صدى الشام - محمد بيطار/
تناولت صحف ومواقع إسرائيلية ملفات حول سوريا تضمنت خطة اعتراف من واشنطن بـ”سيادة إسرائيل” على الجولان السوري المحتل، والاتفاق الروسي الإسرائيلي حول الجنوب السوري، وتراجع “دور سليماني” في منطقة الشرق الأوسط بعد التوتر في جنوب سوريا.
اعتراف
وقالت صحيفة “يسرائيل هايوم” الإسرائيلية هذا الأسبوع في تقرير لها إن هناك خطة أمريكية للاعتراف بـ”السيادة الإسرائيلية” على الجولان السوري المحتل، وجاء التقرير تحت عنوان “خطة لتعزيز الاعتراف الأمريكي بهضبة الجولان”.
وبحسب الصحيفة تم الأسبوع المنصرم طرح “خطة ترمي الى تعزيز الاعتراف الأمريكي بالسيادة الإسرائيلية على هضبة الجولان بادر اليها مسؤولون إسرائيليون وأمريكيون في واشنطن”.
وتتمحور الخطة المطروحة حول تطبيق الاتفاقيات التجارية بين إسرائيل والولايات المتحدة على منتجات المستوطنات الإسرائيلية في هضبة الجولان وصياغة خطاب “اعتراف بالتغيرات الحاصلة في المنطقة”، بما يشبه المكانة التي منحها الرئيس بوش إبان حكومة شارون للضفة الغربية، والتي تسميها إسرائيل “يهودا والسامرة”.
وتأتي الخطة المطروحة كجزء من جهود مكثفة يبذلها أعضاء الكونغرس الأمريكي، وفي مقدمتهم السيناتور تيد كروز، لترسيخ السيطرة الإسرائيلية على مرتفعات الجولان بدعم أمريكي، بالإضافة إلى ذلك، روّج عضو مجلس النواب رون دي سانتيس لمبادرة مماثلة.
وتتضمن الخطة المذكورة وفق الصحيفة ستة بنود هي “تحويل الميزانيات إلى مشاريع إسرائيلية أمريكية مشتركة في هضبة الجولان، وتوسيع نطاق الاتفاقات المبرمة بين الولايات المتحدة وإسرائيل، مثل اتفاقية التجارة الحرة، بحيث تتطبق أيضا على منتجات هضبة الجولان بحيث يكتب عليها صنع في إسرائيل”.
وذكرت الصحيفة أنه في هذه المرحلة “لم تتقرر الصيغة الدقيقة لكتاب الاعتراف من الكونغرس، ولكن وفقا لأحد الاقتراحات، سيقال فيه إنه في ضوء التغييرات التي طرأت على الأرض، بما في ذلك التسلل الإيراني إلى سوريا ولبنان، سيكون من غير الواقعي التوقع بأن تنسحب إسرائيل من هضبة الجولان”.
وعن الموقف الإسرائيلي من الخطة، قالت الصحيفة إن الخطة عرضت على مندوبين إسرائيليين رسميين “ولكن في تل أبيب لم يعقبوا عليها في هذه المرحلة”، مضيفة” أنه “في الأشهر الأخيرة طرأ خلف الكواليس تقدم في الجهود للحصول على اعتراف أمريكي بحق إسرائيل في البقاء في هضبة الجولان في كل سيناريو مستقبلي”.
الخطة المطروحة لاعتراف واشنطن بسيادة إسرائيل على الجولان السوري تتضمن ستة بنود تهدف إلى ترسيخ السيطرة الإسرائيلية على الجولان
تراجع دور سليماني
وقال الكاتب الإسرائيلي رونين دانغور في مقال ترجمعة موقع “عربي 21” إن “الجنرال قاسم سليماني، قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني، يواصل توريط بلاده في الشرق الأوسط، في ظل التغير الذي بدأ يظهر في الموقف الروسي تجاه التواجد الإيراني في سوريا.”
وأشار الكاتب إلى أن ذلك “يزيد من التصدعات في شخصية سليماني داخل إيران، في ظل اعتباره الممسك بأذرعها الخارجية في المنطقة، وفي ظل غياب المصالح المشتركة بين عدد من دول المنطقة، ما قد يجعل مخططات سليماني ترتد ضده”.
ورصد الكاتب في مقاله مؤشرات داخلية في إيران وخارجية، تحاول كبح جماح سليماني، مشيرا إلى أن “حسن نصر الله لم يسارع مثلا لاستهداف إسرائيل انتقاما لضربها قواعد إيران العسكرية في سوريا، بل عمل على إبعاد حزب الله من توجيه أي رد ضد إسرائيل، مبديا الاكتفاء بالرد الإيراني على إسرائيل من داخل سوريا، في حين أن سكرتير مجلس الأمن القومي الإيراني علي شمخاني أعلن أن الحساب تم إغلاقه مع إسرائيل من خلال إطلاق بعض الصواريخ على الجولان”.
ورأى الكاتب أن هذه تصريحات “موجهة بالدرجة الأولى إلى المتلقي الإيراني، وهنا نرى أن نصر الله وشمخاني ينضمان للرئيس حسن روحاني الذي يوجه انتقادات داخلية دائمة لسياسة سليماني”.
وعرض الكاتب في مقاله مجموعة من المؤشرات على سياسة سليماني تجاه الملف العراقي واللبناني والفلسطيني مستدلا من خلالها في حديثه عن تراجع دور سليماني.
اتفاق الجنوب
ويأتي ذلك في ظل الحديث عن اتفاق إسرائيلي روسي حول انسحاب القوات الإيرانية من المناطق الجنوبية الغربية في سوريا، وهو ما نفاه مسؤولون في إسرائيل وفق ما ذكرته وسائل إعلام عبرية.
ونقل موقع “ذا تايمز أوف إسرائيل” عن مسؤول قوله أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أوضح للرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال محادثة هاتفية الخميس الماضي، أن تل أبيب تريد أن تكون القوات الإيرانية بما فيها “حزب الله” والمليشيات الشيعية الأخرى، خارج سوريا بالكامل، وليس فقط المنطقة الجنوبية الغربية الأقرب إلى إسرائيل.
مسؤولون إسرائيليون: تل أبيب تفاوض موسكو على خروج الميليشيات الإيرانية من كامل سوريا وليس فقط من جنوب غرب سوريا.
وأقر المسؤول الإسرائيلي الكبير بأن “المحادثات تطورت، والكرملين يبدو أكثر تفهما للموقف الإسرائيلي”، مستدركا بقوله: “لا يزال نتنياهو يؤكد أن حكومته لن تتخلى عن استخدام القوة العسكرية، لأجل إخراج إيران تماما من سوريا”.
وأضاف أن “الروس قادرون على منع اقتراب الإيرانيين من الحدود الإسرائيلية، فهذا بالنسبة لهم تحد حقيقي، لأنهم معنيون بإيجاد قواعد عامة تحدد سياستهم مع جميع اللاعبين في الساحة السورية إيران، وتركيا، والسعودية، خاصة أن لكل واحدة منها مشاكلها الخاصة، ومطالبها المغايرة، بما في ذلك إسرائيل، ويتم ذلك بالتنسيق مع الولايات المتحدة والأردن”.
وأوضح أن “روسيا مع كل هؤلاء، تشكل محورا مركزيا في سوريا، وأظن أن انسحاب القوات الإيرانية من جنوب سوريا جاء عبر صفقة تم التوصل إليها مع موسكو، مقابل أن تمنح طهران شيئا ما في دمشق، بحيث يمكن لهم أن يستبدل الإيرانيون تواجدهم بدل جنوب سوريا إلى أماكن أخرى، على أن يكون تواجدهم محدودا”.
وأكد أن “الصفقة المرتقبة، ستجعل القوات الإيرانية تغادر جنوب غرب سوريا، بينما تسمح لإسرائيل بضرب القواعد الإيرانية في عمق البلاد”، موضحا أن “إسرائيل وافقت على عدم مهاجمة أهداف النظام.”.
ورجح الموقع الإسرائيلي أن “يطالب الاتفاق القوات الإيرانية والمدعومة من طهران، بالابتعاد 20 كيلومترا عن الحدود الإسرائيلية والأردنية”، مشيرا إلى أن “نتنياهو سيغادر الأسبوع المقبل إلى فرنسا وألمانيا لمناقشة الدور الإيراني في سوريا، إلى جانب الاتفاق النووي الذي يحاول الأوروبيون إنقاذه بعد انسحاب أمريكا”.