صدى الشام - رانيا العربي/
أصدر “المركز السوري للحريات الصحفية في رابطة الصحفيين السوريين” الأسبوع الجاري تقريرا استعرض فيه حصيلة الانتهاكات التي ارتكبت بحق الإعلام في سوريا خلال النصف الأول من عام 2018، في حين تحدثت منظمة مراسلون بلا حدود عن مقتل مصور صحفي تحت التعذيب في سجون نظام الأسد.
ووثق تقرير “المركز السوري للحريات الصحفية في رابطة الصحفيين السوريين” والذي جاء على شكل رسوم بيانية “إنفوغراف”، وقوع واحد وخمسين انتهاكا بحق الإعلام في سوريا منذ بداية كانون الثاني يناير وحتى نهاية حزيران يونيو 2018، بنسبة انخفاض كبيرة مقارنة مع انتهاكات النصف الأول من العام الماضي والتي كانت مائة واثنين وثلاثين انتهاكا.
وسجل التقرير وقوع العدد الأكبر من الانتهاكات في شهر آذار مارس بأربعة عشر حالة، تلاه شهر شباط فبراير الذي سجل فيه أحد عشر حالة، يليه كانون الثاني حيث سجل عشر حالات، ثم أيار مايو ست حالات، ونيسان أبريل بذات الرقم، في حين سجلت النسبة الأقل من الانتهاكات في شهر حزيران وكانت ثلاث حالات فقط.
ووفقاً للتقرير فقد تنوعت الانتهاكات خلال النصف الأول من عام 2018، حيث وثق المركز تسع حالات قتل، و أربع وعشرين حالة ضرب وإصابة، وأربعة عشر حالة خطف واحتجاز، وحالة واحدة ضد المؤسسات الإعلامية، فيما تم توثيق ثلاث انتهاكات أخرى.
روسيا تتصدر
وذكر التقرير أن شهري شباط وآذار سجلا أكبر نسبة من حالات القتل بحق الإعلاميين بثمانية حالات مناصفة، في حين سجلت الحالة الأخيرة في أيار، مبينا أن القوات الروسية تصدرت قائمة الجهات المسؤولة عن قتل الإعلاميين بأربع حالات، تلاها النظام بمسؤوليته عن ثلاث حالات، وحالة واحدة على يد حزب الاتحاد الديمقراطي (PYD)، في حين لم تعرف الجهة المسؤولة عن الحالة الأخيرة.
تصدرت القوات الروسية حالات القتل والانتهاكات بحق الإعلام في سوريا يليها قوات نظام الأسد
كما تصدرت القوات الروسية أيضا قائمة الجهات المسؤولة عن ارتكاب الانتهاكات بمسؤوليتها عن خمسة عشر حالة، تلتها قوات المعارضة بعشر حالات، ثم النظام بتسع حالات، ثم جهات خارجية بست حالات، بينما ارتكبت “هيئة تحرير الشام” و”حزب الاتحاد الديمقراطي” ست حالات مناصفة، بينما لم يتم التمكن من تحديد الجهة المسؤولة عن ارتكاب خمس حالات، بحسب التقرير.
وأضاف التقرير أن محافظة حلب كانت أكثر المناطق التي ارتكبت فيها الانتهاكات بستة عشر حالة، ثم إدلب وريف دمشق أربعة عشر حالة لكل منهما على حدة، ثم درعا أربع حالات، وحالة في كل من حماة وحمص، بالإضافة إلى حالة تم توثيقها في لبنان.
وتضمن التقرير قائمة بأسماء الإعلاميين الذين قتلوا خلال النصف الأول من عام 2017، توضح مكان وتاريخ مقتلهم والجهة المسؤولة عن القتل.
القتل تحت التعذيب
إلى ذلك قالت منظمة “مراسلون بلا حدود” إنها وبعد ثلاث سنوات على اعتقاله، علمت المنظمة ببالغ الأسى والحزن نبأ وفاة المصور الفلسطيني السوري “نيراز سعيد” في أحد سجون نظام الأسد.
وقالت المنظمة في بيان لها “لم تتمكن عائلة المصور نيراز سعيد من رؤيته منذ احتجازه قبل ثلاث سنوات تقريبا، حيث اعتقلته أجهزة الأمن السورية في 2 أكتوبر/تشرين الأول 2015 بينما كان يحاول مغادرة المخيم الفلسطيني في اليرموك بعد تلقيه تهديدات من تنظيم الدولة الإسلامية.”
وتعليقا على مقتل زوجها، نشرت لميس الخطيب يوم الاثنين 16 يوليو تموز تدوينة عبر صفحتها الشخصية على موقع فيسبوك، مؤكدة أنه “مافي أصعب من أنو اكتب هاد الكلام… بس نيراز مابموت عالساكت… نيراز استشهد بمعتقلات النظام السوري.. ماقدرانة أحكي أكتر من هيك”.
وبينما لم تحدد زوجة “نيراز سعيد” اللاجئة في ألمانيا حاليا كيف تلقت الخبر، أكد صديقه “أحمد عباسي” أن المصور الفلسطيني السوري قد مات قبل عام ونصف العام، مرجحا أن يكون فارق الحياة تحت التعذيب، وهي نفس الفرضية التي تشير إليها رابطة الصحفيين السوريين.
وبحسب المعلومات التي استقتها “مراسلون بلا حدود”، توفي ما لا يقل عن خمسة وعشرين من الصحفيين، من بينهم إعلاميون محترفون وغير محترفين، في سجون النظام منذ عام 2011، علما أن عائلاتهم تجهل في معظم الحالات سبب الوفاة بل ودون أن تتمكن من استلام جثث أبنائها في أغلب الأحيان.
مراسلون بلا حدود: قتل خمسة وعشرون صحفيا تحت التعذيب في سجون نظام الأسد منذ عام 2011
وفي هذا الصدد، قالت “صوفي أنموث”، المسؤولة عن مكتب الشرق الأوسط في منظمة “مراسلون بلا حدود”: “إن تأكيد وفاة نيراز سعيد هو مثال آخر على استهداف الصحفيين بانتظام من قبل النظام السوري”، مشددة في الوقت ذاته على “ضرورة إظهار الحقيقة الكاملة حول ظروف وفاته بينما كان سجيناً لدى السلطات السورية”.
واشتهر “نيزار سعيد” بصوره الملتقطة من مخيم اليرموك، علما أنه حظي في أواخر 2014 بالجائزة الأولى في مسابقة التصوير الفوتوغرافي التي نظمتها وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) بشراكة مع الاتحاد الأوروبي، وكان قد تعرف على زوجته أثناء تصوير الفيلم الوثائقي “رسائل اليرموك”، حيث كان يساعد المخرج رشيد مشهراوي.
ويذكر أن سوريا ظلت الدولة الأكثر خطورة على سلامة الصحفيين خلال عام 2017، علما أنها تقبع حاليا في المركز 177 (من أصل 180 دولة) على جدول التصنيف العالمي لحرية الصحافة، الذي نشرته مراسلون بلا حدود هذا العام.