الرئيسية / منوعات / ميديا / مواد ميديا مختارة / “قناة حميميم المركزيّة”.. منصّة إعلاميّة روسيّة تُحرج النظام

“قناة حميميم المركزيّة”.. منصّة إعلاميّة روسيّة تُحرج النظام

صدى الشام- عمار الحلبي/

قبل أشهر فوجئ السوريون بصفحة عبر فيسبوك تطلق تصريحات رسميّة باسم القيادة الروسية التي تتحصّن داخل القاعدة الجوية في سوريا المعروفة باسم “حميميم” والتي اتخذتها روسيا كمقر ومنطَلق لعملياتها العسكرية ضد المعارضة السورية.

الصفحة التي جاءت تحت مسمى “القناة المركزية لقاعدة حميميم العسكرية” كانت مثيرة للجدل، وتمكّنت من جذب عشرات آلاف المعجبين على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك” خلال فترة قصيرة، ومثلما تمكّنت القناة من استقطاب أعداد كبيرة من المتابعين، فقد استطاعت أن تجذب أيضاً وسائل الإعلام التي هرعت لنقل ما يصدر عنها من تصريحات رسمية واستخدامها في الأخبار والمقالات والقصص الخبرية كمصدر معترف به.

تُعرّف الصفحة نفسها على أنّها “الصفحة المركزية الوحيدة والناطقة بصفة غير رسمية لمجموعة القوات الروسية المتواجدة في قاعدة حميميم العسكرية”، وتقول في هذا السياق: “اعتزمت القيادة العسكرية الروسية الجديدة في سوريا إنشاء صفحة إعلامية لتمكين التواصل ونقل الأخبار لمتابعينا الكرام في سوريا والعالم عبر المنبر الوحيد الناطق بشكل شبه مرخص رسمياً من القاعدة الجويّة في حميميم”.

ومؤخّراً قامت الصفحة بتوسيع أعمالها لتنشئ قناة خاصة على موقع التواصل الاجتماعي “تلغرام”، وراحت تدعو المشتركين للاشتراك بالقناة الجديدة، وذلك عبر المتحدث ألكسندر إيفانوف، والمترجم الذي يُدعى “وعد”.

استقطاب جمهور واسع

خرجت الصفحة عن جميع القوالب الخطابية التي يستخدمها إعلام النظام السورية، وباتت ناطقاً رسمياً يخاطب المؤيّدين بالدلائل والعقل أكثر ممّا يخاطبهم بالأسلوب الخشبي الذي عوّد النظام الناس عليه عبر وسائل إعلامه منذ سنوات.

وتتناول القناة في منشوراتها اليومية الأوضاع الميدانية والعسكرية بشكل متّزن كما يراه كثيرون، حتّى بدأت تتوسّع قاعدتها ولا سيما بين صفوف مؤيدين نظام الأسد الذين أصبح هاجسهم الدائم هو معرفة حقيقة الوضع العسكري من وجهة النظر الروسية.

في أحد منشوراتها الملفتة تطرّقت الصفحة إلى أوضاع “الدورة 102” ممن يؤدون الخدمة الإلزامية لدى قوات النظام ولا يزالون قيد “الاحتفاظ” منذ نحو 7 سنوات، وقامت القناة الروسية بحسم الجدل في ظل تكتّم إعلام النظام عن مصير الدورة الذي كان موضوع تداول في الآونة الأخيرة. وقالت القناة “لقد تم إصدار قرار رسمي من قبل وزارة الدفاع السورية يقضي بمنع تسريح المقاتلين القدماء في الوقت الحالي”.

أصبحت “القناة المركزيّة لقاعدة حميميم” موضع اهتمام وجذب لقسم كبير من مؤيدي نظام الأسد، نظراً لكونها تتطرق للأخبار والموضوعات التي تؤرّقهم، وتقدّم لهم إجابات يرونها “حاسمة” ونهائيّة.

مزيد من الجدل

الأمور الميدانيّة والعسكريّة لم تكن الوحيدة التي تتطرّق إليها الصفحة بل باتت تتدخّل بكل تفاصيل الحياة السوريّة، بما في ذلك تلقّي الشكاوى من عناصر النظام ومواليه، ثم تقوم بنشر هذه الشكاوى وتحقّق مزيداً من إثارة الجدل بين الموالين.

وفي الأول من شهر آذار الماضي، لجأ أحد عناصر قوات النظام إلى القناة ليقدّم لها شكواه عن “فساد ضبّاط النظام وظلمهم للعناصر”، مقابل الدعم الكبير للمليشيات الأخرى التي تساند النظام في معاركه، ولا سيما على صعيد الامتيازات والطعام والرواتب الشهرية.

ونشرت “القناة المركزية لقاعدة حميميم الروسية” رسالةً أرسلها أحد الجنود شارحاً وضعه المزري. وجاء فيها: “أنا الرقيب أول المتطوع في قوات الأمن العسكري، باسل سفر، وأنا مسؤولٌ عن كلامي وأتمنى نشره، لربما لاحظتم حصة الغذاء لعناصر القوات الحكومية وحصة الغذاء للقوات الرديفة”. وأضاف سفر وهو يخاطب الروس “قبل أن تحاربوا داعش حاربوا فساد الضبّاط السوريين المسؤولين عن الغذاء والرواتب الشهرية وعندها لن يحتاج الجيش السوري إلى دعمكم” على حد تعبيره.

وتابع سفر: “على هذا القدر الذي يعيشه الجندي السوري ينبع من قلبي القول، إنني أفضل الموت بحادث مرور على أن أموت مدافعاً عن ضابط فاسد”.

مثّلت القناة مساحة للحديث عن التفاصيل التي لا تتداولها وسائل إعلام النظام عادةً، وراحت تنشر الشكاوى التي تردْ من عناصر النظام ومواليه خصوصاً ما يتعلق منها بالفساد و”الظلم”.

استعراض

نظراً لكون هذه القاعدة جزء لا يتجزّأ من القوات الروسية، فإن قناتها باتت كذلك جزءاً من الماكينة الإعلامية الروسية التي أحرجت النظام في عدة مواقف.

فعلى سبيل المثال، دحضت القناة عدّة روايات لنظام الأسد حول تقدّمه في حي جوبر الدمشقي والغوطة الشرقية.

كما باتت تتجاوز النظام في نشر المعلومات العسكرية، حيث قامت الصفحة مؤخّراً بالانفراد بنشر وصول جنود المشاة البحرية الروسية من اللواء 810 من أسطول البحر الأسود الروسي لحماية قاعدة حميميم.

ولم يتوقف الأمر عند هذا الحدّ فقد أصبحت القناة منبراً للاستعراض الروسي والتباهي بالقدرات العسكرية، ونشرت في هذا الإطار معلومات عن أن القوات الروسية قامت بتجريب أكثر من 200 سلاح في سوريا، وهو ما أثار حفيظة مستخدمي وسائل التواصل في مناطق سيطرة النظام، وجاء في منشور لها أن القوات الروسية خلال “حربها” في سوريا على ما أسمته “الجماعات الإرهابية” جربت أكثر من 200 نوع أسلحة ثقيلة “حققت نجاحاً كبيراً في تلك الحرب وأثبتت فعاليتها على الأرض” حسب وصفها.

وأضاف البيان الصادر عن القاعدة أن “الجودة العالية والإنجازات لتلك الأسلحة من وسائط دفاع جوي ودبابات وأنظمة مدفعية وطائرات، جعلتها في طليعة الأسلحة الروسية الرائجة والمرغوبة في السوق العالمية”.

شاهد أيضاً

فيديو: ملامح الأمل .. مرضى السرطان السوريين الوافدين إلى تركيا

هل تعلم أين يقيم مرضى السرطان السوريين الوافدين إلى تركيا تعرف معنا على الواقع الصعب …

“كسر عضم 2”: قصة غير مفهومة وثغرات كبيرة

من الواضح أن هلال الأحمد ورند حديد كاتبي مسلسل “كسر عضم – السراديب” بجزئه الجديد، …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *