الرئيسية / سياسي / ميداني / مواد محلية مختارة / بعد اتفاق المجلس المحلي مع شركة تركيّة .. “إعزاز” على موعد مع الكهرباء الدائمة

بعد اتفاق المجلس المحلي مع شركة تركيّة .. “إعزاز” على موعد مع الكهرباء الدائمة

صدى الشام- مصطفى محمد/

أنهى المجلس المحلي في مدينة إعزاز بريف حلب، تحضيراته الأوليّة لبدء مشروع تزويد المدينة بالكهرباء الدائمة، وذلك بالتعاون مع شركة طاقة تركيّة خاصة.

وبحلول الأول من شهر نيسان القادم ستكون المدينة على موعد مع الكهرباء كخطوة أولى، على أن تتوسّع هذه التجربة لتشمل ريف إعزاز، ومن ثم باقي مدن وبلدات ريف حلب الشمالي أو ما يعرف بمنطقة “درع الفرات” في مراحل لاحقة.

وإلى ذلك الحين، يعوّل المجلس المحلي كثيراً على هذا المشروع الخدمي الرائد والذي من شأنه أن يخفّف عن الأهالي الانعكاسات السلبّية التي خلّفها غياب التيّار الكهربائي عن المدينة منذ أكثر من ثلاثة أعوام.

حلّ مرتقب

كما غيرها من المدن والبلدات التي تسيطر عليها المعارضة، تعيش مدينة إعزاز المكتظّة بالسكان على وقع غياب التيّار الكهربائي، الأمر الذي أجبر الأهالي على شراء الكهرباء (الأمبيرات) من المولّدات الكبيرة التي تعمل على المازوت (الديزل).

وعدا عن الكلفة المرتفعة لشراء “الأمبيرات” التي يصل سعر الواحد منها شهريّاً إلى7000 آلاف ليرة سورية وبساعات تشغيل محدودة لا تتعدّى الـ11 ساعة، فقد تسبّب غياب الكهرباء بارتفاع في أسعار كثير من السلع المنتجة محلياً بسبب ارتفاع تكلفة إنتاجها، فضلاً عن توقّف الكثير من المشاريع الصناعيّة الصغيرة عن العمل نتيجة غياب التيّار الكهربائي.

هذا الواقع الذي ينسحب على غالبيّة مناطق المعارضة دفع بالمجلس المحلي إلى البحث عن بدائل.

وفي هذا السياق، أكّد مدير مكتب الخدمات الفنيّة وإدارة المشاريع في “مجلس إعزاز المحلي” محمد عمر مصطفى، أن المجلس وقّع مؤخراً عقداً مع شركة “AK enerjy” التركيّة الخاصة لتزويد المدينة بالتيّار الكهربائي بشكل دائم.

وبحسب المسؤول المحلي فإن الشركة التركيّة ستباشر عملها في الأول من نيسان المقبل، وستبلغ استطاعة المشروع 30 ميغا واط في المرحلة الأولى. وأوضح مصطفى لـ”صدى الشام” أن المشروع الذي تمّ عبر وساطة “جمعيّة الرسالة التركية” سيقوم على تنفيذه كادر مؤلّف من 65 موظف (إداري، فني)، مشيراً إلى أنه “لا تفاصيل حتى الآن بحوزة المجلس عن كيفية عمل المحطة لأنّ التجهيزات لا تزال في الأراضي التركيّة”.

لكنه بالمقابل لفت إلى أنّ المشروع سيعتمد على الشبكة الكهربائيّة القديمة في إعزاز، إلى حين استبدالها تدريجياً بشبكة أرضيّة بشكل كامل، مبيّناً أنّ المجلس طلب من الأهالي الذي يعتزمون بناء مساكن جديدة تجهيزها بشبكة أرضية بشكل مسبق، كي لا يضطرّوا فيما بعد إلى ذلك.

وفي الوقت الذي أكّد فيه مصطفى أن التيّار الكهربائي الذي ستؤمّنه الشركة سيكون مستمرّاً على مدار 24 ساعة، فإنّه أشار إلى عدم معرفة المجلس المحلي بالأسعار التي ستضعها الشركة، وذلك بسبب عدم اكتمال المشروع، واستدرك أنّ ” الأسعار قيد الدراسة، لكنها ستكون مناسبة للأهالي، وحتماً هي أرخص من أسعار الأمبيرات بكثير”.

على نطاق أوسع

من جانب آخر، كشف مدير مكتب الخدمات الفنيّة وإدارة المشاريع في “مجلس إعزاز المحلي” أنّ الشركة ستوسّع عملها فور الانتهاء من مدينة إعزاز إلى ريف المدينة، وصولاً إلى باقي مناطق ريف حلب الشمالي.

وقال في هذا الصدد، إن تجهيزات الشركة الفنيّة ستكون مدروسة على هذا الأساس، أي لتغطية كل المنطقة بشكل تدريجي.

وبحسب مصطفى فإن أكثر ما يعيق المنطقة ويَحول دون عودتها لنشاطها الاقتصادي والتجاري السابق هو غياب التيار الكهربائي، معتبراً أنّ هذا المشروع “من المشاريع غير المسبوقة في ريف حلب، وفي كل المناطق السوريّة الخاضعة لسيطرة المعارضة”.

وفي تعليقٍ على ذلك، اعتبر المهندس عبدالله البكور، أنّ تطبيق ما هو مخطّط للمشروع لن يكون بالأمر السهل، بسبب ضياع قسم كبير من الشبكات الكهربائيّة التي تصل بين المدن والبلدات.

وقال لـ”صدى الشام” إن المشروع ليس واضحاً حتى اليوم، لأنه من غير المعروف ما إذا كانت الشركة ستقوم بإنشاء أكثر من محطة، أم ستكتفي بمحطة توليد واحدة.

تفاؤل

وما إن أعلن المجلس المحلي في إعزاز عن المشروع، حتى ساد التفاؤل الأوساط المحلية في المدينة، وخصوصاً أصحاب المشاريع والورش التجارية.

وفي هذا السياق، أعرب محمد كوسا، وهو من أهالي إعزاز عن سعادته البالغة بوصول التيار الكهربائي المستمر إلى المدينة، خصوصاً وأنّ تجهيز المشروع سيتزامن مع حلول فصل الصيف.

وقال كوسا لـ”صدى الشام”: “يكفي أنّ التيّار الكهربائي سيكون مستمرّاً، وخصوصاً في ساعات المساء، لأن الأمبيرات تكبّلنا بعدد ساعات محدود، عدا عن ارتفاع أسعارها الذي يشكّل عبئاً على الأهالي، والفقراء منهم تحديداً”.

من جانبها، لم تخفِ “أم أحمد” (ربّة منزل) سعادتها لأنها ستتمكن من تشغيل الثلاجّة على مدار اليوم، مضيفةً “الأهمّ بالنسبة لي أن لا أبقى مشغولة التفكير باحتمال فساد الطعام نتيجة انقطاع الكهرباء”، واستدركت بقولها “حين تأتي الكهرباء سأعدّ الطعام براحتي، ولن أخشى على الطعام المطبوخ من الفساد”.

شاهد أيضاً

قتيلان من قوات النظام السوري بهجوم لـ”داعش” بين الرقة ودير الزور

قتل عنصران من قوات النظام السوري وجرح ثالث في هجوم لتنظيم “داعش” الإرهابي ليل الجمعة …

ثاني عصيان داخل سجون “قسد” في الرقة خلال أسبوع

شهد سجن الأحداث الذي أنشأته “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد)، شريكة قوات “التحالف الدولي” بقيادة الولايات …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *