الرئيسية / مجتمع واقتصاد / مجتمع / مواد مجتمعية مختارة / “سورية الصغيرة” تعج بالمهجرين وتعاني صعوبات في تأمينهم
مهجرون في مركز ساعد للإيواء - إدلب - عامر السيد علي
مهجرون في مركز ساعد للإيواء - إدلب - عامر السيد علي

“سورية الصغيرة” تعج بالمهجرين وتعاني صعوبات في تأمينهم

صدى الشام - عامر السيد علي/

عجت محافظة إدلب بالمهجّرين والنازحين الهاربين من وحشية نظام الأسد وإجرام حليفته روسيا في أرياف حمص ودمشق وقبلها مدينة حلب وريف حماة وريف إدلب الشرقي، فضلا عن آلاف وصلوا هاربين من إجرام التحالف الدولي في الرقة ودير الزور والحسكة بحجة قتاله تنظيم “داعش”.

ومع ازدياد أعداد المهجّرين الوافدين إلى إدلب تزداد الكثافة السكانية حيث باتت المحافظة تضم أكثر من ثلاثة مليون نسمة ويصفها البعض بـ”سورية الصغيرة”، وبات المحتاجون للعون والمساعدة في ظروف سيئة وسط ضعف الإمكانيات وتخلي الأمم المتحدة والدول “الصديقة” عن جزء كبير من الدعم.

هناك في أحد الخيام بمركز ساعد للإيواء تحت حرارة الشمس الحارقة تارة وتحت مياه المطر تارة أخرى يجلس أبو سليم مع مجموعة من اقربائه وصلوا حديثا بعد مغادرتهم الرستن في ريف حمص الشمالي بعد رفضهم البقاء ومصالحة نظام الأسد.

يقول “أبو سليم” في حديث مع “صدى الشام” كنا نعلم أن الوضع صعب هنا، لكن قضاء شهر في محنة أفضل من قضاء عمر كامل تحت سلطة الشبيحة، نحاول تامين طريق للوصول إلى عفرين هناك لدينا أقارب أمنوا لنا منزلا لن نبقى هنا كثيرا.

أبو سليم تمكن من تأمين منزل قبل الانتقال إلى عفرين إلا أن “أبو محمد” ما زال حائرا بين البقاء في المخيم أو الخروج منه فهم لم يتمكن إلى الآن كالمئات غيره من معرفة ما الذي سيفعله فلا أقارب له في المنطقة.

يقول “أبو محمد”: “سأترك عائلتي هنا بعض الوقت بينما أرى ما الذي يمكنني فعله، أمي مريضة ولا يمكنني نقلها من مكان لآخر كل يوم، نصحني أحدهم بالبحث عن منزل للايجار في ريف عفرين يقولون إنها رخيصة لكن علي الذهاب بنفسي ليس لدي أقارب هناك.”

ويضم مخيم ساعد المؤقت وغيره من عشرات مراكز الإيواء في إدلب مئات العوائل التي تحتاج للمساعدة العاجلة بكافة أنواعها.

تعتبر منطقة عفرين أكثر استقرارا من إدلب حيث تقوم الطائرات الروسية باستهداف مناطق مختلفة في إدلب فضلا عن التفجيرات التي يقوم بها مجهولون

صعوبات في الاستجابة

من جانبه تحدث “أحمد حمدون” من فريق الاستجابة في مخيم ساعد بريف إدلب الشمالي مع “صدى الشام” عن أعداد كبيرة وصلت إلى مركز الإيواء هناك وهي أعداد تفوق إمكانية المركز في استيعاب المهجّرين، حيث وصل في دفعة واحدة ألفي مهجّر بينما المركز لايمكنه استيعاب أكثر من ألف وستمائة شخص، وهو مثال بسيط على المعاناة التي يواجهها عمال المركز.

وأضاف هناك حالات فردية يقوم بالتواصل مع أقرباء له ومعارف لها في الشمال تقوم بتأمين نفسها، لكن هناك أعداد كبيرة مازالت بحاجة لتأمين المأوى والمساعدات الإنسانية هناك المئات مازالوا في العراء وفي خيام هشة.

وأضاف العامل في مركز ساعد للإيواء أنه لا يمكنك بهذه الإمكانيات استقبال هذه الأعداد الكبيرة هناك حاجة ماسة لتدخل سريع من أجل تقديم المساعدة للناس، هناك حالات خاصة مثل الأرامل والكبار في السن ممن ليس لهم مأوى بقوا هنا في مخيم الإيواء المؤقت بسبب عدم تقديم العون لهم في الخارج.

وأوضح حمدون أن هناك أمور بسيطة جدا وهناك الحاجات اليومية كالطعام والشراب لا يمكن للنازح والمهجر تأمينها اليوم لأنه لا يملك المال ولايملك العمل، وبالتالي المأساة كبيرة.

وأشار إلى أنه لا حلول بديلة بالنسبة للناس هنا، الكثير يفضل النزوح إلى منطقة عفرين حيث يرون أن المنطقة هناك أكثر استقرارا، هناك تقصير كبير بالنسبة للدفعات الأخيرة من المهجّرين، لعدة أسباب منها سرعة عملية التهجير في الفترة الأخيرة.

ويضم المخيم مهجّرين من ريف حمص الشمالي والغوطة الشرقية ما زالوا في الخيام المؤقتة منتظرين أن يجدوا مكانا للانتقال إليه في أقرب وقت.

وصل إلى إدلب أكثر من ثلاثين ألف مهجر خلال الأيام الماضية قادمين من جنوب دمشق وريفي حمص وحماة.

 

تحذير

بدوره حذر المبعوث الأممي إلى سوريا ستيفان دي مستورا من خطورة الوضع في محافظة إدلب، قائلا إنه “إذا أصبح مشابها لما رأيناه في الغوطة الشرقية، فقد يكون أسوأ بستة أضعاف، بما يؤثر على أكثر من مليوني شخص.”

وفي إحاطته أمام مجلس الأمن الدولي الأسبوع الماضي أطلع دي ميستورا المجلس على نتائج الجولة التاسعة من مناقشات أستانا، التي جرت بين الدول الضامنة، قائلا إنها قد “تضمنت جهودا لتجنب سيناريو أسوأ الحالات في إدلب.”

وحذر دي ميستورا من أن توجيه المدنيين والمقاتلين إلى شمال سوريا، غالبا إلى إدلب، إنما يؤجل فقط النزاع لوقت آخر، داعيا في هذا الشأن إلى أخذ التطورات المستقبلية في محافظة إدلب في الحسبان.

وأعرب كذلك عن مخاوفه حيال أي تصعيد في إدلب أو في درعا أو في شمال شرق البلاد، بما قد يتسبب أيضا في مخاطر ليس فقط على المدنيين السوريين ولكن أيضا على السلم والأمن الدوليين.

وقال “كما تعلمون، العديد من هذه المناطق تحتوي على قوى خارجية دولية، وقد ينطوي الصراع هناك على مواجهة مع تلك القوات، مما يؤدي بنا إلى منحدر زلق نحو صراع إقليمي أو دولي محتمل، لذلك هناك حاجة إلى مناقشات دولية حول كيفية منع ذلك، وإزالة التصعيد على وجه الخصوص.”

وأشار المبعوث الخاص إلى أهمية تهدئة الصراع، بين كل من أصحاب المصلحة السوريين والدوليين الإقليميين والعالميين، معربا عن أمله في أن يتمكن أصحاب المصلحة المعنيون من إعادة إنشاء بعض “قواعد الطريق” في هذا الصدد.

شاهد أيضاً

“دار الحياة” جرعة أمل لمرضى السرطان السوريين في تركيا

مريم سريول بعد زلزال السادس من شباط الماضي تم إيقاف دخول المرضى من شمال سوريا …

افتتاح اول شركة سيارات أجرة في شمال غرب سوريا بمواصفات عالمية

أحمد المصطفى لاقى افتتاح اول شركة خاصة لسيارات الأجرة بمواصفات عالمية في العاشر من الشهر …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *