الرئيسية / سياسي / ميداني / مواد محلية مختارة / عناصر من “قسد” يبتزّون الأهالي مقابل نزع الألغام في الرقة

عناصر من “قسد” يبتزّون الأهالي مقابل نزع الألغام في الرقة

صدى الشام- مصطفى محمد/

بعد نحو شهرين من دحر تنظيم “داعش” عنها، ما زالت الألغام تحصد أرواح المدنيين في مدينة الرقة أثناء محاولتهم الوصول إلى منازلهم المدمرة جراء المعارك.

وبحسب مصادر محلية، فإن الألغام التي زرعها التنظيم قبل انسحابه من الرقة، أودت بحياة نحو 40 مدنياً في غضون أسبوع واحد، وذلك بعد أن سمحت “قوات سورية الديمقراطية” (قسد) للمدنيين بالدخول إلى المدينة.

وتتهم ذات المصادر، الفرق الهندسية التابعة لـ “قسد” والمكلفة بتنظيف أحياء المدينة من الألغام، بالتقصير والتقاعس عن مسؤوليتها، وبأنها تتقاضى رشاوى من المدنيين مقابل تنظيف المنازل من الألغام.

الموت بصمت

يقول رئيس المجلس الرقة المحلي، التابع للمعارضة، سعد شويش، قال “لا تزال الرقة مسكونة بالموت، وبالأمس كانت الطائرات وقذائف المدافع والهاونات مسؤولة عنه، أما اليوم فالألغام تواصل ذلك، لكن بصمت أكثر من قبل”، ويضيف شويش لـ”صدى الشام”: “تشكل الألغام اليوم العائق الأول أمام عودة الرقة إلى الحياة من جديد، وسط غياب لعمل الفرق الهندسية، رغم وجودها في المدينة بكثرة”، ويوضح أن الشركات الدولية العاملة في مجال تفكيك الألغام تقوم بتدريب الفرق المحلية وتزودها بالمعدات لتنفيذ مهمة تنظيف أحياء الرقة.

لكن وبحسب شويش، فإن الفرق المحلية تقوم بابتزاز الأهالي قبل تنظيف منازلهم، مبيناً أن بعض المدنيين اضطر لدفع مبالغ مالية كبيرة تتراوح ما بين 400-800 دولار أمريكي للفرق، حتى يتم تنظيف بيته من الألغام.
وقال شويش “تقوم الفرق التابعة لـ قسد بممارسة هذه الأفعال المشينة بدون رقابة من جهات دولية حقوقية أو أممية، ما يرغم الأهالي على دفع الأموال لأنهم لا يملكون خيارات أخرى”.

أولويّة!

بدوره اعتبر الناشط الإعلامي مهاب الناصر، أن الفرق الهندسية التابعة لـ “قسد” غير مهتمة بحياة المدنيين، مشيراً إلى أن الفرق لا تنظف إلا مقرات التنظيم السابقة بحثاً عن أموال أو عن وثائق كانت بحوزة التنظيم، تهم التحالف الدولي.

وبحسب الناصر، فإنه ومنذ “تحرير المدينة ولم تمشط الفرق الهندسية سوى الألغام الظاهرة للعلن، ولم تدخل المنازل”، علماً أن المنازل تحوي أعدادا كبيرة من الألغام، مؤكدا لـ”صدى الشام” أن الفرق الهندسية لا تعمل إلا بعد تقاضيها الأموال من أصحاب المنازل.

ووفق الناشط الإعلامي، فقد أودت الألغام بحياة 15 مدنيًا في مختلف أحياء الرقة خلال يوم واحد، علاوة على عدد كبير من الجرحى الذين حولتهم الألغام إلى معاقين.

من جانب آخر، أشار الناصر إلى أن تنظيف الرقة بشكل كامل من الألغام لا يتطلب كل هذه الفترة الزمنية الطويلة، وقال “مضى على دحر التنظيم من الرقة أكثر من شهرين، وللآن لم يُعرف متى ستنتهي عملية تمشيط المدينة”، وأضاف، “تعتبر مدينة الرقة من المدن السورية الصغيرة، كما أن كتلتها العمرانية ليست كبيرة للدرجة التي تجعل من تنظيفها أمراً صعباً”.

وفي السياق ذاته، أكد الناصر أن الفرق الهندسية لم نتنه للآن من تنظيف أحياء مدينة الطبقة بريف الرقة الغربي، رغم أن “قسد” تسيطر على المدينة منذ أكثر من سبعة أشهر.

الدعوة للمحاسبة

وفي ذات السياق، طالب “الملتقى المدني للرقة” بحماية المدنيين من ألغام الموت، وذلك بعد خروج تنظيم “داعش” الذي ترك وراءه ألغامه التي تحصد أرواح المدنيين تحت نظر قوات “قسد” التي تتحمل مسؤولية ادعائها “تحرير الرقة”.

وجاء في بيان تسلمت “صدى الشام” نسخة منه، أنه خلال شهر تشرين الثاني دفع مدنيو الرقة فاتورته (60 ضحية)، بدون ذنب منهم إلا تصميمهم على العودة إلى بلدهم وبيوتهم.

وأدان البيان تقاعس “قسد” ومن ورائها التحالف الدولي، الذي يتحمل المسؤولية القانونية والأخلاقية، بسبب تعمده  ترهيب المدنيين وتأخير عودتهم واستعادة حياتهم الطبيعة.

وطالب البيان قيادة قوات التحالف والمنظمات الدولية لحقوق الإنسان بالعمل على عدم ربط عودة المدنيين بإنجاز الحلول والتسويات السياسية حول الرقة خاصة، وحول الوضع السوري عامة، والدفع بمزيد من القوى البشرية والإمكانات المادية لتسريع وتيرة إزالة الألغام من المدينة قبل أن تحصد المزيد من الأرواح.

وأضاف البيان: “نطالب بفتح تحقيق دولي محايد عن أسباب تأخير قسد لهذه العملية، في حين أنجزت تهريب الدواعش خلال ساعات، ودون أن تنفجر بهم الألغام، وأقامت احتفالات النصر واستعراضات القوة”، ودعا البيان لتحديد المسؤوليات والمحاسبة على “التقصير والابتزاز المالي للناس مقابل قيام الكوادر المدربة بإزالة الألغام”.

مساعدات دولية

وكان مجلس الرقة المدني التابع لـ “قسد” أعلن أكثر من مرة عن تسلمه لمساعدات دولية، تتضمن معدات إزالة الألغام، وكان آخرها مطلع الشهر الجاري، حيث أعلن المجلس عن تسلمه معدات بقيمة 50 مليون دولار أمريكي من الحكومة الهولندية.

يذكر أن “قوات سورية الديمقراطية” (قسد) أعلنت في 17 تشرين الأول عن سيطرتها على كامل مدينة الرقة بعد معارك ضارية مع تنظيم “داعش”.

شاهد أيضاً

ندوة للتذكير بالمفقودين السوريين: القضية بين الواقع والمأمول

هاتاي – عبد الله البشير أقامت منظمة العدالة من أجل السلام ندوة تعريفية اليوم الأربعاء …

مقابل وجبة طعام… أطفال مخيمات ضحايا الاستغلال في “التيك توك”

مهند المحمد كالنار في الهشيم، انتشرت في الأشهر الماضية ظاهرة توزيع الحصص الغذائية على الأطفال …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *