الرئيسية / منوعات / رياضة / مُعارون يثبوت أنفسهم بعد أن ضاقت بهم فرقهم الأصلية

مُعارون يثبوت أنفسهم بعد أن ضاقت بهم فرقهم الأصلية

صدى الشام _ مثنى الأحمد/

تلجأ معظم الأندية الأوروبية إلى إعارة بعض لاعبيها لأندية أخرى قادرة على توفير وقت كافٍ لهؤلاء اللاعبين لكي يثبتوا قدراتهم على أرض الملعب، بعد أن ضاقت بهم فرقهم الأصلية إما بسبب ازدحامها بالنجوم أو لوجود من هم أكثر خبرة وتمرّساً فيها.
وغالباً ما يكون اللاعب المعار من المواهب الشابة التي تبحث عن التطور وهو ما يتطلب اللعب بانتظام وفي مستوى عالٍ من الاحتكاك.
لكن في بعض الأحيان قد نرى لاعباً يعتبر من الأسماء الكبيرة في كرة القدم تتمّ إعارته لعدم تأقلمه مع الظروف التي تُحيط بناديه -كأحد الأسباب- مما يدفعه للعودة إلى أجوائه القديمة، ومثال ذلك اللاعب الكولومبي “خوان كوادرادو” الذي دفع تشيلسي لضمه من فيورنتينا الإيطالي مبلغ 35 مليون يورو لكن اللاعب لم يتأقلم مع الأجواء الإنجليزية لتتم إعارته بعد موسم واحد إلى يوفنتوس، ويصبح أحد عناصره الأساسيين قبل أن يقرر مسؤولو “السيدة العجوز” شراء عقده بصفة نهائية الصيف المنصرم.
وفي كثير من الأحيان تُمثل الإعارة سبباً قوياً لتألق اللاعب مع النادي المُعار له، حتى لو كان شاباً ما يزال يشقّ طريقه حديثاً في عالم المستديرة، ليشكل ذلك الدافع الكبير عند اللاعب لإثبات ذاته أولاً والتأكيد على أنه عنصر فعال يمكن الاعتماد عليه لينال مقعداً أساسياً سواء مع النادي الذي يلعب له أو ناديه الأصلي أو حتى لدى الذهاب إلى نادٍ آخر قد يكون من كبار الأندية العالمية، وهذه الصورة تجلت في العديد من اللاعبين الذين لفتوا بأدائهم المتميز الأنظار هذا الموسم.

الخفاش البرتغالي

واجه باريس سان جيرمان منافسة شرسة من عدة أندية أوروبية أبرزها مانشستر سيتي قبل أن ينجح في ضم البرتغالي “غونزالو غوديس” ذو الـ 20 عاماً من نادي بنفيكا مقابل 30 مليون يورو الموسم قبل الماضي، إلا أن ازدحام الخط الأمامي وتواجد الثلاثي المرعب (نيمار، مبابي، كافاني) دفع الجناح الشاب لمغادرة النادي معاراً، إذ لم يشارك سوى في 11 مباراة بقميص النادي الفرنسي، ليكون نادي “الخفافيش” فالنسيا وجهة هذا اللاعب مع بداية الموسم الحالي.
مع فالنسيا حقق البرتغالي الشاب مراده باللعب أساسياً في تشكيلة المدرب الإسباني “مارسيلينو غارسيا”، وتفجرت قدراته الهجومية ليتمكن من تقديم الإضافة المنتظرة لـ “الخفافيش” هذا الموسم، حيث شارك في 15 مباراة في الدوري الإسباني وسجل 4 أهداف وصنع 6، ليضع نفسه بين أفضل لاعبي الـ “ليغا”، ما جعله محطّ أنظار الكبار عقب هذا التألق الكبير.
وبالرغم من تقديمه لمستويات فنية كبيرة في مسابقة بقيمة الدوري الإسباني إلى أن إدارة باريس سان جيرمان وجهازه الفني بقيادة “أوناي إيمري” لا تُفكر باستعادة لاعبها، نظراً لتواجد نجم كبير من وزن “نيمار” يلعب في المركز ذاته، وهو أمر قد يكون لصالح اللاعب الذي بكل تأكيد لا يرغب في خوض منافسة قد تكون خاسرة مع اللاعب البرازيلي، لكن لا خوف على مستقبل “غوديس” كونه بات مطلباً لأندية أخرى في مقدمتها ريال مدريد وفالنسيا الذي ينافس برشلونة وأتلتيكو مدريد على صدارة الدوري هذا الموسم بفضل القوة الهجومية التي يوفرها الموهوب البرتغالي.

الثنائي المميّز

باتت عبارة “لا خوف على مستقبل دفاع اليوفي” تتردد بشكل مستمر في إيطاليا مؤخراً، بعد المستوى الكبير الذي ظهر عليه لاعبا أتالانتا بيرغامو “ماتيا كالدارا” و”ليوناردو سبينازولا”، اللذان يلعبان الموسم الثاني لهما على التوالي بصفة إعارة من يوفنتوس؛ المالك الأصلي لعقد اللاعبين.
ويشكل قلب الدفاع “كالدارا” والظهير الأيسر “سبينازولا” واحداً من أقوى خطوط الدفاع في إيطاليا وأوروبا وهو ما أثبتته المشاركة الناجحة- حتى الآن- للفريق الإيطالي في مسابقة الدوري الأوروبي، وتأهله متصدراً لمجموعته على حساب أندية إيفرتون وليون.
ويتميز “كالدارا” بأداء دفاعي قوي من خلال مهاراته في افتكاك الكرات وتدخلاته الناجحة ناهيك عن تقديمه لمساهمات هجومية جيدة، فقد نجح في تسجيل 3 أهداف عقب المشاركة في 16 مباراة، بينما نجح الثاني بتقديم أداء متوازن بين الدفاع والهجوم جعله من بين أهم الأظهرة في إيطاليا.
وعلى الرغم من إدراك الجهاز الإداري والفني في يوفنتوس لحجم موهبتي “كالدارا” و”سبينازولا” إلا أن خط دفاعه المكون من لاعبين بقيمة “كيليني، بونوتشي، بارزالي”، والظهيرين البرازيليين “ألفيس وأليكس ساندرو”، يبدو غير قابل للمساس، مما دفع النادي إلى إعارة اللاعبيَن إلى أتالانتا لمدة موسمين وذلك حتى الصيف القادم حيث أصبح من المؤكد عودتهما إلى ناديهما الأصلي في ظل حاجة اليوفي الماسة لخدماتهما.

مفاجأة الدوري الإسباني

فوجىء جمهور برشلونة الإسباني بتوجّه نجم الفريق الأول “ليونيل ميسي” بعد نهاية مباراة فريقهم ضد جيرونا هذا الموسم نحو اللاعب “بابلو مافيو” الذي حظي بشرف التحدث مع البرغوث الأرجنتيني، بعد أن نجح في مراقبته كظله والحد من خطورته خلال المباراة ليحرمه من التسجيل خلال اللقاء.
وخطف “مافيو” الأضواء في وسائل الإعلام الإسبانية ليس لأنه نال إعجاب “ميسي” وحسب، بل لكونه أحد أبرز لاعبي الفريق الصاعد حديثاً لدوري الأضواء، والذي يقدم مستويات رائعة في الليغا ليكون أحد المفاجآت في الدوري الإسباني بعد نجاحه في التغلب على ريال مدريد بهدفين دون رد، ليحتل حاليّاً المركز التاسع على لائحة ترتيب فرق الدوري الإسباني.
ويبلغ “مافيو” 20 عاماً من العمر، وكان مانشستر سيتي قد تعاقد معه في عام 2013 عندما كان يبلغ 16 عام فقط، وقد قضى موسمين لاعباً مع فريق الشباب بالنادي، ثم تمّ استدعاؤه من قبل المدرب “مانويل بيليغريني” ليلعب مع الفريق الأول للمرة الأولى في عام 2015.
واعتاد الإسباني الشاب على خوض الفترة الاستعدادية مع مانشستر سيتي في الصيف، لكن في كل موسم يتم إعارته قبل إغلاق السوق، وقد لعب في جيرونا في الموسمين الماضيين على سبيل الإعارة، وتم تجديد إعارته حتى نهاية الموسم الحالي، لكن اللاعب بات مرشحاً للعودة بصفة أساسية إلى ناديه الأصلي بعد ثلاثة مواسم قضاها في إسبانيا.

موهوب بايرن ميونخ

في الصيف الماضي تعاقد بايرن ميونخ مع الموهبة الألمانية الشابة “سيرجي غنابري” من نادي فيردر بريمن ليصبح أول صفقاته لهذا الموسم، إلا أن تعاقد العملاق البافاري مع الكولومبي “خاميس رودريغيز” من ريال مدريد جعل “كارلو أنشيلوتي”؛ المدرب السابق لبايرن يسمح برحيل “غنابري” إلى نادٍ آخر ليتمكن من لعب دقائق أكثر.
وبالفعل تمت إعارة “غنابري” لنادي هوفنهايم في فرصة مهمة للشاب الألماني من أجل التطور، وهناك نجح في تقديم مستويات جيدة في البوندسليغا فقد شارك مع الفريق الأزرق في 9 مباريات ضمن الدوري الألماني وتمكن من تسجيل هدفين وصناعة اثنين آخرين.
وسطع نجم “غنابري” مؤخراً خصوصاً بعد المباراة التي أذل فيها هوفنهايم خصمه لايبزيغ بأربعة أهداف نظيفة في لقاء شهد تسجيل هدفين رائعين في تلك المواجهة لنجم بايرن المستقبلي.

مظلوم إنتر

مع استحواذ شركة “سونغ” على العدد الأكبر من أسهم نادي إنتر ميلان قبل عامين وتحول ملكية النادي الإيطالي لها، قامت الشركة الصينية بإبرام عدة صفقات كبيرة كان أبرزها في ذلك الوقت تعاقدها مع الفرنسي “جيوفري كوندوغبيا” من موناكو الفرنسي في صفقة قاربت قيمتها الـ 40 مليون يورو.
وجاء التعاقد “كوندوغبيا” بمثابة خطوة مهمة نحو عودة الأزرق والأسود إلى المنافسة على المسابقات المحلية ومنها إلى القارية، إلى أنّ مشاكل النادي الإدارية التي نتج عنها إقالة المدرب “روبرتو مانشيني” وتعويضه بالهولندي “فرانك ديبور” أدخلت إنتر في دوامة التغيير المستمر في التشكيلة الأساسية التي أدت بالنهاية لحصد نتائج سلبية أبعدت عن المشاركة الأوروبية.
وأدى قدوم “لوتشيانو سباليتي” لتولي مهمة الإشراف الفني على إنتر ميلان إلى التضحية باللاعب الفرنسي فكانت إعارته إلى فالنسيا جزءً من صفقة انتقال الظهير البرتغالي “كانسيلو” وذلك بناءً على رغبة المدرب الإيطالي.
وفي إسبانيا تغير أداء “كوندوغبيا” تماماً مع فالنسيا عما قدمه في موسمه الأول مع إنتر ميلان، حيث بات يعتبر ركيزة أساسية في خط وسط “الخفافيش” هذا الموسم بعد أن خاض 16 مباراة في الليغا نجح خلالها بتسجيل 3 أهداف وصناعة هدف.
وبعد الأداء والمستوى الكبير الذي قدّمه “كوندوغبيا” مع فالنسيا، أدرك الإنتر على ما يبدو حجم الخطأ الذي اقترفه بحق اللاعب الفرنسي، إذ تُشير التقارير الصادرة من ميلانو إلى أن النيرازوري بصدد إعادة لاعبه الصيف القادم بعد انتهاء فترة إعارته مع الفريق الإسباني.

شاهد أيضاً

روسيا تدخل الدوري السوري للقدم عبر نادي حميميم

مرسين – وسام سليم أعلنت قاعدة حميميم العسكرية الروسية في سورية تأسيس نادي لكرة القدم …

“بديل صلاح”.. ليفربول يجهز 60 مليون يورو لمرموش

كشفت صحيفة “موندو ديبورتيفو”، يوم الجمعة، أن ليفربول يجهز عرضا يبلغ 60 مليون يورو من …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *