببيع ممتلكاته في إدلب كإجراء احترازي يقول لـ”صدى الشام”: “قمت بتفريغ جميع  بضاعتي من المحل الذي أملكه في مدينة جسر الشغور قبل أسابيع وتوجهت إلى مناطق سيطرة فصائل “درع الفرات” وقمت ببيعها وذلك من شدة خوفي من الحملة العسكرية المرتقبة على مدينتي التي تشير الأمور فيها إلى حدوث معركة.”

ويضيف النازح “عبيدة السقباني” أن هناك الكثير من الأهالي بدأوا باستئجار منازل في مدينة عفرين قبل بدء الحملة العسكرية على إدلب وذلك بعد بدء القصف على مناطق مختلفة في إدلب، وهذا حال الكثير من أهالي الغوطة خاصة وبعض من أهالي إدلب.”

وعلى الصعيد الطبي والإنساني تتكم المنظمات والمجالس المحلية ولا تصرح عن استعداداتها لمواجهة الحملة المحتملة وذلك لدواع أمنية وخشية من استهدافها من الطيران الروسي وطيران النظام.

وقال مصدر طبي لـ”صدى الشام” إن قوات النظام تستفيد من أي معلومة يقومون بالتصريح بها حول الخدمات الطبية أو الاستعدادات الطبية، منوها: “بالتأكيد لن نقف مكتوفي الأيدي حيال تقديم أي مساعدات، ولكن مشكلتنا في العرب والغرب الذين يقفون مكتوفين الأيدي وهم ينظرون كيف تنتشل الأطفال والنساء من تحت الأنقاض، وبالتأكيد فإنه سيكون هناك كارثة إنسانية بحق البشرية في حال شنت قوات الأسد عملية عسكرية على المنطقة، وكما يقول المثل الشعبي السوري نحنا ما متنا بس شفنا يلي ماتوا قبلنا”.

 

نزوح وتحذير

ويقول “أبو محمود” من أهالي مدينة إدلب لـ”صدى الشام” إن معظم الأهالي بدأت تلجأ وتحاول أن تستقر في المناطق التي فيها نقاط مراقبة تركية، والواضح أن الخريطة المتفق عليها في استانة ستطبق وعدم وضع نقاط مراقبة تركية في مناطق مختلفة من إدلب يشير إلى ذلك، وفق رأيه.

ومن جانبه يقول مدير “هيئة المهجرين” في مدينة أريحا “أبو يوسف” لـ”صدى الشام” إن المهجرين ما زالوا يعانون والحملة إن وقعت ستزيد من تلك المعاناة، فهناك ضيق في المعيشة وغلاء في الأسعار وصعوبة في تأمين المأوى.

ويضيف : “التهجير ليس مجرد كلمة تقال أو خبر ينشر أو تقارير تكتب على وسائل الإعلام، التهجير مرارة بكل ما تعنيه الكلمة من معنى واليوم يقطن إدلب 2.5 مليون شخصا أين سيذهبون وكيف سيعيشون؟”.

وحذرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة “يونسيف” من أن الهجوم على محافظة إدلب من الممكن أن يؤثر على حياة أكثر من مليون طفل الكثير منهم يعيشون في مخيمات النزوح.

وقالت “يونسيف” إن الطعام والمياه والأدوية ناقصة بالفعل بشكل كبير في المحافظة، وهي الآن تضم مليون سوري نزحوا من منازلهم جراء الهجمات من النظام في أنحاء البلاد.

وأضافت المنظمة قائلة إن معركة إدلب، آخر حاضنة رئيسية للمعارضة السورية من شأنها أن تفاقم من الوضع الإنساني الرهيب بالفعل ومن المحتمل أن تؤدي إلى نزوح 350 ألف طفل.

 

شاهد أيضاً

قصص نجاة .. فتيات سوريات تحدين زواج القاصرات وبنين مستقبلهن

ريما العبد في ظل المجتمعات العربية، تُعد ظاهرة الزواج المبكر واحدة من أبرز التحديات التي …

صعوبات العلاج تفاقم ألم مريضات السرطان السوريات في تركيا

حسام جبلاوي معاناة مضاعفة تعيشها مريضات السرطان السوريات في تركيا، فرضتها قيود التنقل بين الولايات …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *