الرئيسية / سياسي / سياسة / حوارات / العريضي لـ”صدى الشام”: ننتظر توضيحات وتعهدات قبل المشاركة في “اللجنة الدستورية”
المستشار الإعلامي والناطق باسم "هيئة التفاوض السورية" يحيى العريضي
المستشار الإعلامي والناطق باسم "هيئة التفاوض السورية" يحيى العريضي

العريضي لـ”صدى الشام”: ننتظر توضيحات وتعهدات قبل المشاركة في “اللجنة الدستورية”

حاوره- مصطفى محمد/

شكك المستشار الإعلامي والناطق باسم “هيئة التفاوض السورية” الدكتور يحيى العريضي، بجدية ما يجري من حراك في أروقة الأمم المتحدة حول “اللجنة الدستورية” معتبراً أن المقاربات الأممية للحل في سوريا “تكتيكية وليست استراتيجية”.
وفي حوار خاص بـ”صدى الشام”، قلل العريضي من شأن تسليم كل “منصة موسكو”، و”تيار الغد”، و”مؤتمر الحوار الوطني الديمقراطي”، الأمم المتحدة أسماء مرشحيهم لـ”اللجنة الدستورية”، مبيناً أن ما يشغل تفكير الهيئة، الضفة المقابلة للمعارضة، وليس الدخول في حروب صغيرة بدون جدوى.
وفي السياق ذاته، أوضح العريضي أن قرار مشاركة الهيئة في “اللجنة الدستورية” معتمد على التعهدات التي تم المطالبة بها.

وإلى نص الحوار الكامل:

كيف تنظرون إلى الاجتماعات والحراك السياسي الذي تشهده أروقة الأمم المتحدة بشأن “اللجنة الدستورية”، وما موقفكم منها؟
ما يجري في أروقة الأمم هو الوضع الطبيعي للمقاربة السياسية الدولية، وهذا حقيقة هو الذي نتوقعه من مسار جنيف منذ بدايته، لم يكن هناك نتيجة.
النظام لا يريد حلا سياسيا، وهناك قرارات دولية لم تطبق بعد، وروسيا إما أنها تريد حلا على مقاسها ومقاس إيران، أو هي لا تستطيع لأنها تشبك مع قوى كثيرة من بينها النظام وإيران في العلن، وفي الخفاء تشبك مع قوى وتغازلها وأقصد إسرائيل.
وكل ذلك يعرقل العملية السياسية، ومن هنا تجد أن المنفذ الوحيد هو المسار الدولي الذي لا ندري إن كان قد تحول هو الآخر -بنية سيئة أو بغيرها- إلى أداة بيد روسيا أو بيد غيرها، هذا النفوذ الذي وجدناه اليوم مركزا في عمله على “اللجنة الدستورية”، معللا ذلك بأن اللجنة الدستورية أحد السلال الأربعة الموجودة في القرار الدولي، وتم البناء على ذلك لأجل إيجاد دستور يكون بمثابة خارطة طريق أو ناظم لما ستكون عليه الأمور والمجريات لإيجاد حل سياسي.
الأمم المتحدة تتحدث عن إيجاد بيئة آمنة تمهيدا لإجراء انتخابات، لكن من جانبنا نقول أن هذه المقاربات السياسية تبقى تكتيكية، ليس لها صفة استراتيجية لمقاربة الحل السوري بشكل حقيقي، وتحديدا فيما يتعلق بالأولويات، أي إيجاد جسد سياسي أو هيئة حكم انتقالي كاملة الصلاحيات، تقوم بإيجاد لجنة وطنية للدستور وتقوم أيضا بتهيئة الأجواء من أجل إجراء انتخابات من أصغر حلقة إلى الحلقة الرئاسية.
مرة أخرى، إن الحراك السياسي الذي يجري في أروقة الأمم المتحدة وفي أماكن أخرى كثيرة يتجه بذلك الاتجاه، ومن غير الواضح إلى أين ستصل الأمور.

العريضي: النظام لا يريد حلا سياسيا، وهناك قرارات دولية لم تطبق بعد، وروسيا تريد حلا على مقاسها ومقاس إيران.

بالأمس طالبت روسيا الهيئة العليا بضرورة الإسراع بإقرار “اللجنة الدستورية”، ما وراء تريثكم في تسليم الأسماء المرشحة من قبلكم إلى الآن، وهل تخشون أنكم بمشاركتكم قد تتحولون إلى شركاء في نسف عملية الانتقال السياسي؟

منذ قبل انعقاد مؤتمر “سوتشي”، الذي حضرت له روسيا بكل بلطجية، هذا المهرجان التافه، الذي عقد لأجل حفظ ماء وجه بوتين، والذي خرج بمخرجات من بينها تشكيل “لجنة دستورية”، ونحن نعرف تماما أن روسيا تسعى إلى استثمار تدخلها العسكري وهي التي تتصور أنها أنجزت إنجازا كبيرا، أي هي تعتقد أنها أخمدت كل الأصوات التي تقول لا لبشار الأسد بقوتها الغاشمة، وتريد أن تترجم ذلك، وبدأ ذلك عمليا في أستانا حين عرضت روسيا رزمة من الأوراق علينا وكنت أنا حاضرا ونصر الحريري، وقالوا لنا “هذا هو الدستور”، وحينها رددناه في وجوههم ، وأكدنا لهم بأن مسار أستانا معني ببحث الأمور العسكرية من خفض للتصعيد وفك الحصار عن المناطق المحاصرة، وبعض الأمور الإنسانية وإجراءات بناء الثقة، وقلنا لهم بأن شيئا من هذا القبيل لم ينفذ بعد، ومع ذلك استمر الروس ليجنوا سياسيا من هذه المقاربات وصولا إلى سوتشي الذي أفشل من النظام أيضا عندما أرسل بلطجية وراقصات وشخصيات لا علاقة لهم بحالة وطنية، وإنما بحالات هوجاء تخدم منظومة الاستبداد، وذلك لا يعني بأن بعض الأشخاص الذين حضروا لا غبار عليهم، لكن بالمجمل كان هذا شكل المؤتمر.
بعد المؤتمر بدء الحديث عن تشكيل “لجنة دستورية” خرج بها المؤتمر، على أسس ونقاط لا يختلف عليها للتغطية على حقيقة ما يجري.
الآن وردا على سؤالكم، فأقول لا علاقة لروسيا بترشيحنا أسماء، ولكن إذا أرادوا تسريع هذا الأمر من أجل إيجاد شيء، فهذا يؤكد مدى الأزمة التي تعاني منها روسيا من أجل إنجاز سياسي هذا من جانب.
ومن جانب آخر فإن المبعوث الدولي ستافان دي ميستورا يريد ذلك، أما نحن فلسنا في حالة استعجال، لأن لدينا العديد من الأسئلة ولا بد أن نطرحها وكذلك لا بد من تلقينا الأجوبة عليها، حتى نتخذ القرار بهذا الموضوع.

العريضي: روسيا تسعى إلى استثمار تدخلها العسكري وتتصور أنها أنجزت إنجازا كبيرا، وتعتقد أنها أخمدت كل الأصوات التي تقول لا لبشار الأسد بقوتها الغاشمة

عند النظر إلى عدم وجود رؤية موحدة لدى أعضاء اللجنة، يتبين أنه لا أرضية مشتركة ما بين الأعضاء، كيف سيتم تجاوز كل ذلك، ولو وضعتنا ببعض الأسئلة التي تودون الإجابة عنها في هيئة التفاوض لحسم خيار المشاركة في “اللجنة الدستورية”؟
جواباً على الشق الأخير، أقول إن أول تلك الأسئلة، هل هناك لائحة داخلية أو قانون ناظم لعمل هذه اللجنة، ومن سيكتب هذه اللائحة الداخلية ومن هي الجهة التي ستصدّقها، وكذلك من هي الجهة التي ستعتمدها؟.
وكذلك من سيصادق على أي مخرج أو منتج من قبل هذه اللجنة، من سيعتمد هذا المنتج ومن هي مرجعية المخرجات، والأهم من ذلك هو السؤال الذي يبحث حول ما إذا كانت هذه اللجنة ستكون جزء من العملية السياسية أو الانتقال السياسي، وهل من مهام هذه اللجنة تشكيل بيئة آمنة موضوعية لإجراء انتخابات، ومن سيضمن أن تكون مرجعيتها القرارات الدولية؟.
وكل هذه الأسئلة بحجمها هو ما تفكر فيه الهيئة، وسيكون هناك اجتماع للهيئة في الرياض، وسيكون هناك نقاش معمق ونحن نعرف وكذلك الأمم المتحدة وغيرها يعرفون تماما من هي الجهة في المعارضة التي ما تزال تحمل هذه الأمانة وهذه المواثيق وتحافظ على حق الشعب السوري من الضياع.
الكل يعلم من هي الجهة التي تتمترس عند حقوق السوريين، وفي حال أننا لم نستطع مواجهة هذه المنظومة الغاشمة المؤلفة من عصابات النظام وإيران وإجرام روسيا ميدانيا، فذلك لا يعني أن نستسلم لها سياسيا، ونقول أنها أنجزت على الأرض عسكريا وبالتالي لا بد من أن تنجز سياسيا، لا، وإنما هذا حق شعب.
أما عن الأرضية المشتركة، قلت سابقا بأن هذا الإشكال وغيره لن يحل إلا بالإجابة على الأسئلة التي طرحناها، نعم هناك وجهات نظر متضاربة ولا بد لحل ذلك من تبيان كل شيء.

العريضي: في حال أننا لم نستطع مواجهة المنظومة الغاشمة المؤلفة من عصابات النظام وإيران وإجرام روسيا ميدانيا، فذلك لا يعني أن نستسلم لها سياسيا

هذا يعني أنكم ما زلتم تنتظرون التوضيحات لحسم خياركم، والسؤال هنا ما هي أوراق القوة التي ما زلتم تمتلكونها حتى تؤخذ هواجسكم على محمل الجد؟
ليس فقط توضيحات، وإنما تعهدات، وأقول هنا يصعب على من يتجاوز الحق السوري بكل هذه الطريقة أن يغتصب قرارنا الشخصي في الهيئة السورية للتفاوض، مع علمنا بوجود جهات معينة في الهيئة قفزت على مسائل حاسمة، وهذا لا يعنينا.
أما عن نقاط القوة، نمتلك منها ما لا يملكه أحد، أولها ثقتنا بأنفسنا، وأن سبع سنوات من الاستبداد لم تستطع إخماد الثورة السورية، وكذلك من نقاط قوتنا معرفتنا باضطراب مناطق النظام، وأيضا هناك قرارات دولية نستند إليها، وكذلك نحن نؤمن بأن الجغرافيا تضمن ثبات الحال.
بدأت الثورة السورية ولم يكن الثائر السوري يسيطر على بيته، ويستطيع عنصر مخابرات واحد اقتحامه.
إن نقاط القوة بحوزتنا كثيرة، وليس آخرها أن تلك القوى الأجنبية الموجودة على الأرض السورية تدرك تماما أن الاستعمار شطب تماما من النظام العالمي، وهذه القوى تدرك تماما أنها راحلة.

في هذا الصدد الذي أشرت إليه، حول قفز جهات في الهيئة على مسائل حاسمة، رشحت اللجنة الثلاثية التي تتكون من “مؤتمر الحوار الوطني الديمقراطي” و”منصة موسكو” و”تيار الغد” أسماء شخصيات لها مواقف معادية للثورة السورية، ويتهمون من قبل البعض بأنهم أقرب إلى النظام من المعارضة، أولا ما موقفكم في الهيئة من ذلك، وهل يعطي ذلك ملامح على هيمنة النظام على اللجنة الدستورية؟


بهذا الشكل الذي طرح لربما كانت مواجهة النظام ستتم بحالة رخوة، وقد تمر الأمور كما يشاء النظام، لكن هذا في حال عدم وجود من يقف عند حق الشعب السوري بأن يعيش في بلد حر ديمقراطي لا يوجد فيه تسلط. إن الهيئة بالتأكيد هي ليست في وارد الوقوف إلى جانب ما يريح النظام.
أما عن موقفنا من ترشيح بعض الجهات الممثلة في الهيئة لمرشحيها، فهذا الشيء نعالجه ضمنا من الجهة التي ادعت وقوفها في ضفة المعارضة، نحن نسعى بأقصى ما يمكن إلى عدم نشوب صراعات أو تنافس ضمن ضفة المعارضة، هاجسنا الأساسي الضفة الأخرى حيث منظومة الاستبداد تتمترس.
هذه الحروب الصغيرة لا تعنينا، وتعرفون تماما أني عندما أخرج بتصريحات معينة يخرج علينا مثل قدري جميل ليقول بأن هذه التصريحات لا تمثلنا، ليكن ذلك.

العريضي: نظام الأسد سمح لكل الدول الفاعلة بأن تتحكم بالملف السوري حتى يضيع جوهر الصراع الأساسي بينه وبين شعبه.

ما مدى صحة الأنباء التي تشير إلى “فيتو” تركي على الأسماء التي تم ترشيحها من قبل بعض المنصات الممثلة في الهيئة العليا، وبتقديركم هل  لهذا شأن في فشل الاجتماع الثلاثي (التركي، الروسي، الإيراني) الذي عقد في جنيف الثلاثاء الماضي؟
من حيث المبدأ، هناك مسلب خطير جدا وهو أن ما يجري يوحي بأن هناك دول ستضع لنا دستورنا، وهذه مشكلة مستعصية، فعلى الأرض هناك نظام سمح لكل الدول الفاعلة بأن تتحكم بالملف السوري حتى يضيع جوهر الصراع الأساسي بينه وبين شعبه.
لربما تركيا اعترضت، لكن من حيث الجوهر حتى دول أخرى اعترضت على هذه الشخصيات فما بالك بالهيئة التفاوضية، ماذا سيقولون؟

بالأمس أصدرت الجبهة الجنوبية، بيانا سياسيا يطالبكم بعدم التفاوض باسم الجنوب السوري، ما تعليقكم، وهل أجريتم اتصالات في هذا الصدد لتدارك هذا الخلل؟
نحن مجموعة أفراد بمهام تفاوضية، ولا ندعي أنه تم انتخابانا لتنفيذ مهام مستقبلية، ونعتقد أن الجبهة الجنوبية لو فكرت بشكل عميق لوجدت أنه لن يكون هناك تفريط من قبلنا حتى في حال تم التفاوض، وإنما لتعزيز موقفهم.
نتواصل مع جميع الدول الفاعلة لمنع انهيار اتفاق خفض التصعيد في الجنوب، ونعرف تماما أنه من حق شعبنا الدفاع عن نفسه، وما جرى في طريق الحل.
لدينا شيء أكبر من هذا الخلاف العابر، وبالأمس ناقشنا في الهيئة ما يجري في الجنوب السوري، ونحن وهم طرف واحد.

 

شاهد أيضاً

العقيد خالد المطلق

العقيد خالد المطلق لـ”صدى الشام”: عدم نشر بنود اتفاق إدلب يوحي بنوايا مبيتة

رأى المحلل الاستراتيجي، العقيد خالد المطلق، أن لدى الروس تصور واضح لمستقبل اتفاق إدلب، محذرا …

الكاتب والإعلامي السوري أحمد الهواس

أحمد الهواس لـ”صدى الشام”: أفخاخ كثيرة أمام تنفيذ اتفاق “سوتشي” حول إدلب

عد الكاتب والإعلامي السوري، الدكتور أحمد الهواس، أي اتفاق توقعه روسيا في سوريا بأنه “اتفاق …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *