الرئيسية / سياسي / ميداني / مواد محلية مختارة / دراسة تكشف معلومات مثيرة عن تبعية “الهلال الأحمر” لنظام الأسد
الهلال الأحمر السوري

دراسة تكشف معلومات مثيرة عن تبعية “الهلال الأحمر” لنظام الأسد

صدى الشام/

كشفت دراسة جديدة، أن منظمة “الهلال الأحمر العربي السوري” لم تكن حيادية خلال سنوات الثورة السورية، وأن الإداريين داخلها يتم تعيينهم من خلفيات أمنية.

الدراسة أصدرها “مركز جسور للدراسات” تحدّث فيها عن أداء منظمة الهلال الأحمر العربي السوري خلال سنوات “الأزمة السورية”، حسب تعبيرهم.

وقدّمت الدراسة معلومات عن تأثر المنظمة بالتوجّه السياسي والأمني في تلك المرحلة الزمنية.

تأسّس الهلال الأحمر في عام 1942 خلال فترة الحكم الفرنسي في سوريا، ويتكوّن من 14 فرعاً موزّعين على المحافظات السورية.

وخلال سنوات الثورة السورية، أخذ الهلال الأحمر أهمية كبيرة حيث استفرد محلياً بالشراكة مع منظمات الأمم المتحدة، التي تحتاج إلى شريك محلي مسجل قانونياً، ومعترف به من النظام السياسي المعترف به دولياً، وهو الشرط الذي يحققه الهلال الأحمر بصورة كبيرة، مستفيداً من اسمه وانتمائه العالمي.

وقالت الدراسة: “إن رئيس المنظمة الحالي هو المهندس خالد حبوباتي، وهو صهر راتب الشلاح، رئيس اتحاد غرف التجارة السورية سابقًا، وحبوباتي هو رجل أعمال، وكان يملك كازينو نادي الشرق الذي أُغلق بعد أشهر من افتتاحه، وكان والده من قبل يملك ثلاثة كازينوهات”.

وأشارت الدراسة إلى أن حبوباتي لم يكن سابقاً عضواً في المكتب التنفيذي ولا في مجلس إدارة المنظمة، ولم يكن من كوادر الهلال الأحمر أو متطوعيه يوماً، وتم تعيينه في 27 كانون الأول 2016 بقرار من رئيس مجلس الوزراء، عماد خميس، بعد أوامر رسمية لرئيس المنظمة السابق عبد الرحمن العطار بتقديم استقالته، وقد استجاب لها تحت الضغوط.

وأوضحت الدراسة، أن السنوات الأخيرة شهدت حملة إقصاء وإزاحة لعدد كبير من المتطوعين والموظفين وحتى بعض كبار الإداريين في المنظمة، بسبب رغبة نظام الأسد في التأثير والتحكم أكثر بسير عمل الهلال الأحمر، ما استدعى حملة الإقصاء بالتزامن مع حملة تعيينات غير قانونية لأشخاص مقربين من النظام ومعروفين بتوجهاتهم السياسية.

وذكرت الدراسة أن الانتخابات الداخلية، رغم كل ما كان يشوبها أصلاً من اتهامات بالمحسوبية والتدخلات الأمنية، قد أوقفت منذ عام 2011 تحت ذريعة الظروف الاستثنائية، وشكل ذلك تعطيلاً صريحاً للنظام الداخلي.

وبحسب الدراسة فإن أحد أهم المبعدين بطريقة غير مباشرة الدكتور عبد الرحمن العطار، رئيس منظمة الهلال الأحمر السابق، ورجل الأعمال المعروف، وذلك بعدما تبين أنه كان يسمح باستجابة فرق الهلال ونشاطها في المناطق الخارجة عن سيطرة النظام، وقد توفي العطار يوم 15/2/2018.

ومن الشخصيات النافذة في المنظمة أيضاً تمام محرز، وهو ابن أخ آصف شوكت، ويقول عدد من إداريي المنظمة السابقين الذين تمّت مقابلتهم إن جميع طلباته في المنظمة لا يمكن أن ترد.

ويعمل محرز في المنظمة منذ 20 عاماً؛ وهو حالياً مسؤول عن عمليات المنظمة بشكل عام، ويشرف على فرع إدلب، كما أنه رئيس فرع دمشق، في سابقة في تاريخ الفرع، حيث لم يسبق أن ترأس هذا الفرع شخص من الطائفة العلوية، وكانت الهيمنة فيه سابقاً لبعض الأسر الدمشقية التي ينظر إلى أبنائها على أنهم من أقدم المتطوعين فيها.

الدراسة أكملت، أن إدارة الهلال الأحمر امتنعت عن منح بعض المغادرين، سواء من المستقيلين أو المفصولين أو المعتقلين حقوقهم المالية والمعنوية، كالرواتب المتأخرة ومكافأة نهاية الخدمة وشهادات الخبرة ورسائل التوصية، وذلك لمنع المغادرين من العمل مع منظمات إغاثية أخرى خارج البلاد أو في المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة، مشيرةً إلى أن أغلب متطوعي فروع حماة وريف دمشق وريف حلب غادروا عملهم وباتوا خارج البلاد، ويقدّر عدد المغادرين سواء طوعاً أو قسراً بحوالي 300 متطوّع.

وبحسب ذات الدراسة، فإن استعراض عمل المنظمة خلال السنوات السبعة الماضية يظهر أنها قامت بالتمييز في خدماتها بناء على الآراء السياسية للمستفيدين، وبدا الفرق واضحاً بين المناطق التي تشهد حراكاً معارضاً، أو التي تقع تحت سيطرة المعارضة، وتلك التي لم تشهد مثل هذا الحراك ولم تخرج عن سيطرة النظام، وقد سجّلت عدد من الفروع صدور أوامر من رئاسات هذه الفروع تتضمّن منع كوادر الفرع من التدخل أثناء الاحتجاجات عندما يسقط فيها قتلى وجرحى نتيجة استخدام قوات الأمن للعنف والرصاص الحي.

وانتهك “الهلال الأحمر” مبدأ الحياد، حيث قام بتعيين أفراد في مواقع قيادية بناء على توصيات أمنية، ولم يُخْفِ هؤلاء اتجاههم السياسي المؤيد للنظام، ومارسوا عمليات إقصاء داخل المنظمة بناءً على أسس سياسية، كما يُتهم بعضهم بالعمل مع الأجهزة الأمنية، حيث يقومون بالوشاية بزملائهم وبتقديم تقارير ذات طابع أمني عن مناطق المعارضة التي يقومون بدخولها برفقة الأمم المتحدة، وفقاً للدراسة ذاتها.

شاهد أيضاً

ندوة للتذكير بالمفقودين السوريين: القضية بين الواقع والمأمول

هاتاي – عبد الله البشير أقامت منظمة العدالة من أجل السلام ندوة تعريفية اليوم الأربعاء …

مقابل وجبة طعام… أطفال مخيمات ضحايا الاستغلال في “التيك توك”

مهند المحمد كالنار في الهشيم، انتشرت في الأشهر الماضية ظاهرة توزيع الحصص الغذائية على الأطفال …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *