الرئيسية / مجتمع واقتصاد / مجتمع / بالمفاوضات أو بغيرها سنعود.. أهالي تل رفعت بحلب

بالمفاوضات أو بغيرها سنعود.. أهالي تل رفعت بحلب

الجزيرة/

“إن لم يكن بالمفاوضات فبسواعد شبابنا وسلاحهم سنستعيد أرضنا”، هذه كلمات رددها خمسيني من أهالي مدينة تل رفعت شمالي حلب، كما رددها جمع من الأهالي حين زرنا أحد المخيمات التي تضم نحو ربع مليون نازح من خمسين بلدة وقرية بريف حلب.
ولا يرى النازحون تلك الخيام سوى عقوبة فرضتها عليهم الحملة الروسية على بلدات ريف حلب الشمالي، حين تسببت في أكبر موجات النزوح من المنطقة. وبعد سيطرة الوحدات الكردية على أكثر من خمسين بلدة حُرم نحو 250 ألف شخص من العودة لمنازلهم، وفقا لمنظمات إنسانية.

وتعاني المخيمات في المنطقة من ظروف معيشة سيئة، فغالبها مخيمات عشوائية تفتقر لأبسط الخدمات، ويرى الأهالي الذين التقيناهم أنه لا سبيل آخر إلا العودة لمساكنهم مهما كانت الطريقة، سواء كانت عسكرية أو بالتفاوض مع الروس، حيث يقضي معظمهم أوقاتا طويلة في الاستماع للأخبار بانتظار أي بشرى بعودة قريبة.

ولم يكتف النازحون بالانتظار، حيث شهدت المنطقة مظاهرات واسعة للمطالبة باستمرار عملية “غصن الزيتون” التي تقودها تركيا، حتى استعادة مناطقهم من الوحدات الكردية التي يتهمونها بتهجيرهم منها.

السيناريوهات المتوقعة
يقول عضو المكتب السياسي لمدينة تل رفعت بشر سليطو إنهم يثقون بتركيا كحليف يراعي مصالحهم، وبالوعود التي قدمها المسؤولون الأتراك بإعادة الأهالي لمناطقهم.

ويضيف أن مسؤولا تركيا طرح عدة استفسارات تتعلق بالاحتمالات التي يمكن من خلالها أن يعود الأهالي وإمكان هذه العودة لو كانت بوجود شرطة روسية كضامن للمنطقة وبإدارة مجلس محلي، ويرى سليطو أن أي طرح لا يخرج الوحدات الكردية والنظام السوري من تل رفعت ومحيطها مرفوض ولن يؤدي إلى حل مشكلتهم.

ويضيف سليطو أن انتظارهم مرتبط فقط بضمان عودتهم، ومن دونها سيكون لهم الحق باستعادة منازلهم بما تضمنه كل القوانين الدولية، على حد وصفه.

الدور التركي
العشرات من المراقبين الروس الموجودين في تل رفعت ومحيطها يشكلون حتى الآن العقدة التي تمنع أنقرة من إكمال أهداف عمليتها المشتركة مع الجيش السوري الحر ضد الوحدات الكردية في ريف حلب، إلا أن هذه العقدة سبق لتركيا أن نجحت في حلها عبر دفع موسكو للتخلي عن الوحدات الكردية، فتمكنت من السيطرة على أبرز معاقلهم في عفرين.

وحينها قامت الوحدات بخطوة عدها البعض تكتيكية بلجوئها لحليف موسكو وخصم تركيا، أي النظام السوري، عبر الاستعانة بما يعرف بالقوات الشعبية، والتي تنتشر وفق ما ينشره إعلام النظام في مدينة تل رفعت، إلا أن هذه الخطوة التكتيكية لم تمنع دخول وفد تركي لمنطقة تل رفعت في زيارة للمستشارين الروس الموجودين هناك في إطار المفاوضات الجارية حول المنطقة.

ومع النجاح ونشوة الانتصار الذي حققه الجيش الحر المدعوم من تركيا في عفرين، يبدو أن العلاقة المتطورة بين روسيا وتركيا في سوريا لن تحول منطقة مثل تل رفعت في تعطيلها مع إصرار أنقرة على إخراج الوحدات الكردية، دون استبعاد مناورة يخشى منها البعض في المعارضة السورية من اعتبار موسكو للقوات الشعبية الموالية للنظام بديلا عن الوحدات المرفوضة كليا من أنقرة، خصوصا مع إصرار النظام على تعطيل أي تقدم تركي في المنطقة وخشيته من تضييق الخناق من قبل الجيش الحر على بلدتي نبل والزهراء، أبرز معاقل النظام في شمال حلب.

شاهد أيضاً

مقدمات الرعاية الصحية … جهود تطوعية من الممرضات السوريات

ريما العبد في زمن يزداد فيه الحاجة إلى العطاء والتضامن، تبرز جهود الممرضات التطوعية كشعاع …

قصص نجاة .. فتيات سوريات تحدين زواج القاصرات وبنين مستقبلهن

ريما العبد في ظل المجتمعات العربية، تُعد ظاهرة الزواج المبكر واحدة من أبرز التحديات التي …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *