الرئيسية / منوعات / ميديا / مواد ميديا مختارة / بعد الدفاع المدني.. النظام يبدأ بحملة إعلامية ضد منظمة “سامز”
النظام يحاول تشويه صورة سامز - انترنت
النظام يحاول تشويه صورة سامز - انترنت

بعد الدفاع المدني.. النظام يبدأ بحملة إعلامية ضد منظمة “سامز”

صدى الشام - عمار الحلبي/

وجه نظام الأسد آلته الإعلامية نحو “الجمعية الطبية السورية الأمريكية” المعروفة اختصارا باسم “سامز” والتي أنقذت حياة ملايين المدنيين السوريين، الذين تعرضوا للقصف والحصار على مدار السنوات الفائتة.

وكعادته، يعمل النظام على محاولة تشويه سمعة المنظمات الطبية التي تعالج المدنيين جراء قصفه، وتوثق بشكل علمي جرائمه التي يستخدم فيها أسلحة محرمة دوليا ضد المدنيين، والانتهاكات التي يرتكبها بحق السوريين.

وجاءت حملة النظام ضد “سامز” عقب حملة مطولة استمرت لسنوات، بمشاركة الآلة الإعلامية الروسية ضد منظمة “الدفاع المدني السوري” المعروفة باسم “الخوذ البيضاء”، التي انطوى دورها خلال السنوات الفائتة على إنقاذ المدنيين المتضررين جراء القصف العنيف من النظام وروسيا.

تقرير الإخبارية السورية

من مدينة المسيفرة بمحافظة درعا، ظهر الإعلامي الموالي لنظام الأسد “ربيع ديبة” على شاشة قناة الإخبارية السورية التابعة لمخابرات النظام، من داخل أحد مقرات “الجمعية الطبية السورية الأمريكية”، وهو يتحدث عن معلومات لا أساس لها من الصحة، دون أن يقدم أي دليل على ادعاءاته، سواء كان هذا الدليل بصريا أو حتى بالإحصاءات والمعلومات.

ووقعت القناة في فخ مشاركة النظام بالانتهاكات، عبر إظهارها كيفية قيام النظام بتدمير المستشفيات والمراكز الطبية، حيث وثق تقرير “ديبة” بالصورة والصوت عملية التدمير التي طالت المستشفى والمؤن الطبية على حد سواء.

وجال الإعلامي المقرب من النظام داخل ما بقي من حطام المستشفى المدمر، حيث لم يكن داخل المبنى أي شيء يدل على وجود خطأ ارتكتبته الجمعية، فلم يكن هناك إلا صناديق من المؤن الطبية التي يعتقد أنها كانت مجهزة لفترة الحصار على المدنيين لإنقاذ أرواحهم.

واستمر معد التقرير بجولته داخل غرف المستشفى، الذي كان يستقبل أعدادا كبيرة من الحالات المرضية والإسعافية للمدنيين في المسيفرة ومحيطها، وهو يوجه لائحة اتهامات ضد المنظمة، دون أن تشير الصور بمحيطه أي معلومات أو أدلة على هذه الاتهامات.

ادعاءات كاذبة

“ديبة” زعم في تقريره أن “سامز الداعمة للإرهاب تورطت بدماء السوريين وبتقارير ملفقة عن استخدام الأسلحة الكيميائية ضد المقاتلين”.

وادعى أن “منطقة المسيفرة يتواجد فيها مقاتلون من جبهة النصرة وكانت الجمعية تقوم بمساعدتهم وإمدادهم طبيا ولوجستيا قائلا: “مهمة الجمعية دعم الإرهابيين لوجتسيّا وتقديم المعلومات والدعم اللوجيستي، وأن معظم الأطباء يكونوا مستقدمين عبر الحدود”، متجاهلا أن جميع الأطباء هم سوريين من أبناء المنطقة التي يعملون فيها ويقومون بإغاثة المدنيين السوريين.

واستمر بمزاعمه عن أن الأدوية هي بعضها مقدمة من الأمم المتحدة، وأخرى قادمة من الأردن، وأن مهمة الجمعية هي عمل استخباراتي ضد من وصفها بـ “الدولة السورية”.

وزعم أيضا أن “المنظمة كانت تقدّم الرواتب للإرهابيين، وتحديدا من النصرة، التي كانت تتواجد في المسيفرة مع الاستخبارات الأجنبية” علما أن المسيفرة تحتوي منذ تحريرها على مقاتلين محليين من “الجيش السوري الحر” ولا يتواجد فيها أي عناصر أجنبية.

وسرد معد التقرير كاذبا معلومات غريبة لا أساس لها من الصحة، حيث ادعى أنه قابل مدنيين وأخبروه بأن الدواء كان يمنع عنهم وأن العلاج فقط كان لجبهة النصرة، وأن المدنيين الراغبين بالعلاج كان يتم إرسالهم إلى الأردن ولا يسمح لهم بالدخول إليها إلا بعد تسجيل أسمائهم كعناصر في جبهة النصرة.

من هي سامز؟

على الرغم من أن اسمها “الجمعية الطبية السورية الأمريكية” إلا أنها ناصرت المستضعفين في كل أنحاء العالم، وناصرت المدنيين حتى من أقلية “الروهينغا” في ميانمار.

وتأسست “سامز” قبل ثمانية عشر عاما، أي أن الجمعية لم تكن مخصصة للربيع العربي والثورات العربية، وهي منظمة عالمية للإغاثة الطبية تعمل على الخطوط الأمامية للإغاثة من الأزمات في سوريا وخارجها لإنقاذ الأرواح وتخفيف المعاناة.

وبحسب حديث للطبيب “أحمد طرقجي” المدير التنفيذي لـ “سامز” : “فإن لدى المنظمة ١٥٠٠ طبيباً في الشرق الأوسط وأمريكا وبعض الدول الأوروبية، وهي منظمة خيرية تقدم الخدمات الطبية الطوعية في سوريا ومناطق أخرى، وهدفها الرئيس الاستقرار الطبي وإراحة الناس”.

ولدى المنظمة أيضاً في سوريا وجوارها ١٦٠ مرفقا طبيا، وقدمت الخدمات الطبية لـ ٣.٥ مليون مدنياً بينهم ٣.٢ مليون في سوريا خلال عام ٢٠١٧، من كل أنواع الدعم والخدمات.

كما قدمت سامز ١١ مليون خدمة طبية ٩٠٪ منها في سوريا بحسب الطبيب “أحمد رز”، وبلغت حصة “سامز” من دمار المستشفيات جراء القصف منذ عام ٢٠١٤، ثلث إجمالي عدد المستشفيات والمراكز الطبية في سوريا، وقدّمت المنظمة الخدمات الطبية لنحو ٣٥٪ من المدنيين في المناطق المحاصرة.

وكلفت هذه الخدمات نحو ١٥٤ مليون دولار، منها ستة ملايين دولار دعم، والباقي يقوم على التبرعات والهدايا.

ولدى سامز ٣٥٠٠ طبيبا يقدمون الخدمات البيرة في ١٦٠ مشروعاً في سوريا ودول الجوار السوري.

كما أن ثلث المستشفيات التي دمرها طيران النظام والطيران الروسي منذ عام ٢٠١٤ حتى الآن هي تابعة لـ “سامز”.


دعاية النظام الاعتيادية

هذه ليست المرة الأولى التي يتّجه فيها نظام الأسد إلى شن حملة إعلامية على المنظمات الطبية التي تنقذ المدنيين، حيث سبق أن قام بحملة شرسة بالتعاون مع الماكينة الإعلامية الروسية ضد “الخوذ البيضاء”.

وكانت صحيفة “الغارديان” البريطانية قد نشرت تحقيقا استقصائيا، لـ “أوليفا سولون”، تحدثت فيه عن الحملة الدعائية التي شنت ضد قوات الدفاع المدني أو أصحاب “الخوذ البيضاء” وقدمت على أنها جماعة مرتبطة بتنظيم القاعدة.

وكشفت الصحيفة أن الحملة قامت بها شبكة من الناشطين المعادين للإمبريالية على وسائل التواصل ودعاة نظريات المؤامرة ممن لهم صلات ودعم من الحكومة الروسية التي تساعد ماديا وعسكريا حكومة بشار الأسد.

وكشفت عمليات الإنقاذ التي قامت بها “الخوذ البيضاء” عن جرائم الحرب التي ارتكبها النظام، وتقول الصحيفة إن الطريقة التي استهدفت فيها روسيا “الخوذ البيضاء” تمثل حالة دراسة في حرب المعلومات.

وتكشف عن الطريقة التي تلعب فيها الشائعات ونظريات المؤامرة وأنصاف الحقائق التي تتسيد عمليات البحث على يوتيوب وغوغل وتويتر في هذه الحرب.

وتضيف الصحيفة أن الحملة ضد “الخوذ البيضاء” بدأت مع التدخل الروسي في سوريا أيلول 2015 وذلك لدعم بشار الأسد، وبدأت الوسائل الإعلامية الروسية مثل “روسيا اليوم” و “سبوتنيك” بالقول إن الهدف الحقيقي من الغارات هو تنظيم “داعش” وإثارة الشكوك بشأن الضربات التي استهدفت بنى تحتية ومدنيين.

 

شاهد أيضاً

مستقبل التعليم بين إمكانات الذكاء الاصطناعي وتحديات تطبيقه

ميسون محمد يشهد عالمنا اليوم ثورة تكنولوجية هائلة بفضل التقدم المتسارع في مجال تكنولوجيا المعلومات …

مفهوم الشك وعلاقته بالحياة البشرية

الشك هو حالة عدم اليقين أو الريبة التي يشعر بها الشخص تجاه شيء ما، يُعتبر …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *