صدى الشام - عبد الله البشير/
سمحت السلطات التركية للسوريين الحاصلين على جنسيتها بالدخول والخروج من وإلى سوريا عن طريق معبر جرابلس المقابل لمعبر قرقاميش القريب من مدينة نزب التابعة لولاية غازي عنتاب جنوبي البلاد.
وأكد رئيس مجلس مدينة جرابلس المحلي التابع للمعارضة السورية المدعومة من تركيا “عبد خليل” في تصريحات له تعليقا على القرار أنهم أبلغوا به شفهيا من قبل والي غازي عنتاب، موضحا أن القرار يشمل السوريين من حاملي الجنسية التركية ولديهم جواز سفر تركي حصراً، ويسمح لهم بالدخول والخروج من المعبر.
القرار الجديد يخص السوريين الحاصلين على الجنسية التركية والحاملين جواز السفر التركي حصرا
وحصل خمسة وخمسين ألف لاجئ سوري في تركيا على الجنسية التركية بحسب إحصائية صادرة عن اللجنة الفرعية للاجئين التابعة للجنة حقوق الإنسان في البرلمان التركي، ومن بين المجنسين خمسة وعشرين ألف طفل تتراوح أعمارهم بين السنة وثمانية عشر عاما.
ويأتي القرار ضمن تسهيلات جديدة تمنح للسوريين المقيمين على الأراضي التركية، وذلك بعد فتح المعابر الحدودية ضمن إجازة العيد بوجه السوريين الراغبين بزيارة ذويهم في سوريا.
تفاؤل
وتعليقا على قرار السماح للمجنسين وحاملي جواز السفر التركي بالدخول من معبر جرابلس قال “أحمد عايد” من مدينة الباب لـ”صدى الشام” إنه سيكون من السهل عليهم القيام بأنشطة تجارية يكسبون منها عيشهم، حيث كانت تكلف بطاقة التاجر مبلغا لا بأس به، وكانوا مضطرين لتجديدها ضمن فترات محددة، إضافة إلى أنها لم تكن متاحة من كافة المعابر البرية بين سوريا وتركيا.
ويضيف “بالطبع ليس المقصود بعمليات الاستيراد والتصدير الضخمة وإنما الأمور التجارية الخفيفة، ونقل الأمانات بين البلدين والتي لا تتعدى بضعة كيلوغرامات، لأن الأمور الأضخم بحاجة لترسيم جمركي وشركات مرخصة وأمور أخرى”.
ويتابع: “عادت علينا الجنسية التركية بنفع كبير، خاصة كوننا من ذوي الدخل المحدود، وكنا بحاجة لدفع مبالغ لإدخال بعض المواد من سوريا إلى تركيا أما الآن الأمور أصبحت أسهل بكثير بعد القرار”.
أما “سمير فلفل” يوضح لـ”صدى الشام” أنه أفضل قرار يمر عليه منذ حصوله على الجنسية التركية حيث سيتمكن من الدخول إلى سوريا واصطحاب أولاده وزوجتهم لرؤية أقارب لهم في ريف إدلب الجنوبي، وقد أبلغه أحد أقرباءه أن القرار يشمل معبر “جيلوه غوزو” التركي المقابل لمعبر باب الهوى من الجانب السوري.
ويشير “سمير” أنه في مر سابقا في سنة ٢٠١٧ بتجربة سوداوية حيث ذهبت زوجته وأطفاله لزيارة الأقارب والأهل في بلدتهم جنوبي إدلب، ضمن إجازة العيد، حيث تعرضت البلدة لغارات طيران مكثفة دمرت جزءا واسعا منها، وعلق أولاده وزوجته على معبر باب الهوى ولم يتمكنوا من الدخول إلا بدفع مبلغ مالي لأن الأوضاع كانت صعبة جدا ولا تحتمل.
القرار يسهل عملية عبور الحاصلين على الجنسية التركية وذلك يساهم في تنشيط عملية التجارة بين الجانبين.
تسهيل التنقل
ويقول “محمد عمران” في حديث لصدى الشام أن القرار بالسماح لحاملي الجنسية التركية من السوريين بالدخول والخروج عبر معبر جرابلس أمر مهم وجيد بالنسبة له حيث سيعمل على تطوير مكتبه الصغير للاستيراد والتصدير ونقل البضائع إلى شركة، لأن التنقل أصبح سلسا بهذا القرار ولا يحتاج الكثير من التعقيدات، إضافة إلى إمكانية افتتاح أفرع أخرى لها داخل المناطق المحررة في الشمال السوري.
ويضيف ” عمران” أنه في الماضي كان التنقل ببطاقة التجار التي تمنح من غرفة التجارة السورية الحرة سهل، لكن مع الحصول على الجنسية التركية والقرارات الحكومية مؤخرا أصبح الأمر أسهل بشكل أكثر، وأصبح بإمكاني حاليا توسعة عمليات الشحن للعراق ودول أوربا بشكل أفضل”.
وبالنسبة لـ”سمية” 33 عاما أصبحت زيارة أمها المصابة بالسرطان والتي تقيم في مدينة إعزاز ميسرة، حيث كانت تنتظر إجازات العيد لتتمكن من الدخول ورؤيتها، أو تترقب أوقات السماح لأمها بالدخول إلى تركيا من أجل تلقي الجرعات الكيميائية في مشفى مدينة أضنة، حيث تصاب والدتها بإجهاد كبير بعد كل جرعة، وفترة اللقاء معها تكون قصيرة، كون سمية تقيم في مدينة غازي عينتاب وتعمل كمدرسة، ومن الصعب عليها ترك أطفالها والمغادرة إلى مدينة أضنة عند قدوم والدتها.
القرار يمنح آلاف السوريين فرصة زيارة عائلاتهم في سوريا دون الحصول على موافقة مسبقة من السلطات التركية
وتضيف قائلة لـ”صدى الشام” أنها كانت طوال سنوات تترقب هكذا قرار يتيح لأهالي ريف حلب الشمالي التنقل بشكل سهل من تركيا إلى مناطقهم، وخاصة بعد إغلاق المعابر الحدودية بوجه حاملي جواز السفر السوري.
ونقلت مصادر لـ”صدى الشام” في معبر (جيلوه غوزو) الحدودي المقابل لمعبر باب الهوى مع سوريا أنه من الممكن للسوريين الحاصلين على الجنسية التركية الدخول عبره الى سوريا شريطة امتلاكهم جواز سفر سوري وتقدمة طلب لوالي إقليم “هاتاي”، مع انتظار الرد الذي يأتي بعد ثلاثة إلى أربعة أيام للدخول إلى سوريا.
وتستضيف تركيا على أراضيها ملايين اللاجئين السوريين وبدأت مؤخرا بمنح الجنسية التركية لآلاف السوريين تسهيلا لهم للدخول في سوق العمل وفق تصريحات من مسؤولين في الحكومة التركية.
وينتشر الجيش التركي في شمال وشمال غرب سورية في محافظتي حلب وإدلب إلى جانب الجيش السوري الحر وفصائل المعارضة، وينتشر في ريف حلب الشمالي بعد العمليات التي نفذها ضد “داعش” و”وحدات حماية الشعب الكردي”، كذلك في ريف إدلب ضمن اتفاق نشر نقاط المراقبة في محيط منطقة “خفض التوتر” وفق مخرجات أستانة.