الرئيسية / ترجمات / هل “ترامب” مؤهّل للاستمرار في الحكم؟

هل “ترامب” مؤهّل للاستمرار في الحكم؟

صدى الشام /

اهتمّت الصحف الغربية، الأسبوع الماضي، بمضمون وتداعيات نشر كتاب “نار وغضب: داخل بيت ترامب الأبيض”،  وأثار الكتاب عاصفة من الجدل خلال الفترة الماضية بعد أن تطرق إلى كواليس انتخاب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وعامه الأول في البيت الأبيض وصولاً إلى التشكيك بصحته العقلية.

ومن بين وسائل الإعلام المهتمة، ذكرت صحيفة “لوموند” الفرنسية أن الكتاب الذي صدر يوم 5 كانون الثاني الجاري وضع البيت الأبيض وبالذات الرئيس ترامب في موقف لا يحسد عليه.

ووصفت الكتاب الذي أصبح اليوم أكثر الكتب مبيعاً في أمريكا، بأنه “كشكول من القصص المتعددة الألوان والأشكال المنتقاة والضارة في كثير من الأحيان”.

إحراج

 وقالت الصحيفة إنه لم يحدث في التاريخ الحديث أن وجدت الصحافة الأمريكية كشفاً محرجاً لتصرفات إدارة جديدة بعد سنة واحدة فقط من تسلمها للحكم. واعتبرت أن البيت الأبيض خسر بهذه التسريبات السيطرة على الرواية السياسية الرسمية على المدى القصير، وذلك قبل ثلاثة أسابيع من خطاب حالة الاتحاد الذي يفترض أن يلقيه ترامب يوم 30 كانون الثاني الحالي أمام غرفتي الكونغرس الأميركي، إذ وضع “نار وغضب” هذه الإدارة في موقف دفاعي بعدما حققت انتصاراً باهراً مع اعتماد الإصلاح الضريبي الواسع الذي كان بإمكان ترامب أن يقدمه على أنه دليل على الصحة الجيدة للاقتصاد.

لكن لوموند لفتت إلى أن الشخص المحوري في هذه التسريبات ستيفن بانون، لم يربح من فعلته كثيرًا، بل إن الأنظار تتجه إلى زعيم الأغلبية بمجلس الشيوخ ميتش ماكونيل (كنتاكي) ورئيس مجلس النواب بول راين (ويسكونسن) بوصفهما الأكثر استفادة من نشر هذه المعلومات.

ونقلت عن جيم جركتي، المتحدث باسم اليمين المناهض لترامب خلال حملته الانتخابية، قوله تعليقاً على ما ينبغي فعله مع الرئيس حالياً في مقال بمجلة “ناشيونال ريفيو” الأمريكية “لنصفق للرئيس عندما يكون محقاً، وننتقده عندما يكون مخطئاً، ونسايره إلى أقصى ما يمكن أن يوصلنا إليه، لكن عندما يحين الوقت الذي لا يكون فيه قادراً على حملنا ينبغي أن نتخلى عنه”.

وعددت الصحيفة عشر معلومات قالت إنها هامة استخرجتها من القراءة الأولية لكتاب “نار وغضب”، شملت قول بانون إن ترامب الابن “خائن”، وإن ترامب كان متأكداً من أنه سيخسر الانتخابات، وإنه رفض استثمار أمواله الخاصة في حملته الانتخابية لتأكده من أنه لن ينجح، كما أورد الكتاب وصف ترامب الابن وجه أبيه بعد إعلان فوزه بأنه كان مثل “الوحش”، ودموع زوجة الرئيس ملانيلا التي لم تكن “دموع فرح” بالفوز، فضلاً عن عدم رضا ترامب بحفل التنصيب، وتحذيره لعمال البيت الأبيض من لمس فرشاة أسنانه خوفاً من الاغتيال.

ومن تلك المعلومات أيضاً أن ترامب رئيس أصابه الملل خلال قراءة الدستور واكتفى بالاطلاع على بنوده الأربعة الأولى، وابنته تكشف لغز تسريحة ولون شعره، ومستشارته تقول إنه لا يمتلك تصوراً واضحاً عن أولويات البيت الأبيض.

أعراض

بدورها تناولت صحيفة ذي أوبزيرفر البريطانية موضوع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وما يدور حول صحته العقلية ومدى ملائمته للاستمرار في كرسي الحكم، وأشارت إلى أنه أصبح الآن يشكل خطراً يستدعي أن تكون صحته العقلية محل اهتمام عام.

ونشرت الصحيفة مقالاً لأستاذة بكلية الطب في جامعة ييل بولاية كونكتيكت الأمريكية، قالت فيه إنها أحد أعضاء فريق مكوّن من الأطباء والخبراء المهتمين يتألف من 27 طبيباً نفسياّ وعدد من خبراء الصحة النفسية، وإن أعضاء الفريق وضعوا قبل ثمانية أشهر تقييماً لمخاوفهم المتعلقة بالصحة العقلية لترامب في كتاب.

وأضافت الخبيرة الطبية النفسية أن هذا الكتاب سرعان ما أصبح الأكثر مبيعاً لدرجة أنه نفد من المكتبات في غضون أيام، وأن الفريق اكتشف أن هناك صدى لمساعيه في أوساط الجماهير في هذا السياق.

وقالت “رغم أننا نحافظ على قاعدة غولدووتر من ميثاق أخلاقيات المهنة الطبية، التي تحظر على الأطباء النفسيين تشخيص شخصيات عامة دون فحص شخصي ودون موافقة مسبقة، فإنه لا يزال هناك الكثير مما يمكن للأطباء النفسيين المهنيين الإخبار به قبل أن يدركه العامة”.

وأوضحت الخبيرة النفسية أن هذا التقييم يعتبر ممكناً عن طريق مراقبة أنماط استجابات الشخص المعني، ومن تعامله مع وسائل الإعلام مع مرور الوقت، ومن تقارير تتعلق بمقربين منه.

وقالت “إننا نعرف عن ترامب في هذا السياق أكثر مما نعرف عن غالبية مرضانا”، وأضافت أن “الصحة الشخصية للرموز العامة تبقى تعتبر شأناً خاصاً بأصحابها إلى أن تشكل تهديداً للصحة العامة”.

وأضافت أنه من أجل إجراء تشخيص للحالة فإن المرء يحتاج إلى جميع المعلومات ذات الصلة، بما في ذلك المقابلة الشخصية، ولكن لتقييم مدى الخطورة فإنه لا يحتاج المرء إلا لمعلومات كافية لدق جرس الإنذار، فالأمر يتعلق بالحالة أكثر من الشخص، حيث قد لا يكون الشخص خطراً في وضع آخر مختلف.

وقالت الخبيرة إن ترامب في منصب الرئاسة يشكل خطراً، وأوضحت أن العنف في الماضي يعتبر أكبر مؤشر على العنف في المستقبل، وإن ترامب سبق أن أظهر عنفاً لفظياً وأنه تفاخر بالاعتداءات الجنسية، وأن حرّض على العنف في البلدان الأخرى، بما في ذلك التخويف المستمر لأمة معادية باستخدام الأسلحة النووية.

وأضافت الخبيرة النفسية أن السمات المحددة المرتبطة بالعنف تشمل الاندفاع والتهور وجنون العظمة وإساءة فهم العواقب وردود الفعل الغاضبة وانعدام التعاطف والعدوانية تجاه الآخرين والحاجة المستمرة إلى إظهار القوة.

وقالت إن هناك نمطاً آخر يظهر أنه خطير وهو الذي يتعلق بأدائه المعرفي أو مدى قدرته على معالجة المعرفة والأفكار على نطاق واسع، وأضافت أن كثيرين لاحظوا انخفاضاً واضحاً في قدرته على تشكيل جملة كاملة أو على البقاء مع الفكرة أو على استخدام مفردات معقدة دون فقدان الصلة فيما بينها.

ورأت أن هذا كله يعتبر خطيراً، وذلك بسبب الأهمية الحاسمة لقدرة صنع القرار في المكتب الذي يشغله.

وقالت إن التدهور المعرفي يمكن أن ينجم عن أي عدد من الأسباب النفسية أو العصبية أو الطبية أو الأدوية التي يتناولها، وبالتالي فإن الأمر يحتاج إلى التحقيق والكشف الدقيق.

قلق

وذكرت الخبيرة النفسية أن التشخيص بحد ذاته يعتبر أمراً يهم ترامب نفسه، ولكن الفريق يشعر بالقلق إزاء ما إذا كان الرئيس أو رئيس هيئة الأركان قادراً على العمل في مكتبه، وأن الفريق يهدف إلى التحذير وتثقيف الجمهور، وذلك حتى يتمكن من حماية أمن الرئيس وصحته وسلامته.

وأشارت إلى أنه لا يوجد في تاريخ الولايات المتحدة فريق طبي من المهنيين في مجال الصحة النفسية شعر بالقلق بشكل جماعي إزاء استمرار الرئيس في كرسي الحكم.

وأوضحت أن ترامب بحالته هذه لا يعتبر شخصاً غير عادي، فمثله كثيرون، ولكن يعتبر من غير المألوف العثور على شخص بمثل هذه العلامات من الخطر في مكتب الرئاسة.

وأضافت أن حالة ترامب قد تعتبر غير مسبوقة في تاريخ الولايات المتحدة، ولكن عند وجود قائد بمثل هذه الأعراض في أنحاء العالم فإن النتائج ستكون مدمرة بشكل كبير.

وتحدثت الخبيرة النفسية عن التفاصيل المتعلقة بالأمراض النفسية والعقلية وأعراضها ومخاطرها، وقالت إن السياسة تتطلب السماح للجميع بتكافؤ الفرص، وإن الطب كذلك يتطلب معاملة الجميع على قدم المساواة في حمايتهم من المرض.

ولفتت إلى أن التقدم الذي أحرزته التحقيقات التي يقوم بها المحقق روبرت مولر، كان مقلقاً للجميع، وذلك بسبب آثارها المتوقعة على استقرار الرئيس. وأضافت أن ترامب سبق أن أظهر علامات واضحة على هشاشة نفسية في ظل الظروف العادية، فهو بالكاد قادر على التعامل مع النقد الأساسي أو الأخبار غير المؤثرة، فكيف سيكون الحال عند مواجهته باتهامات؟

واختتمت الخبيرة بالقول إنه إذا عانى ترامب جراء عدم الاستقرار العقلي، فإن الأمر سينعكس على السلامة العامة والأمن الدولي.

شاهد أيضاً

بلجيكا تحتجز فتاة قاصر سورية لمدّة يومين في مطار بروكسل الدولي

صدى الشام احتجزت السلطات البلجيكية، فتاة سورية قاصر تبلغ من العمر 17 عامًا، بعد وصولها …

أمضى أربع سنوات - رويترز

صحيفة: “دي مستورا” دخل في مأزق بعد إعلان استقالته

“ستيفان دي ميستورا دخل في مأزق” بحسب مقال كتبته الصحفية الروسية “ماريانا بيلينكايا ويلينا تشيرنينكو”، …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *