الرئيسية / منوعات / رياضة / من هم أبطال “الألقاب المؤجلة” في أوروبا؟

من هم أبطال “الألقاب المؤجلة” في أوروبا؟

صدى الشام- مثنى الأحمد/

تُعد كرة القدم الأوروبية ودورياتها المختلفة خصوصاً الكبرى منها الوجهة الأولى لمتبعي الساحرة المستديرة حول العالم، ليس لأنها توفر المتعة لجمهورها وحسب بل للأجواء التنافسية التي تمثل السمة الأساسية لهذه الدوريات.

حضور هذا الطابع التنافسي تقف خلفه بشكل أو بآخر أندية لم نعتد رؤيتها تحصد الألقاب وتصعد منصات التتويج بصورة مستمرة، وإنما هي أندية تمسّكت بلعب دور المصارع الشرس الذي يُقاتل حتى آخر الأنفاس، وفي اللحظات الأخيرة يخسر حلماً طال انتظاره، لكنه في الوقت ذاته ينال احترام الجميع نهاية كل موسم، قبل أن يعود ويُجهّز لمعركة الموسم التالي.

من القواعد الأساسية للكرة الأوروبية هي الاستمرار في العمل والاجتهاد حتى تأتي الألقاب، ومن المفارقات أن تلك الأندية العاجزة عن التتويج بها منذ زمن طويل لا تدخر أي مجهود وتوفّر العناصر القادرة على فعل ذلك، ولكن النهايات لا تأتي كما تشتهي.

ديوك لندن

يضمّ الدوري الإنجليزي الممتاز 5 أو 6 أندية قادرة جميعها على خطف الألقاب، لذلك دائماً ما تكون هوية صاحب اللقب مجهولة حتى الأسابيع الأخيرة من عمر البطولة، وبالمقابل فإن من المعتاد أيضاً رؤية توتنهام هوتسبير في المركزين الثاني والثالث، كما هو الحال في المواسم الثلاث الأخيرة.

هذه النتائج اللافتة التي حققها النادي اللندني لم تكن مستغربة من قبل متابعي الـ “بريميرليغ” ففي إنجلترا يرددون دوماً عبارة “إن كان يوجد فريق قادر على حصد اللقب فهو توتنهام”، لكن لا أحد يجزم بإمكانية تحقيق ذلك، ليس لشدة المنافسة كما ذكرنا سابقاً وإنما لما عرف عن سبيرز من سوء الحظ وقلة التوفيق.

وهذا ما تأكد موسم 2016/2015 قبل الماضي والذي عرف تراجعاً في مستوى الأندية الأخرى، الأمر الذي كان سيفضي إلى تتويج توتنهام باللقب لولا المفاجأة التي جاءت من ليستر سيتي مع العجوز الإيطالي “كلاوديو رانييري” الذي تمكن من حصد أول لقب دوري في تاريخ النادي، بينما حل “ديكة لندن” في مركز الوصافة.

وفي ذلك الموسم سجّل توتنهام أكبر عدد من الأهداف في المسابقة واستقبل أقل عدد منها متفوقاً على ليستر نفسه، وكان يملك المهاجم “هاري كين” أفضل هداف في البطولة، و”ديلي ألي” أفضل لاعب شاب، فضلاً عن وجود مدرب معروف بحنكته، إلا أن كل هذه الميزات لم تقرّب اللقب الثالث من خزائن النادي، والأمر ذاته تكرر في الموسم التالي حين أخفق المدرب الأرجنتيني “ماوريسيو بوتشيتينو” في مساعيه لتكون الكلمة الأخيرة لصالح تشيلسي مع إيطالي آخر هو “أنطونيو كونتي”، وحينها حلّ توتنهام ثانياً كما جرت العادة.

ويعود آخر لقب دوري حققه توتنهام لموسم 1960–1961، وهي فترة طويلة جداً لنادٍ لم يبتعد عن المنافسة سوى لفترات قصيرة عرف خلالها تراجعاً في المستوى والنتائج بسبب المشاكل المادية التي هددت استقراره.

إعادة الأمجاد

سيطر يوفنتوس خلال المواسم الستة الأخيرة بشكل مطلق على جميع الألقاب المحلية، وبات صاحب الرقم القياسي الأول بعدد مرات التتويج بلقب الدوري على التوالي (6 مرات)، لكنه وفي كل موسم كان عليه التفوق على منافس يخلق له العديد من الصعوبات.

في إيطاليا لا يحتاج المتابع لكرتها لكثيرٍ من البحث والمقاربات والمقارنات حتى يخرج بخلاصة أن الدوري الإيطالي كان سيفقُد جاذبيته وحسه التنافسي لولا وجود نابولي؛ النادي الذي اشتاق إلى إعادة أمجاد التسعينيات مع “دييغو أرماندو مارادونا” الأسطورة الأرجنتينية الخالدة في ذاكرة عشاقه.

ولعب نابولي مؤخراً دور المنافس الوحيد لنادي السيدة العجوز مع غياب أندية إنتر واي سي ميلان اللذين عصفت بهما المشاكل المالية والإدارية. ولم يحتج نادي الجنوب الإيطالي سوى القليل من التدبير وحسن الإدارة مع كثيرٍ من المؤازرة والـ “غرينتا” التي يشتهر بها أنصاره حتى يُشكل قوة لا يستهان بها على مستوى أوروبا كلها وليس فقط في إيطاليا، وذلك بعد أن عاش سنوات مريرة أدت به للعب في الدرجة الثالثة في يوم من الأيام.

ويبحث نابولي عن لقب ثالث في الدوري الإيطالي -وهو إنجاز لم يتحقق منذ عام 1990- عبر التتويج بالبطولة هذا الموسم متسلحاً بنتائج وأداء رائع يرافقه لمحات فنية مميزة، وذلك على أمل إنهاء 27 عاماً حُرم خلالها من الوصول إلى درع الدوري ووضعه في خزائنه.

السنوات العجاف

يتربع مانشستر يونايتد على عرش أكثر الأندية الإنجليزية تتويجاً باللقب المحلي برصيد 20 لقبًا كان آخرها في موسم 2013/2012 أي قبل خمسة مواسم، لم يعرف بعدها النادي أي طعم للنجاح على مستوى بطولة الدوري، الأمر الذي كان بمثابة “العار” بالنسبة لأنصاره، لكن ماذا عن ليفربول صاحب الـ 18 لقباً والذي كان آخر تتويج له بالدوري قبل 27 عاماً تحديداً في موسم 1990/1989؟ هل يحقق ليفربول فعلياً ما يوازي سمعته الكروية وشهرته؟

غاب ليفربول عن التتويج بدرع الدوري لفترة طويلة وهي حقيقة تثبتها الأرقام بشكل واضح، لكن الأرقام تؤكد أيضاً أن الـ “ريدز” هو من أكثر الأندية منافسة على اللقب طيلة الـ 27 عاماً الماضية، ويكفي أن ننظر إلى مسيرة النادي في دوري الأبطال لنتأكد أنه لم يكن أقل مستوى من الأندية التي حصدت لقب الدوري خلال فترة غيابه عنه.

ارتبط اسم ليفربول خلال السنوات الماضية بسوء الحظ الذي حرمه في مناسبات عديدة من التتويج باللقب التاسع عشر له، حتى بات يدور حديث في إنجلترا عن تعويذة سحرية ألقيت على النادي لم يستطع فكها نجوم كبار مثلوا الفريق أمثال “لويس سواريز”، “فرناندو توريس”، “تشابي ألونسو”، “مايكل أوين” و”ستيفين جيرارد”، علماً أن هذا الأخير تمكن من إيصال فريقه إلى نهائي دوري الأبطال في مناسبتين توج بواحدة منها، ولكن لقب الدوري الانجليزي بقي عصياً على “جيرارد” طوال مسيرته مع الحمر.

في موسم 2013/2012 كان ليفربول بقيادة المدرب الأسكتلندي “برندن روجرز” قريباً جداً من كسر اللعنة التي رافقته لكن الخسارة أمام تشيلسي في الجولة قبل الأخيرة منحت اللقب لليونايتد الذي كان يمتلك 7 ألقاب فقط عندما أحرز الـ “ريدز” لقبه الأخير.

المجتهدان

يمثل ناديا روما الإيطالي وفالنسيا الإسباني حالتين تتركان علامات استفهام مستمرة في الكرة الأوروبية، فهما يتمتعان بحضور واجتهاد محلي دائمين، وغالباً ما يكونان منافسين حقيقيين على لقب الدوري في بلديهما، لكنهما ومنذ فترة ليست بالقصيرة باتا أبطالاً بلا ألقاب.

فاز روما ثلاث مرات بلقب الدوري الإيطالي في موسم 1941/42 و 1982/83، في حين كانت المرة الثالثة والأخيرة التي يفوز بها بلقب الدوري في موسم 2000-2001، ويحسب لنادي العاصمة الإيطالية أنه كان المنافس الوحيد في فترة الإنتر الذهبية مع “روبيرتو مانشيني” ومن بعده “جوزيه مورينيو” اللذين حقق الإنتر معهما أربعة ألقاب متتالية في الدوري المحلي.

واستطاع روما أيضاً مقارعة يوفنتوس في المواسم الستة الأخيرة، وكان أحد أضلاع مثلث القوة في إيطاليا مع نابولي واليوفي.

ومن جانبه كان فالنسيا مع أتلتيكو مدريد أحد المنافسين الحقيقيين الدائمين للكبيرين ريال مدريد وبرشلونة، غير أن الأتلتي نجح في إحراز اللقب قبل ثلاثة مواسم، وهو أمر لم يتمكن “الخفافيش” من تحقيقه منذ موسم 2003/2002.

ومنذ ذلك الموسم الذي أبدع فيه رفاق “مندييتا” تحت قيادة المدرب “رافاييل بينيتيز” وفالنسيا يقارع الكبار دون أن يحظى بلقب الدوري، ويحسب له أن كان باباً خرج منه الكثير من المواهب التي تألقت مع أندية أوروبية كبيرة وحققت إنجازات عظيمة أمثال “ديفيد فيا”، “إيسكو”، “فرناندو موريانتس” و”ديفيد دي خيا”.

شاهد أيضاً

كاد يموت بسبب التنس.. حازم ناو لاعب سوري فر من الحرب فتألق في ألمانيا

تمثل لعبة التنس للسوري حازم ناو أهمية كبيرة لدرجة أنه اقترب من الموت بسببها، فعندما …

الهلال السعودي يتعاقد مع نجم وسط لاتسيو

أبرم نادي الهلال السعودي اتفًاقا لضمّ لاعب وسط لاتسيو الإيطالي، الصربي سيرغي ميلينكوفيتش-سافيتش حتى العام …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *