الرئيسية / Uncategorized / مسلسل “تانغو”.. إبداع درامي بقصّة غير مبتكرة
مسلسل تانغو - انترنت
مسلسل تانغو - انترنت

مسلسل “تانغو”.. إبداع درامي بقصّة غير مبتكرة

صدى الشام - عمار الحلبي/

مع مرور الحلقات العشر الأولى من مسلسل “تانغو” السوري هذا العام، بات من الممكن الخروج بتقييمٍ مبدئي لهذا العمل، من تأليف إياد أبو الشامات، وإخراج رامي حنّا.

العمل الجديد، الذي يُعتبر الثاني من نوعه للثنائي حنّا وأبو الشامات، كان يُعوّل عليه أن يكون بمقاربة لمسلسل غداً نلتقي.

تدور قصة المسلسل عن راقصة تانغو (دانيلا رحمة) تدخل بعلاقة حب مع صديق العائلة (باسل خياط)، وتبدأ بخيانة زوجها معه، ولكن بعد سنوات من استمرار الخيانة تشاء الأقدار أن يحدث مع رحمة وخياط حادث سير يكشف الخيانة أمام أزواجهما ومن هنا تبدأ قصة المسلسل، حيث يتعقّد أكثر لاحقاً، مع العثور على جثّة راقصة التانغو فرح على أحد الشواطئ، بعد أن تم إطلاق عدّة أعيرة نارية عليها.

 

قصة غير مبتكرة

تبدو حكاية تانغو للمرّة الأولى غير مبتكرة، فالدراما السورية لها تاريخ واسع مع حكايات الخيانة الزوجية، وتم إنتاج عشرات المسلسلات التي تحكي قصص الخيانة، لذلك فإن النقاد يجدون في هذه الجزئية نقطة ضعف، إذ ليس لدى طاقم العمل من جديدٍ ليقوله.

ولكن يمكننا القول أن الكاتب والمخرج استطاعا أن يقدما عملا مختلفا يحمل قيمة فنية وإبداعية وجمالية، فيها من التشويق والإثارة ما يكفي لأن يجعلك تتكهن ما قد يحدث مستقبلا وأن تحاول أن تحزر ما حصل في الماضي.

كما يؤخذ على المسلسل أنّه نسخة أرجنتينية معرّبة، كما أن النص الدرامي للمسلسل والذي يقوم على التأرجح باللقطات بين الماضي والحاضر، جعل النقاد يقولون إنها أربكت المشاهدين وجعلت البعض منهم غير قادر على تمييز التسلسل الزمني لأحداث المسلسل.

كما أن مسلسل تانغو قائما فقط على ستة شخصيات رئيسية، وهي “عامر، لينا، فرح، سامي، جاد، وزوجته”، وهو ما يجعل الكاتب أمام هذه الشخصيات فقط فيما يشبه الحصار، وهذا يحرم النص من الحكايات الجانبية والشخصيات الثانوية التي يمكن الاتكاء عليها للحشو الدرامي.

ولكن بالمقابل فإن الجانب الإخراجي يعتبر مميزا حيث قدم المخرج رامي حنا صورة رائعة، جعلت المسلسل جذابا بالنسبة للمشاهدين، كما أن الحكاية التي يقوم عليها المسلسل “الخيانة” تجعل مساحات الإخراج واسعة أمام المخرج.

أما أكثر عناصر المسلسل قوة، فهي “موسيقى التانغو” التي تقوم عليها الخلفية الموسيقية للمسلسل حيث وًصفت بالأفضل في الدراما السورية على الإطلاق.

تانغو هو نوع موسيقي مصاحب لرقصات، أصله من بوينس آيرس في الأرجنتين ومونتيفيديو في الأرغواي وانتشر في العالم بسبب جماله وروعته

 

ظروف قاسية

وعلى الرغم من الانتقادات التي وجهت للمسلسل، إلا أن الظروف التي عمل بها الفريق تعتبر قاسية، حيث كشف مؤلف المسلسل، الفنان السوري إياد أبو الشامات، أن  مدة التحضير لإنجاز تانغو كانت قياسية جدا في مدى زمني لم يتجاوز الستة أشهر.

وقال أبو الشامات في مقابلة مع إذاعة “روزنة” المحلية السورية: “إن هدف العمل الدرامي الجديد هو الترفيه والتسلية، وهو يندرج تحت نطاق الأعمال المشوقة”.

وأضاف أنه “على الرغم من أن العمل لا يعالج موضوعاً جديداً حيث تكون مقولة العمل الرئيسية هي أن الخيانة تؤدي إلى الانحدار أو إلى العقاب أو إلى مصير سيء، ولكنه تم تقديمه ضمن وقت قياسي جداً”.

يعالج المسلسل قضية الخيانة الزوجية، ورقصة التانغو بحسب المؤلف تشبه في حركتها طبيعة العلاقة الزوجية المتأرجحة بسبب الخيانة

وتابع: “لقد عملنا في ظرف قاس جدا، لقد تم أخذ القرار للمشروع ومن ثم كتابته وتصويره بستة أشهر فقط، هذا رقم خرافي ووقت ضيق كثيراً لإنجاز 30 حلقة وتصويرهم”.

وأوضح أبو الشامات، أن “فريق مسلسل تانغو مستمرون في تصوير حلقاته حتى العشرين من رمضان، كاشفا أن “عدد ساعات العمل اليومية تصل إلى الـ 14ساعة يوميا”.

وسرد: “المخرج حينما ينتهي من إخراج المشاهد المنجزة، يذهب بعدها بنفسه ليتابع المونتاج، هو ينام ساعتين فقط أو ساعة أحيانا في اليوم، والكتابة أيضا كانت مستمرة أثناء التصوير، فعندما بدأ التصوير كان منجز فقط عشر حلقات مكتوبة، فكل هذه الظروف مجتمعة حاولنا تداركها، كي لا تؤثر على سوية العمل، وهذا كان مرهق ومتعب جدا”.

وحول سبب تسمية المسلسل بـ “تانغو” أوضح أبو الشامات لراديو روزنة يعود لأنه يحكي عن قصة شخصية العمل الرئيسية “فرح” وهي بالأصل في هذا العمل تقوم بدور مدربة رقص تانغو، وأيضا فإن رقصة التانغو هي خطوة إلى الأمام وخطوتين إلى الخلف؛ حسب تعبيره، مشبها ذلك لطبيعة العلاقة المتأرجحة بسبب الخلافات أو الشروخ التي تحدثها الخيانة.

وعن الفروقات بين “تانغو” وغدا نلتقي قال أبو الشامات: “إن  تقديم مسلسلات الترفيه والتشويق أصبح التوجه الحالي للعرض في المحطات التلفزيونية، مشيرا إلى أنه لا يمكن أن يكون هناك شيء آخر خارج هذا التوجه، “هو المجال المتاح الوحيد حاليا، الظروف الإنتاجية جدا صعبة وهي تتحكم بكل شيء”.

وعرض مسلسل “غدا نلتقي” في عام ٢٠١٥، وصنفه المشاهدون على أنه أفضل ما أنتجته الدراما السورية بتاريخها وسلط المسلسل حينها الضوء على الواقع الإنساني المرير للنازحين السوريين، من بطولة منى واصف، كاريس بشار، مكسيم خليل، عبد المنعم عمايري.

شاهد أيضاً

بعد “أوميت أوزداغ” النظام السوري يمنع دخول أعضاء من حزب النصر

منع النظام السوري مجدداً دخول أعضاء من حزب النصر التركي من الدخول لسوريا بعد أيام …

الطائرات المسيّرة التركية تفتك بقوات الأسد في إدلب.. والطيران الروسي يغيب عن سماء المدينة

صدى الشام – فادية سميسم واصلت الطائرات التركية المسيّرة، عمليات استهداف مواقع قوات النظام السوري …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *