صدى الشام - عمار الحلبي/
اعتبرت صحيفة “سفابودنايا براسا” الروسية، أن روسيا قد تنسحب من الحرب التي لا نهاية لها في سوريا، بينما ولأسباب أمنية ستضطر تركيا للبقاء، نظرا لأن سوريا من البلدان المجاورة لها.
وأضافت الصحيفة في تقرير لها ترجمه موقع “عربي ٢١”، أن الاحداث الواقعة في سوريا سوف تؤثّر على تركيا وتدفعها للبقاء لسنوات طويلة داخل الأراضي السورية، ووفقا لوسائل الإعلام التركية، لا ينوي الأسد الدخول في مواجهة مع تركيا.
وأوضحت الصحيفة أن الأسد أشار في وقت سابق إلى أن المبلغ المطلوب لإعادة بناء سوريا يقدر بحوالي 400 مليار دولار.
ويعد هذا المبلغ متواضعا جدا مقارنة بحجم الخسائر التي تكبدتها سوريا، ومع ذلك، لم يتمكن الأسد من الحصول على المبلغ المطلوب لإعادة البناء، إلى أن تلقى في الآونة الأخيرة عرضاً مغرياً، يتمثل في إعلان الجانب التركي عن استعداده لإعادة بناء مدينة حلب السورية، وفقاً للصحيفة ذاتها.
وأشارت الصحيفة إلى أنه “قبل اندلاع الحرب الأهلية”، كانت حلب تضم حوالي 11 بالمائة من مجموع سكان سوريا، لتضم اليوم أكثر من نصف مليون نسمة، نتيجة نزوح السكان من المدينة بسبب الحرب ولجوء معظمهم إلى الجارة تركيا. لهذه الأسباب، تهتم تركيا بإعادة بناء المدينة، وتوفير الظروف اللازمة وجعلها مناسبة لعيش ملايين من السوريين.
وأردفت الصحيفة، أنه في الأثناء، يستعد الجانب التركي لتخصيص المبلغ المطلوب لإعادة بناء المدينة وتوفير مستلزمات الحياة للساكنين، إلا أن هذه الصفقة لا تحمل أبعادا إنسانية بحتة.
وتابعت أن أنقرة مستعدة لتولي شؤون حلب، لكن شريطة تقديم بعض التنازلات من قبل النظام على غرار سحب الأسد لجيشه، وسيطرة تركيا وبشكل كامل على المدينة.
ونقلت الصحيفة عن وسائل الإعلام التركية، أن لن يشارك الأسد في المفاوضات بشأن إعادة بناء حلب، بل سيوكل المهمة إلى موسكو، الأمر الذي قد يؤدي إلى نشوب بعض الخلافات بين الجانب التركي والروسي.
وأكملت الصحيفة: “مسألة إعادة بناء حلب من الأمور المهمة بالنسبة لتركيا، لا سيما في ظل عدم رضا سكان العديد من المدن التركية إزاء تزايد عدد اللاجئين، ما يخلق صعوبات كبيرة. وفي حال نجحت تركيا في إعادة اللاجئين إلى ديارهم، سيكون ذلك بمثابة إنجاز عظيم نجحت السلطات التركية في تحقيقه. لكن من المرجح أن تظهر في إطار تنفيذ هذا المشروع العديد من العقبات، بما في ذلك الاقتصادية”.
وختمت الصحيفة أن الأسد لن يوافق على الدخول في مثل هذه الصفقة، كما أن استخدام القوة ضده في مثل هذه الحالة أمر غير ضروري.