الرئيسية / مجتمع واقتصاد / مجتمع / “الخوذ البيضاء” بصدد تفعيل نظام الإنذار المبكر في مناطق المعارضة

“الخوذ البيضاء” بصدد تفعيل نظام الإنذار المبكر في مناطق المعارضة

صدى الشام- مصطفى محمد/

في خطوةٍ غير مسبوقة في المناطق التي تسيطر عليها المعارضة، تعتزم منظمة الدفاع المدني السوري “الخوذ البيضاء” تفعيّل نظام الإنذار المبكر “ميزة إطلاق صفارات الإنذار إلكترونياً” من خلال ربط صفارات الإنذار بتطبيق “الراصد” المعني بتتبع حركة المقاتلات الحربية في الأجواء السورية.

 

واختارت المنظمة اللجوء إلى هذا الإجراء للتخفيف ما أمكن من عدد الضحايا بين المدنيين، وذلك من خلال الإنذار المبكر للأهالي بهدف مساعدتهم على التحصّن في مناطق آمنة نسبياً، قُبيل تعرّض منازلهم للغارات التي تشنّها المقاتلات الروسية ومقاتلات نظام الأسد، بحسب ما ذكره مدير الدفاع المدني السوري رائد الصالح لـ”صدى الشام”.

 

المشروع في بداياته.

 الصّالح أوضح أن الانتهاء من المرحلة التجريبية لمشروع تطبيق “الراصد” الذي يستفيد منه سكان المناطق التي تتعرض لقصف جوي، أتاح تفعيل ميزة الإطلاق الآلي لصفارات الإنذار.

ويعتمد تطبيق “الراصد” الذي أطلقه الدفاع المدني في العام الماضي على إرسال رسائل إلكترونية تحذيرية للمشتركين على وسائل التواصل الاجتماعي “ماسنجر”، تحذّر الأهالي بأن طائرات حربية دخلت الأجواء المحلية، إذ يستطيع المدنيون الاشتراك بالخدمة وتفعيلها، من خلال اختيار منطقة أو أكثر، ليتم إرسال إشعارات “مبكرة” لهم عن وجود طيران حربي في المناطق التي حددها.

ويتم جمع الأخبار عبر شبكة المراصد التابعة للدفاع المدني السوري في كافة محافظات سوريا، ومن ثم تقوم بتزويد المشاهدات للنظام البرمجي الذي يجمعها، ويقوم بتحويل التحذير المناسب.

 

الصالح: إن مشروع إطلاق صفارات الإنذار الآلي “الإنذار المبكر” ما زال في مراحله المبكرة، والعمل جار في المناطق الساخنة التي تشهد تصعيداً عسكرياً بالدرجة الأولى من النظام وحلفائه، على أن يشمل كل المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة في وقت لاحق.

 

العمل على المشروع جار في المناطق الساخنة التي تشهد تصعيداً عسكرياً بالدرجة الأولى من النظام وحلفائه، على أن يشمل كل المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة في وقت لاحق.

 

ولفت مدير المنظمة إلى الجهود الكبيرة الذي يتطلبها المشروع الجديد، وخصوصاً في المناطق التي يصعب الوصول إليها نتيجة وقوعها تحت الحصار، وتحديداً في ريف حمص الشمالي المحاصر.

 

كامل الجغرافيا السورية

وعن تفاصيل المشروع الجديد، ذكر منسّق مشروع الإنذار المبكر في الدفاع المدني السوري “محمد دياب”، أن الغاية منه إرسال تحذيرات مبكرة للمدنيين من المخاطر على حياتهم.

وأضاف لـ”صدى الشام” أن أحد أهم مكونات هذا النظام هو القدرة على كشف التهديدات الوشيكة، وتفعيل صفارات الإنذار لتنبيه الأهالي بأن هناك أخطار محتملة على حياتهم.

وفي الوقت الذي لم يكشف فيه دياب عن تفاصيل أخرى، بسبب السرية التي يتطلبها نجاح تنفيذ المشروع، أكد أن المشروع سيشمل جميع المناطق المحررة، على امتداد الجغرافيا السورية.

يلقى تطبيق “الراصد” المتوفر على متجر Google Play اهتماماً بالغاً من قبل سكان المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة و”الجيش السوري الحر”، حيث يعتبره بعضهم ضرورياً للتقليل من الأخطار الناجمة عن القصف من قبل الطيران الحربي.

 

بعض سكان المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة و”الجيش السوري الحر” يعتبرون تطبيق الراصد ضرورياً للتقليل من الأخطار الناجمة عن القصف من الطيران الحربي.

 

 

خطوة لابدّ من إكمالها

 ويُعتبر افتقار مناطق المعارضة للملاجئ سبباً رئيساً لتقليل الجدوى من هذه المشاريع بالرغم من أهميّتها، كما يقول المهندس المعماري عبد الرزاق العبدالله.

العبدالله اعتبر خلال حديث مع “صدى الشام” أن المعيار الأساسي لحماية المدنيين هو توفر الملاجئ المعدة للحروب، وقال “صحيح أن هذه النظم المبكرة من صفارات إنذار وغيرها ضرورية، لكن ما الجدوى منها إن لم يكن هناك وجهة آمنة يقصدها الأهالي حال سماعهم صوت الصفارات”.

واستدرك العبدالله مستحضراً المثل “أن تشعل شمعة خير من أن تلعن الظلام”، وأضاف “إن كان لهذه البرامج مساهمة في إنقاذ حياة شخص واحد فهي جيدة ويستحق القائم عليها التقدير”.

ورأى بالمقابل أن “إطلاق صفارات الإنذار ضروري لفض التجمعات في المناطق المستهدفة، لأن النظام علّمنا منذ بداية الثورة وحتى الآن أن التجمعات البشرية هي على قائمة أهدافه، وذلك حرصاً منه على قتل أكبر عدد ممكن من الأهالي في المناطق الخارجة عن سيطرته”.

 

يلجأ المدنيون في المناطق التي تتعرض للقصف إلى الفرار نحو المناطق التي تعتبر أكثر تحصينا إلا أن الطيران الحربي الروسي بات يستخدم قذائف مخصصة ضد التحصينات العسكرية في استهداف المنازل والمنشآت المدنية، وهو ما تسبب في كثير من الأحياء بانهيار الملاجئ فوق المحتمين بها.

 

الطيران الروسي بات يستخدم قذائف مخصصة ضد التحصينات العسكرية في استهداف المنازل والمنشآت المدنية، وهو ما تسبب في كثير من الأحياء بانهيار الملاجئ فوق المحتمين بها.

 

ويستخدم نظام الأسد وروسيا أيضًا القنابل العنقودية وقنابل النابالم والفوسفور الأبيض وغيرها من المحرمات دوليًا في استهداف المناطق ذات التباعد العمراني كالمزارع والبساتين، في محاولة لإصابة أكبر عدد من الإفراد وإيقاع أكثر عدد من الضحايا.

 

يذكر أن “الخوذ البيضاء” منظمة سورية تأسست في العام 2013، من متطوعين محليين بهدف إنقاذ المدنيين العالقين تحت الأنقاض في المناطق التي تتعرض للقصف في سوريا، ونالت جوائز عالمية عدة، منها  جائزة “نوبل البديلة” في السويد عام 2016، وجائزة “حقوق الإنسان ودولة القانون” في العام ذاته.

 

وتعتبر المنظمة التي ترفع شعار”ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعاً” من أبرز المنظمات التابعة للمعارضة، ويحسب لها إنقاذ الآلاف من المدنيين العالقين تحت الأنقاض.

شاهد أيضاً

معوقات تحد من وصول الطالبات السوريات للتمثيل المتساوي في العمل الطلابي النقابي

قتيبة سميسم – أنقرة تفرض العادات والتقاليد المرتبطة بالموروث الاستبدادي الذي خلفه نظام الأسد على …

“دار الحياة” جرعة أمل لمرضى السرطان السوريين في تركيا

مريم سريول بعد زلزال السادس من شباط الماضي تم إيقاف دخول المرضى من شمال سوريا …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *