صدى الشام- سليم نصراوي/
صنّف التقرير السنوي للحريات والديمقراطية الذي تصدره مؤسسة “فريدوم هاوس” الأمريكية، خمس دول عربية في قائمة الدول التي تراجعت فيها الديمقراطية إلى جانب سوريا التي تذيلت القائمة، كما سلّط التقرير الضوء على بعض الدول في العالم كالصين وروسيا التي اغتنمت الفرصة ليس فقط لتعزيز القمع الداخلي ولكن أيضًا لتصدير نفوذها إلى بلدان أخرى.
وقد رسمت المؤسسة التي ترصد واقع الديمقراطية والحريات في جميع دول العالم في تقريرها لعام 2018 صورة قاتمة لهذه الأوضاع.
وبحسب تقرير المنظمة غير الحكومية فإنه وللسنة الثانية عشرة على التوالي، فاقت البلدان التي شهدت انتكاسة ديمقراطية تلك التي سجّلت مكاسب، وذكر التقرير أن 88 بلدًا صنف على أنه “حر”، بينما صنف 49 بلدًا بأنه “ليس حرًا”.
وقالت المنظمة إن تراجع الديمقراطية في الكثير من الدول أمر مثير للقلق، حيث اغتنمت الدول الرائدة في العالم كالصين وروسيا، الفرصة ليس فقط لتعزيز القمع الداخلي ولكن أيضًا لتصدير نفوذها إلى بلدان أخرى، والتي تقوم على نحو متزايد بنسخ سلوكها وتبني استخفافها بالديمقراطية.
وعلى غرار دول كثيرة من دول العالم الثالث وضع التقرير دول العالم العربي ضمن الدول التي انتكست فيها الحريات السياسية والمدنية وتعرضت فيها حقوق الإنسان لانتهاكات جسيمة.
وصنفت المؤسسة الدول العربية ضمن ثلاث مجموعات احتلت فيها تونس الصدارة من حيث احترام حقوق الانسان رغم تراجع مؤشر الحريات مقارنة بما كان عليه عام 2016، واحتل لبنان المرتبة الثانية متبوعًا بكل من المغرب والأردن والكويت التي صنفها التقرير ضمن خانة الدول التي يتمتع مواطنوها بحريات نسبية.
وأدرج تقرير المنظمة غير الحكومية ضمن المجموعة الثانية، كلًا من الجزائر والعراق ومصر وقطر وعمان والإمارات واليمن التي تنعدم فيها الحريات وتنتهك فيها الحقوق السياسية والمدنية.
وضمت المجموعة الثالثة التي صنفها التقرير ضمن “الأسوأ عالميًا” السعودية واعتبرها سابع أسوأ دولة من حيث الانتهاكات التي تتعرض لها الحريات والديمقراطية، متساوية مع الصومال ومتأخرة عن السودان. وضمن المجموعة نفسها أدرجت المؤسسة البحرين وليبيا بعد تفاقم أوضاعها الأمنية والسياسية العام الماضي.
أما سوريا فقد وضعها التقرير في ذيل القائمة بل خارج نطاق التصنيف، كأقل دول العالم حرية وديمقراطية على الإطلاق، وذلك “بسبب الحرب التي تعصف بها” وفق المنظمة.